هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا تحدثت فيه عن الاقتراح الذي قدمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يتمثل في مساعدة الولايات المتحدة وإسرائيل على تقليص الوجود الإيراني في سوريا مقابل تخفيف العقوبات المفروضة ضد طهران.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي صرح خلال اجتماع مغلق في الكنيست أنه باستطاعة موسكو إجلاء القوات التابعة لإيران من سوريا في حال قامت واشنطن بتخفيف العقوبات التي فرضتها على طهران. ولكن يرى الخبراء أن الجانب الروسي لا يتمتع سوى بتأثير محدود على إيران.
وحسب ما ذكرته قناة العاشرة الإسرائيلية، كشف نتنياهو عن مضمون المبادرة الروسية خلال جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست. والجدير بالذكر أن تواجد القوات الإيرانية داخل سوريا من الأمور التي تثير قلق إسرائيل، لأنه يشكل تهديدا لأمنها القومي. ومن جهتها، لا تستطيع الولايات المتحدة، التي تعتبر الحليف الرئيسي لإسرائيل، إلا الاستجابة لمطالب إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، قال تعليقا على ما تداولته وسائل الإعلام الإسرائيلية إنه "فيما يتعلق بمسألة رفع العقوبات مقابل أمر محدد، فإنه لا يمكنني تأكيد ذلك، لكن هناك أفكار قريبة من هذا المقترح في هذا الشأن". وأضاف ريابكوف أن "المستشارين الإيرانيين متواجدون في سوريا بدعوة من الحكومة السورية. كما ناقشنا أمن دولة إسرائيل خلال مفاوضاتنا مع طهران وواشنطن وبعض البلدان الأوروبية".
اقرأ أيضا: كيف بدأ الخلاف بين روسيا وإيران حول سوريا يتعمق أكثر فأكثر؟
وأضافت أن نتنياهو أكد أن بوتين قدم هذا الاقتراح بشكل غير رسمي، مشيرا إلى أن إسرائيل لم تتخذ موقفا من هذه المسألة بعد. ولكن يبدو أن الاجتماعات الأخيرة التي عقدها نتنياهو مع الرئيس الروسي وممثل الولايات المتحدة الخاص بشأن سوريا، جيمس جيفري، جعلته أكثر تفاؤلا.
ونقلت الصحيفة ما صرح به أحد ممثلي الدائرة الدبلوماسية الأمريكية في لقاء جمعه مع قناة العاشرة، حيث قال "نحن مستمرون في المفاوضات مع الأمم المتحدة والأطراف الأخرى من أجل الوصول إلى حل سياسي في سوريا، ولن نقدم تفاصيل عن محتوى هذه المفاوضات الدبلوماسية".
وأشارت الصحيفة إلى تعزيز حزب الله، القوة الموالية لإيران، لقدراته العسكرية خلال الحرب السورية، وذلك وفقا لما صرح به مصدر موالي للجيش الإسرائيلي. وبدوره صرح عضو المكتب السياسي لحزب الليكود الحاكم، أرييل بولشتاين بأن "إسرائيل تعتقد أن لروسيا تأثيرا على إيران، لكن في نفس الوقت تدرك أن هذا التأثير محدود".
وأضاف بولشتاين أن "إسرائيل ترى أن روسيا من الدول التي تسيطر فعليا على ما يحدث في سوريا، لذلك يجب أن تتحمل مسؤوليتها وتوقف جميع المحاولات التي تهدف إلى تحويل سوريا إلى نقطة انطلاق للهجوم على إسرائيل. أما فيما يتعلق باقتراح الجانب الروسي، أعتقد أن الأمر غير معقول، لاسيما أن العقوبات المفروضة على طهران غير مرتبطة بسوريا، والغرض منها إجبار طهران على وقف تطوير مشاريعها في المجال النووي".
اقرأ أيضا: ماذا قال سفير موسكو بتل أبيب عن وجود إيران بسوريا؟
ونقلت الصحيفة عن الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مارداسوف، أنه "تم التطرق إلى مسألة تواجد القوات الإيرانية في سوريا في العديد من المفاوضات التي جمعت بين روسيا وشركائها الغربيين. ويمكن القول إن روسيا تمارس نفوذا على طهران بطريقة أو بأخرى، ويمكنها ردع إيران في حال اقتضت مصلحتها ذلك. وفي الوقت الراهن، بدأت إيران في تغيير استراتيجيتها، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الصفقة النووية، وفرض حزمة جديدة من العقوبات، وتزايد سخط الشعب الإيراني بسبب استمرار التدخل الإيراني في سوريا".
وأضاف مارداسوف أن "إيران اخترقت الجهاز السياسي والعسكري السوري، لذلك لا يمكن طردها من هناك. فقد اشترت العديد من العقارات في حلب وعلى الحدود اللبنانية لإنشاء ممر سري لنقل القوات من لبنان إلى سوريا والعكس. ومن ناحية أخرى، لا تستطيع روسيا كبح جماح طهران، حيث حاولت في وقت سابق أثناء تواجد الشرطة العسكرية السيطرة على تنامي النفوذ الإيراني، لكن فور مغادرتها ظلت حلب تحت سيطرة إيران أو الجهات السورية الموالية لطهران".
وفي الختام، نوهت الصحيفة إلى أن أنطون مارداسوف يعتقد أن روسيا بحاجة إلى عرض صفقة على إسرائيل والولايات المتحدة تقوم بموجبها إيران بسحب قواتها من سوريا مقابل تخفيف العقوبات المفروضة عليها، للتذكير بدورها كوسيط سبلوماسي.