هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
شن المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، هجوما لاذعا على مجلس الأمن الدولي، بعد فشله بالتوصل لإجماع بشأن التصعيد العسكري في قطاع غزة والعداون الإسرائيلي.
ووصف منصور مجلس الأمن بأنه "مصاب بالشلل"، لأن "موقف دولة واحدة (في إشارة للولايات المتحدة) بالرفض الدائم أن يناقش المجلس قضيتنا على طاولته يستطيع إفشال موقف موحد ضد التصعيد العسكري الإسرائيلي".
وعلى الرغم من هجومه، إلا أن منصور، عبر عن تمسكه بطرق أبواب مجلس الأمن.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها منصور خلال مؤتمر صحفي مشترك مع مندوبي الكويت وبوليفيا لدى الأمم المتحدة، عقب انتهاء مشاورات مغلقة عقدها مجلس الأمن، مساء الثلاثاء؛ لمناقشة "العنف المتصاعد في غزة".
وأضاف منصور: "ندين بأقصى العبارات الممكنة الهجوم الإسرائيلي على غزة، ونشعر بالامتنان لجهود الكويت والأمم المتحدة".
وأضاف: "ونثمن مواقف الصين التي تتولى رئاسة أعمال المجلس حاليا، وقد سلمناها رسالة خطية عبرنا فيها عن قلقنا، وسيتم اعتبار الرسالة وثيقة من وثائق المجلس الرسمية".
وتابع: "نريد من مجلس الأمن أن يتحرك، لكنه كما قلت مشلول، غير أننا مستمرون في طرق أبوابه حتى يضطلع بمسؤولياته، وإلى أن يتم رفع الحصار غير الإنساني عن القطاع، لتعود الحياة فيه لوضعها الطبيعي".
بدوره، قال مندوب الكويت، السفير منصور العتيبي: "موقفنا واضح.. لقد دعونا مع بوليفيا لعقد هذه الجلسة في مجلس الأمن، وندين الهجوم الإسرائيلي على القطاع، والاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين هناك".
وقال: "تواجه غزة حصارا منذ ما يقرب من 11 عاما، ولا يوجد أي آفاق للسلام، والموقف الإنساني يتدهور بشدة، ولذلك تقع مثل تلك الأحداث".
وتابع بأن "غالبية ممثلي الدول الأعضاء خلال جلسة المشاورات قالوا إنه من الضروري تحرك المجلس إزاء ما يحدث، فيما أثار بعض المتحدثين خلال الجلسة موضوع قيام وفد من مجلس الأمن بزيارة قطاع غزة وقد أيدت دول عديدة القيام بمثل هذه الزيارة".
اقرأ أيضا: مجلس الأمن يفشل باجتماع غير مثمر بالتوصل لإجماع حول غزة
وأفشلت أمريكا التوصل لإجماع في مجلس الأمن بشأن التصعيد العسكري في غزة، بالإضافة إلى أن واشنطن ما انفكّت مواقفها في الأمم المتحدة تزداد انحيازا لإسرائيل، منذ تولي دونالد ترامب مقاليد السلطة فيها.
ولهذا السبب، لم يتمكّن مجلس الأمن من إصدار بيان رئاسي بشأن الأوضاع في غزة، ذلك أنّ بيانات المجلس تصدر بالإجماع.
وعقد اجتماع مجلس الأمن بعدما أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وفي مقدّمها حماس أنها توصّلت بوساطة مصرية إلى وقف لإطلاق النار بينها وبين إسرائيل.
اقرأ أيضا: الإعلان عن وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال في غزة
وقالت الفصائل إنها ستلتزم بالهدنة طالما التزمت بها إسرائيل التي لم يصدر عنها أي تأكيد رسمي لهذه الهدنة.
واستشهد سبعة فلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في اليومين الماضيين في أسوأ تصعيد منذ عام 2014.
وبدأ التصعيد الأخير مساء الأحد، مع عملية خاصة لقوات الاحتلال الإسرائيلي داخل القطاع، أعقبها رد مسلح عاجل من مقاتلي "حماس".
وردت فصائل المقاومة بإطلاق مئات الصواريخ وقذائف الهاون على المناطق المحتلة. واستهدفت قذيفة مضادة للدبابات حافلة كانت تقل جنودا إسرائيليين. وأصيب جندي إسرائيلي بجروح بالغة في هذا الهجوم.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانا على غزة ثلاث مرات منذ 2008، وأثار قمع الاحتلال وعنفه ضد احتجاجات على الحد الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة منذ 30 آذار/ مارس مخاوف من اندلاع حرب رابعة، لا سيما مع اشتداد الحصار على القطاع وسوء الأوضاع الإنسانية فيه.