صحافة دولية

"لوبوان": علاقات دول الخليج وإسرائيل تشهد ثورة دبلوماسية

رئيس الوزراء الإسرائيلي التقى السلطان قابوس في مسقط- وكالة الأنباء العمانية
رئيس الوزراء الإسرائيلي التقى السلطان قابوس في مسقط- وكالة الأنباء العمانية

نشرت مجلة "لوبوان" الفرنسية تقريرا سلطت فيه الضوء على المنحى الجديد الذي اتخذته العلاقات بين إسرائيل ودول الخليج في الفترة الأخيرة، حيث شكل التقارب بين الطرفين ثورة دبلوماسية.


وقالت في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه "بسبب خوفهم المشترك من إيران، أصبح القادة الإسرائيليون ونظراؤهم من العرب السنة يفشون التقارب بينهم دون أي حرج".


وقد انتظرت إسرائيل شهرا كاملا قبل أن تعلق بشكل رسمي على حادثة جمال خاشقجي. ففي الثاني من تشرين الثاني/ نوفمبر، رد بنيامين نتانياهو أخيرا على القتل المروع للصحفي السعودي الذي هز العالم.

 

اقرأ أيضا: غضب ورفض من شكل "الحفاوة العُمانية" بوزير إسرائيلي (شاهد)

ونقلت المجلة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي في مؤتمر صحفي عقد في بلغاريا أن "ما حدث في القنصلية السعودية في إسطنبول فظيع ويجب التعامل معه بشكل مناسب". 


وأضاف نتانياهو أنه "مع ذلك، من المهم جدا أن تظل المملكة العربية السعودية مستقرة، من أجل ضمان استقرار العالم والمنطقة العربية. وأعتقد أننا بحاجة إلى إيجاد طريقة لتحقيق كلا الهدفين، لأن أكبر مشكلة هي إيران".


في الواقع، كانت رسالة نتانياهو واضحة، ذلك أن رئيس الوزراء الإسرائيلي لا يرغب في أن يتم الضغط على ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، المشتبه في إصداره الأمر باغتيال خاشقجي، كي يترك منصبه.


ووفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، التي كان يكتب فيها جمال خاشقجي، قد يكون نتانياهو تواصل (رفقة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي) مع إدارة ترامب ليعلمها بأن ولي العهد يمثل شريكا استراتيجيا في الشرق الأوسط.


وتطرقت المجلة إلى أن هذه الحادثة المؤلمة تعكس التقارب القوي بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، اللتين تتنازعان مع جمهورية إيران الإسلامية. 


وقد أكدت سفيرة إسرائيل في فرنسا، عليزا بن نون، للمجلة أنه "خلال السنوات الأخيرة، وبسبب التهديد الإيراني، حصل تقارب واضح على مستوى المصالح بين بلدينا لمواجهة هذا التحدي، ذلك أن العدو الذي يهدد المنطقة ودول الخليج، فضلا عن إسرائيل، هو إيران. ومن الضروري التذكير بعدم وجود علاقة دبلوماسية بين إسرائيل ودول الخليج".


وأردفت المجلة أن هذين الطرفين لا يخفيان هذا التقارب بعد الآن. تجدر الإشارة إلى أن إشادة المملكة البحرينية، جار وحليف السعودية الذي يدعم المملكة في كل قراراتها، بتصريحات بنيامين نتانياهو قد شكلت حدثا نادرا.


فقد نشر وزير الخارجية البحريني، خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، على حسابه على موقع تويتر أنه "بغض النظر عن الخلافات القائمة، فإن موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي نتانياهو واضح بشأن أهمية استقرار المنطقة ودور المملكة السعودية في الحفاظ على هذا الاستقرار".


وعلى الرغم من أن مسألة قتل خاشقجي بطريقة مروعة، فضلا عن موجة الغضب الدولي التي أثارتها هذه القضية، تبدو كما لو أنها مصدر إحراج لإسرائيل، إلا أن قادتها أطلقوا حملة تهدف إلى توضيح تقاربهم مع دول الخليج منذ حوالي شهر. 


ففي صورة له مع زوجته سارة، في قصر السلطان قابوس في سلطنة عمان، نشر بنيامين نتانياهو في 26 تشرين الأول/ أكتوبر تغريدة قال فيها: "زيارة خاصة إلى عمان. إنها لحظة تاريخية".


وكانت هذه الزيارة، التي قام بها مسؤولون إسرائيليون بارزون، الأولى من نوعها منذ 20 سنة، قبل إغلاق السلطنة لمكاتب التمثيل التجاري الإسرائيلية فيها على إثر اندلاع الانتفاضة الثانية في سنة 2000.


وأوردت المجلة أن الوفد الإسرائيلي تضمن مدير الموساد، يوسي كوهين، ومستشار الأمن القومي، مئير بن شبات، والمدير العام لدى وزارة الشؤون الخارجية الإسرائيلي، يوفال روتام. 


وصرح روتام على موقع "تويتر" أن "هذه الزيارة المهمة تدل على تفاهم عميق وتعاون متزايد بين إسرائيل والشركاء الإقليميين". وقد تم الإعلان عن هذا التحول السياسي- الدبلوماسي بعد ظهر يوم الجمعة، إثر عودة الوفد الإسرائيلي من عمان.

 

اقرأ أيضا: زيارة نتنياهو لمسقط تواجه رفضا وهجوما واسعا

وبينت المجلة أنه بالنسبة لإسرائيل، يعد هذا التقارب مع الخليج فرصة حقيقية للخروج من عزلتها الإقليمية، وتعزيز نفوذ جبهتها ضد إيران، علاوة على تأجيل احتمال قيام دولة فلسطينية. 


واعترف بنيامين نتانياهو في غرة تشرين الثاني/ نوفمبر أنه "لطالما اعتقدنا أننا سنفتح أبواب السلام مع العالم العربي، إذا قمنا بحل المشكلة الفلسطينية". لكن، "ربما يكون من الأصح الانفتاح على العالم العربي وتطبيع العلاقات معه، لأن هذا الأمر سينتهي في نهاية المطاف بالمصالحة والسلام مع الفلسطينيين".


وذكرت المجلة أن وجهة نظر نتانياهو هذه بعيدة كل البعد عن موقف محمد أشتية، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. ففي تعليقه على اللقاء التاريخي بين بنيامين نتانياهو والسلطان قابوس بن سعيد في سلطنة عمان، أعرب أشتية، في بيان له، عن أسفه إزاء التقارب بين إسرائيل ودول الخليج. وقد شدد على أن "هذا التقارب يعد بداية التطبيع العام ونهاية مبادرة السلام العربية".

التعليقات (0)