هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال أرنون سيغال، الكاتب الإسرائيلي بصحيفة مكور ريشون، إن "القرار الأردني الأخير بوقف استئجار إسرائيل لأراضيه بموجب اتفاق السلام قد يسعى من خلفه لتحصيل مزيد من الامتيازات في الحرم القدسي، في ظل العلاقات الباردة بين عمان وتل أبيب".
وأضاف
في مقال ترجمته "عربي21" أنه "يمكن
لإسرائيل أن تمنح الأردن المزيد من السيطرة والنفوذ في الحرم القدسي، ولذلك فمن المتوقع
في الأسابيع القادمة أن نقرأ بيانا صحفيا، مفاده أن الأردن وافق على تمديد تأجير أراضيه
لإسرائيل، مقابل تقليص دخول المتدينين اليهود للحرم القدسي لأداء طقوسهم الدينية،
وزيادة دراماتيكية في أعداد موظفي الأوقاف، وبناء مسجد جديد في الحرم، والتخفيف من
إجراءات الشرطة الإسرائيلية".
وأشار إلى أن "بنيامين نتنياهو ليس بحاجة لمثل هذه الأزمات مع الأردن، وربما يقدم على
منحه ما يطالب به من امتيازات في الحرم القدسي، ويبدو أنه من أجل الحفاظ على
علاقات قوية مع ملك الأردن عبد الله الثاني، فإن نتنياهو يبدو موافقا على ما قد
يطلبه الأخير من امتيازات، وقد سبق له أن استجاب لطلب الأردن بوقف اقتحامات أعضاء
الكنيست للحرم القدسي، وتنظيم دخول المصلين اليهود على هيئة مجموعات محدودة فقط".
اقرأ أيضا: هكذا نظر الإسرائيليون لإلغاء الأردن أحد ملاحق اتفاق السلام
نداف شرغاي، الكاتب الإسرائيلي المتخصص بشؤون القدس، قال إن "الأردن جدد طلبه لإسرائيل لإقامة قبة خامسة في الحرم القدسي، ولم يتم الرد عليه، حيث تزامن مع أزمة إلغاء تأجير بعض أراضيه لإسرائيل، وما زال طلبه قيد البحث في أروقة الحكومة الإسرائيلية".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الطلب الأردني ليس جديدا، لكن الجديد فيه أن الموضوع أعيد طرحه في ظل الأزمة
الناشبة بين عمان وتل أبيب، والتوجه الإسرائيلي ينوي فتح نقاش شامل مع الأردن يشمل
كل القضايا العالقة بينهما في مجالات: الأمن، الاستخبارات، الاقتصاد، الزراعة، وغيرها،
في حين أن الأردن سيطرح موضوع الحرم القدسي مجددا مع إسرائيل".
وأوضح
أن "العلاقات الأردنية الإسرائيلية فيما يتعلق بالحرم القدسي قائمة على
تفاهمات غير رسمية، لإبعاد حماس والحركة الإسلامية داخل إسرائيل عنه، وتسمح
التفاهمات بزيادة التأثير الأردني في الحرم لتعزيز نفوذ العائلة المالكة لدعم
وضعها داخل الشعب الأردني، وتثبيت حكمها، وإبراز إنجازات العائلة أمام المعارضة الأردنية،
لا سيما الإخوان المسلمين، وتم ترسيخ هذه التفاهمات من خلال اتفاق وادي عربة عام
1994".
وأشار إلى أن "الأردن واصل زيادة مطالبه الخاصة بالحرم القدسي، وكان آخرها الجهود التي
قام بها جون كيري وزير الخارجية الأمريكي السابق في مباحثاته بين الأردن وإسرائيل،
مع أن الطلب الأردني في هذه الآونة يتزامن مع زيادة التواجد التركي في الحرم
القدسي والبلدة القديمة".
وأكد
أن "طلب الأردن لبناء قبة خامسة لزيادة نفوذها السياسي والديني في القدس،
يعيد إلى الأذهان المرة الأخيرة التي حصل فيها الأردن على نفوذ رمزي في القدس،
إبان ثمانينات القرن الماضي، حين أرسل الملك حسين ملايين الدولارات لصالح ترميم
القبة الذهبية في الصخرة المشرفة، وحينها شهد الأردن والعالم العربي احتفالات كبيرة".
اقرأ أيضا: خارجية الأردن تفتح باب مفاوضات مع إسرائيل حول الباقورة والغمر