هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال الكاتب السياسي الإسرائيلي بن كاسبيت إن "النقاش الذي يشهده المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية حول مستقبل العلاقة مع حماس في قطاع غزة، بات يجعل من بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة شخصاً يساريا بسبب حجم المواقف اليمينية داخل المجلس ضد غزة.
ولفت إلى أنه نتنيتاهو وبعد مرور عقد من الزمن على إعلانه أنه فور وصوله للحكم سيعمل على القضاء على حماس، "فقد بات يدرك أن إسرائيل ليس لها مصلحة بذلك".
وأضاف كاسبيت في مقاله على موقع يسرائيل بلاس، ترجمته "عربي21" أن "السياسة التي تتبعها إسرائيل حاليا تجاه الفلسطينيين مفادها مواصلة إضعاف محمود عباس، والمحافظة على استمرار الجمود السياسي مع السلطة الفلسطينية، لأن انطلاق أي مفاوضات معها يعتبر أمرا أكثر تعقيدا بنظر نتنياهو من التورط في حرب".
وأوضح أنه "جاء اليوم الذي يعلن فيه نتنياهو أنه لا يريد القضاء على حماس، موضحا سبب ذلك، ومبررا الاكتفاء بالتوصل لتهدئة تمنع انهيار قطاع غزة، لأن ذلك سينفجر في وجوهنا، مكتفيا باتهام عباس بالتسبب في التدهور الحاصل في البنى التحتية الإنسانية للقطاع، مع أن نتنياهو بنى لنفسه شخصية وصورة نمطية على أنه الرجل القوي أمام حماس".
وأشار إلى أن "نتنياهو حاول إعطاء نموذج لنفسه مختلف عن سلفه إيهود أولمرت الذي وجه الجيش لحرب الرصاص المصبوب في 2008، لكنه أوقفها قبل الإطاحة بحماس نهائيا، لذات الأسباب التي بات نتنياهو اليوم يسوقها ويروجها، ورغم أنه انقض في حينه على إيهود أولمرت وتسيفي ليفني وإيهود باراك، وأعلن أن الوضع لديه سيكون مختلفا، لكنه اليوم يبدو أنه لم يقل الحقيقة".
وأكد كاسبيت أن "سلوك نتنياهو يعتبر شاهدا جديدا على ذات الفرضية التي يكررها الإسرائيلييون دائما وهي أن "الأمور التي تراها من داخل الحكومة، لا تراها حين تكون في المعارضة"، واليوم يعلن نتنياهو بالفم الملآن هذا الاعتراف".
وأوضح أنه "رغم تشجع نتنياهو للتوصل لتهدئة مع حماس، لكن لا أحد يعلم أين ستصل الأمور، هل إلى مواجهة عسكرية واسعة أم تهدئة طويلة، لأن نتنياهو بات يطرح أسئلة من قبيل: ماذا سنفعل إذا قمنا باحتلال غزة، في ظل عدم وجود أحد مستعد لاستلامها؟".
وتساءل كاسبيت "من كان يصدق أن نتنياهو يتحول في هذا الكابينت (المجلس الأمني المصغر)الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل ليصبح الشخص اليساري، رغم أن المعارضة الأساسية لتوجهاته لدى وزير حربه أفيغدور ليبرمان الذي أعلن في الأسبوعين الأخيرين أنه لا أمل من أي ترتيب مع حماس؟ وطالب بتوجيه ضربة قوية على غزة، تكون الضربة الأقوى التي عرفها في حياته".
وأشار إلى أنه "رغم أن ليبرمان هو المسئول عن ملف الجيش، لكنه يبدو أنه يمثل الأقلية في الكابينت الذي يدعم توجهات نتنياهو، سواء وزراء حزبي "الليكود" و"كلنا"، حتى نفتالي بينيت وآيليت شاكيد وزيري حزب "البيت اليهودي" اللذين يصران على الوقوف على يمين نتنياهو، لا يؤيدان توجهات ليبرمان بإعادة احتلال غزة، بل الاكتفاء بضربات جوية قاسية تحول دون دخول الجنود الإسرائيليين لعمق القطاع".
وأضاف أن "نتنياهو الذي لديه مصلحة بعدم التورط بعملية عسكرية كبيرة في غزة، فإن لديه مصلحة سياسية أخرى تتمثل بالحفاظ على الفصل بين قطاع غزة والضفة الغربية، لكنه يتجاهل حقيقة واضحة أن الطرف المستعد لاستلام غزة بعد توجيه ضربة لها موجود في رام الله، ويسمى السلطة الفلسطينية، ورئيسها أبو مازن".
وختم بالقول أن "السلطة الفلسطينية التي وقعت مع إسرائيل على اتفاقيات سلام تفصيلية، وتقيم معها تنسيقا أمنيا استراتيجيا خلال سنوات طويلة هي الطرف المرشح للقيام بذلك الدور في استلام غزة، لكن نتنياهو يخشى من ذلك، لأنه لا يريد رؤية شريك له في عملية السلام، ويواصل الهروب من ذلك بكل قوة".
الخبير الإسرائيلي بالشؤون الفلسطينية بموقع يسرائيل بلاس شلومي ألدار قال، إن "نتنياهو يسعى حثيثا للبحث في خيارات سياسية قبيل الوصول للمواجهة العسكرية الواسعة في غزة، ويحاول دفع الضغوط التي تمارس عليه من داخل الكابينت لتنفيذ عملية عسكرية بتوجيه ضربة واسعة على حماس، وتدعو لإعادة احتلال القطاع".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن السؤال يبقى: "هل تحقيق تسوية مع حماس في غزة أمر بات محققا؟ لست متأكدا من ذلك، لأن الطرفين، حماس وإسرائيل، وصلتا في الآونة الأخيرة إلى شبه اتفاق على التهدئة، لكنه تعثر بسبب استمرار المظاهرات على حدود غزة وإطلاق الصواريخ".
وأشار إلى أن "التصريحات الأخيرة لنتنياهو حول الوضع في غزة كلن يهدف من خلالها إخلاء ساحته مما يتردد حول الحلول السحرية التي ينادي بها وزراء الكابينت حول حل مشكلة غزة، وإعلام الرأي العام الإسرائيلي أنها حلول غير واقعية، لكن المعطيات على الأرض لا تجعل التهدئة التي يسعى إليها نتنياهو أمرا في طريق التحقق في الوقت ذاته".