هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أغلقت في تمام الساعة العاشرة من مساء أمس الثلاثاء صناديق الاقتراع في الانتخابات المحلية التي أجريت في إسرائيل وشملت مدينة القدس المحتلة، التي شهدت مقاطعة واسعة من قبل الفلسطينيين، تلبية للدعوة التي أطلقتها جهات مقدسية لمقاطعة هذه الانتخابات.
ويشكل المقدسيون نحو 40 بالمئة من سكان المدينة بواقع 320 ألف نسمة من بينهم 15 ألفا يحملون الهوية الإسرائيلية، من أصل 800 ألف هم إجمالي عدد سكان القدس، في حين يجيز القانون الإسرائيلي حق التصويت لنحو 180 ألفا من المواطنين العرب في المدينة.
مشاركة ضعيفة
وتشير البيانات الأولية إلى أن نسبة الاقتراع في مدينة القدس وصلت إلى 34 بالمئة، مقارنة بـ36 بالمئة للانتخابات البلدية التي أجريت في العام 2013، في حين لم تتجاوز نسبة المشاركة العربية في الانتخابات السابقة 1 بالمئة، وشهدت فوز المرشح اليميني من حزب الليكود نير بركات للمرة الثانية بعد انتخابات العام 2008.
ويحق للمقدسيين الفلسطينيين الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البلدية، وأعطتهم بذلك صفة المقيمين لا المواطنين، ولكن في الوقت ذاته تحرم إسرائيل أي مواطن عربي من الترشح لرئاسة البلدية لا يحمل الهوية الإسرائيلية.
ويجيز قانون الانتخابات في إسرائيل للمقدسيين الحق في التصويت في الانتخابات البلدية، ولكن لا يمكنهم التصويت في انتخابات الكنيست، ويجيز القانون أن يترشح الفلسطينيون لعضوية المجلس البلدي في القدس البالغ عدد مقاعده 30، ولكن في الوقت ذاته لا يحق لهم الترشح لرئاسة البلدية إلا بشرط أن يكون المرشح حاملا للجنسية الإسرائيلية.
وتشهد هذه الانتخابات للمرة الأولى منذ احتلال القدس في العام 1967، مشاركة رمضان دبش كأول مرشح فلسطيني لحجز مقعد في المجلس البلدي في هذه الانتخابات عن قائمة " قدس من أجل المقدسيين".
أسباب رفض المشاركة
من جانبه أشار المحامي المقدسي والخبير في القانون الدولي، معين عودة، أن "رفض الفلسطينيين للمشاركة في الترشح أو التصويت في انتخابات بلدية القدس، يأتي لإدراكهم أن مشاركتهم في هذه الانتخابات لن تؤثر بالمطلق في القضايا ذات الطابع السيادي للمدينة، كملف الاستيطان والمخططات الهيكلية كمشروع القدس الكبرى، أو حتى التأثير في الحصول على حقوقهم المدنية كتطوير التعليم والصحة والبنى التحتية، أو إعادة النظر في التعيينات في مؤسسات القدس عبر إعطاء الأولوية لأبناء المدينة في المناصب والوظائف".
وأضاف المحامي عودة في حديث لـ"عربي21" أن "مشاركة الفلسطينيين في الانتخابات البلدية تحمل بعدا سياسيا بمعنى اعترافهم وإقرارهم الكامل بالمدينة عاصمة لإسرائيل، وما يترتب على ذلك من التزامات كضم شرق القدس للسيادة الإسرائيلية".
في حين أشار رئيس اللجنة الإسلامية المسيحية العليا في القدس، حنا عميرة، أن "الموقف الفلسطيني الرسمي والشعبي برفض المشاركة أو التصويت في أي انتخابات تجرى في القدس هو إقرار برفض كل السياسيات الإسرائيلية الرامية لتهويد المدينة، أو الاعتراف بها كعاصمة لدولة إسرائيل، كما أن إدراك المقدسيين لعدم المشاركة يسحب أي حجج إسرائيلية تسعى إلى توفير غطاء شعبي لتهويد المدينة المقدسة".
وأوضح عميرة في حديث لـ"عربي21" أن "السياسات الإسرائيلية الخاصة بالمدينة تديرها الحكومة المركزية في تل أبيب، ولا يمكن للمجلس البلدي أن يؤثر فيها، سواء من ناحية الموازنات أو الخطط الاستثمارية الخاصة بالمدينة".
وكشف عميرة أن "بلدية القدس لا تخصص سوى 10 بالمئة من موازنة البلدية لإقامة مشاريع في الأحياء العربية، في حين تقدر إيرادات البلدية من المقدسيين العرب بـ400 مليون شيكل (110 ملايين دولار) تأتي عن طريق فرض المزيد من الرسوم والضرائب في ظل معدلات الفقر والبطالة التي يعاني منها الشباب المقدسي".
نضال المقدسيين
ومنذ احتلال القدس في العام 1967، يرفض المقدسيون المشاركة أو الترشح في أي انتخابات تجرى في المدينة، وعبرت أوساط دينية في المدينة عن تحريمها لأي مشاركة في هذه الانتخابات.
اقرأ أيضا: مقدسيون يقاطعون الانتخابات البلدية التابعة للاحتلال
بدوره قال الباحث في شؤون القدس، خليل التفكجي، أن "مقاطعة الانتخابات البلدية باتت جزءا من النضال المقدسي في المدينة، فهي من جهة تعبر عن رفض المقدسيين وتستهدف أن يبقى الاحتلال غريبا منبوذا مهما فعل وروج وادّعى بأنه يقوم بواجباته في المناطق التي يديرها، فالمقدسيون على دراية تامة بالكذب الذي تروج له إسرائيل في دعايتها الانتخابية".
وأضاف التفكجي في حديث لـ"عربي21": "يدرك المقدسيون أن البلدية هي إحدى أذرع الحكومة في المدينة، وأنها تنفذ مخططات الحكومة عبر هدم المنازل وتشريد أصحابها وتهجيرهم من أراضيهم".