هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت تغطية الإعلام والصحافة السعودية، اليوم الثلاثاء، قضية الكاتب السعودي جمال خاشقجي، وكان لافتا تعاملها مع القضية دون ورود رواية رسمية من الرياض، وتجاهل نشر تفاصيل عن القضية وتطوراتها رغم أن الأمر يعني مواطنا سعوديا، وفق ما رصدته "عربي21".
وطغى على الصحف السعودية، لهجة دفاعية عن النظام السعودي بشأن القضية، ونفي مركز لتورطها باختفاء خاشقجي، عوضا عن التغطية الإنسانية للحدث، لا سيما أن المعني مواطن سعودي مختف منذ أسبوع.
واستغلت بعض الصحف الحادثة للهجوم على قطر، موضحة أن السبب هو تغطية إعلامها لقضية خاشقجي.
خطيبة خاشقجي
من جهتها، فضلت صحيفة "عكاظ" السعودية، مهاجمة خطيبة خاشقجي، خديجة جينكيز، واعتبرتها "المرأة اللغز"، وعنونت تقريرها بـ"فتش عن المرأة اللغز".
ولفتت إلى ما أسمته "إشارة الكثير من السعوديين إلى دور محتمل للمرأة في القضية، وهو أمر لا يمكن أن يكون مجرد تكهنات"، وفق قولها، مكتفية بالهجوم على المرأة دون تقديم ما يعزز روايتها.
وقالت الصحيفة، إن خطيبة خاشقجي اكتفت في حديثها لوكالات الأنباء باسمها الأول "خديجة"، معتبرة أن الأمر يصحبه الكثير من الغموض، رغم أن المذكورة سبق وأن أفصحت عن أن اسمها الكامل "خديجة جينكيز".
اقرأ أيضا: حسابات سعودية تهاجم خطيبة خاشقجي بتغريدات مسيئة.. وردود
وتحت عنوان آخر "اختفاء خاشقجي"، تجاهلت الصحيفة الحديث عن تفاصيل القضية، وذهبت إلى سياق آخر هاجمت فيه تغطية القضية، رابطة الأمر بشكل لافت لـ"جماعة الإخوان المسلمين" وقطر.
وتحدثت الصحيفة عن "أجندة سياسية مشبوهة"، و"روايات رخيصة أعقبها هروب كبير للأبواق المستأجرة"، وفق تعبيرها.
أما تغطية صحيفة "سبق" السعودية، فتشابهت في تغطيتها مع "عكاظ"، إذ شنت كذلك هجوما على خطيبة خاشقجي، قائلة إن الأخيرة "سعت لتأليب الإعلاميين وجمعهم أمام القنصلية السعودية؛ بحجة أنها لم تشاهد الكاتب السعودي يغادر المكان".
واتهمت الصحيفة خطيبة خاشقجي بـ"الانحياز الفاضح لتنظيم الحمدين"، وبعلاقات مع قطر، دون أن تورد بذلك حقائق عن الأمر، واكتفت بكلام دون نسبته لمصدر بأن لها ارتباطا بعلاقة قرابة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبأن والدها يعمل مستشارا في الرئاسة التركية، وفق زعم الصحيفة.
وفي تقرير آخر، اعتبرت الصحيفة أن ما يثار في تركيا بشأن قضية خاشقجي مجرد "تكهنات"، معتبرة أن تجول وكالة "رويترز" بالقنصلية السعودية في إسطنبول "أبطل رواية وجوده فيها".
ولم تدرج الصحيفة في تقريرها أي تصريح رسمي سعودي للتعليق على الأمر، وتجاهلت الحديث عن سيناريوهات القضية وفق ما تراه الرواية الرسمية السعودية، أو أي مسار للتحقيقات بشأن خاشقجي.
ووصفت صحيفة سبق في تقريرها وكالة رويترز بأنها "وكالة أنباء عالمية مرموقة وعريقة، وتحظى بمصداقية الأوساط الإعلامية في العالم منذ تأسيسها في عام 1851"، بسبب تجولها في القنصلية، متجاهلة الحديث عن التقارير الحقوقية التي أوردتها الوكالة ذاتها، متحدثة عن الانتقادات بشأن حملة الاعتقالات في السعودية التي تطال ناشطين حقوقيين وسياسيين ورجال دين، وتقارير تنتقد إصلاحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وتشكك فيها.
وختمت بالقول إنه "لا يمكن التعامل بموثوقية مع تصريحات المسؤولين الأتراك في ضوء تعددهم وتنوع مستوياتهم بين السياسي والأمني"، متجاهلة الحديث عن غياب الرواية الرسمية السعودية للأمر، واكتفائها بالقول إن خاشقجي غادر القنصلية دون إثبات لروايتها هذه بمقاطع مصورة، في حين كان لافتا قولها إن الكاميرات لم تسجل ذلك رغم أنها موجودة في مكان يستحيل أمنيا فصل الكاميرات عنه.
ولم تثر الصحف السعودية علامات استفهام كبيرة على التصريحات السعودية، بشأن ما حدث مع خاشقجي، إذ لم تتناول قط الردود على التصريحات المتعلقة بكاميرات القنصلية وكيف لها أن تكون مغلقة يوم اختفاء الكاتب السعودي، أو أي إيضاح بشأن توقيع الرجل على أي أوراق رسمية لمعاملته التي دخل إلى القنصلية بسببها، وعرض نسخ لها، أو أي تصريح رسمي يوضح ماذا حصل أثناء تواجده داخل القنصلية.
مصادر مصرية.. أين السعودية؟
بدورها، ركزت صحيفة الرياض السعودية في تغطيتها لقضية اختفاء خاشقجي على الهجوم على دولة قطر، متحدثة عن "ادعاءات كاذبة" و"تصريحات مريبة" و"معلومات غامضة" في "التغطية القطرية" لقضية اختفاء خاشقجي.
وعوضا عن أخذ تصريحات للرواية السعودية بشأن القضية، نقلت الصحيفة تصريحات لبرلماني بمجلس النواب المصري.
إذ نقلت عن عضو لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري، اللواء أحمد العوضي، هجومه على قناة الجزيرة القطرية، معتبرا أنها "أداة لإسرائيل ولمن هم وراء إسرائيل".
وزعمت أن الإعلام المحلي التركي لم يتناول قضية خاشقجي قط، "لأن هذا الرجل ليس تركيا ولا يهم بدرجة أو بأخرى مشاكل ومشاغل المواطن التركي"، رغم أن تغطية الصحف التركية ركزت اليوم الثلاثاء كباقي الأيام السابقة، على اختفاء خاشقجي، ونشرت صحيفة الصباح تفاصيل حصرية عن اختفائه.
اقرأ أيضا: تفاصيل بصحيفة تركية عن خاشقجي.. ما علاقة مصر والإمارات؟
الحديث عن مؤامرة
ونقلت كذلك الصحيفة عن مصدر مصري آخر، وصفته بأنه "باحث مصري متخصص في الشأن العربي"، يدعى "محمود كمال"، أنه قال إن "عملية اختفاء جمال خاشقجي مدبرة من أجهزة استخبارات على رأسها قطر وتركيا وإيران".
وزعم أن "تناول الإعلام القطري لهذه الحادثة يؤكد تورط الدوحة كالعادة لإلصاق التهمة بالمملكة العربية السعودية". وتأتي تصريحاته رغم أن اختفاء خاشقجي جاء بعد مراجعته قنصلية بلاده في إسطنبول التركية، دون أي إثبات على مغادرته لها حتى اليوم، وسط تكهنات أمنية تركية بأنه تم نقله يوم اختفائه إلى مكان آخر.
وأوردت الصحيفة تساؤلا: "الزوبعة القطرية هل تخفي دورها في اختفاء خاشقجي؟"، ملمحة إلى دور قطري باختفاء الكاتب السعودي خاشقجي، دون إيراد أي مخاوف عن مصير الرجل المختفي منذ أسبوع.
من جانبها، تناولت صحيفة "الوطن" السعودية، في حديثها عن قضية خاشقجي، إشارة إلى "مؤامرة" ضد السعودية.
وتحت عنوان "الإعلام العالمي يتجاهل مقتل 43 صحفيا ويركز على اختفاء خاشقجي"، كان واضحا التفات الصحيفة إلى انتقاد تغطية الصحافة الدولية لقضية خاشقجي تحديدا.
وعلى الرغم من أن الصحيفة سعودية، وأن الكاتب المختفي سعودي أيضا بل سبق أن كان رئيس تحريرها، فقد استهجنت الصحيفة الاهتمام العالمي باختفاء خاشقجي.
واستنبطت الصحيفة من ذلك أن المملكة السعودية "تتعرض لحملة إعلامية ممنهجة، تقودها وسائل إعلامية لها علاقات مع جماعة الإخوان الإرهابية، ووقعت في فخها وسائل إعلام عالمية كبرى".
تجاهل للقضية
أما صحيفة الشرق الأوسط السعودية، فاهتمت في تغطيتها الرئيسية على موقعها الإلكتروني بـ"الكشف عن هوية المتهم الثاني بتسميم الجاسوس الروسي"، وخلت واجهتها الرئيسة عن تغطية لقضية خاشقجي عدا خبر: "الخارجية السعودية تنفي مزاعم طرد السفير التركي".
لقراءة جميع ما نشر في "عربي21" عن قضية اختفاء خاشقجي اضغط (هنا)