ابن كيران: هجرة المغاربة مؤشر على فشل ذريع للدولة (شاهد)

دعا رئيس الحكومة المغربية السابق، عبد الإله بن كيران، إلى توزيع عادل للثروة من أجل علاج أزمة الهجرة التي عادت إلى الانتعاش في الأشهر الأخيرة في المغرب، مشددا على ضرورة مساءلة الريع والنموذج الاقتصادي. 

وانتشرت في الأيام الأخيرة مشاهد عشرات المغاربة الذين ينتقلون عبر قوارب مطاطية إلى الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، ما فتح المجال أمام حديث عن عودة الهجرة السرية بعد توقفها قبل سنوات.

وقال ابن كيران، في تصريحات للصحافة السبت 15 سبتمبر/ أيلول، على هامش مشاركته في المجلس الوطني لحزب العدالة التنمية صباح اليوم ببوزيقة: "من غير المعقول أن يرمي شباب مغاربة بأجسادهم إلى البحر، وما يقع في الآونة الأخيرة مؤشر على أن الأمور ليست بخير".

ومضى يقول: "يحرم أن نتركهم هكذا، ولابد أن نجتهد ونجد الحل لهذه المعضلة، ولو اقتضى الأمر أن نوزع أموالنا نحن المغاربة بالتساوي لكي لا يقع هذا الذي يقع اليوم".

وسجل: "نحن في حالة صعبة وما يقع مؤشر لفشلنا الذريع، واليوم الذي سيجد المغاربة ما يمكن أن يحفظ لهم كرامتهم لن يرموا بأجسادهم في البحر”.

وأضاف ابن كيران: "في المرحلة الماضية لم تكن هجرة المغاربة إلى أوروبا تقع بهذا الشكل الذي يقع الآن، وربما كانت منعدمة".

اقرأ أيضا: الأزمة السياسية بالمغرب.. هل دفعت المواطنين إلى الهجرة

وأوضح أن "المشكل كبير جدا ويطرح أسئلة في العمق، منها أسئلة الثقة والنموذج الاقتصادي، ثم أسئلة التدبير والحكامة وأسئلة الريع وعلاقة المال بالسلطة".

وتابع: "حين يحتج الناس، فهذا شكل احتجاحي، لكن أن يلقوا بأجسادهم في البحر، فهذا شيء سيء ومحرج وصعب للغاية".

وأفاد أن "الشريحة التي ترمي نفسها في البحر أملا في الوصول إلى أوروبا وتجد شغلا وتتحسن حالتها، هي الشريحة التي لا تعرف الاحتجاج بطريقة أخرى، ولم تجد من حل إلا المغامرة بأجسادها".

وزاد ابن كيران أن "ما يقع يتطلب أن نعيد النظر فيما نقوم به، لأن السياسة ليست هي الفوز بالانتخابات فقط، بل تكون أسئلتها أحيانا حارقة".