هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ما زالت الذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتوقيع اتفاق أوسلو تطغى على وسائل الإعلام الإسرائيلية، حيث دأبت الآراء الإسرائيلية تخرج في الأيام الأخيرة بين مؤيد ومعارض للاتفاق.
ياريف أوفنهايمر الرئيس السابق لحركة السلام الآن الإسرائيلية قال، إن "اتفاق أوسلو شكل حلا جديا للصراع مع الفلسطينيين، وخطوة مطلوبة في الاتجاه الصحيح، لكن الأطراف المعادية قتلت الاتفاق، وهم: حماس واليمين الإسرائيلي".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت وترجمته "عربي21" أنه "بعد 25 عاما من توقيع الاتفاق، فإنه في كل نقاش يجري حول مستقبل هذا الصراع أو المواجهة، ويشارك فيها رجال اليمين يستذكرون على الفور كلمة أوسلو، ويربطونها بأصل الشر، ويتهمونه بكل المشاكل التي باتت ترافق الصراع منذ توقيعه".
وأكد أننا "أمام إسفين جديد في السياسة الإسرائيلية حين يتم استبعاد أن يكون جمود المفاوضات هو السبب في المواجهة الدائرة مع الفلسطينيين، بل يلصقونه بأوسلو، ولا يأتون على أي ذكر للاحتلال، أو السيطرة على شعب آخر، ويتجاهلون وجود نضال فلسطيني لنيل الاستقلال، والحصول على السيادة والحرية، ويتناسون أن هناك مستوطنات يتم إقامتها بين حين وآخر، أو مصادرة أراضي أو إخلاء فلسطينيين من بيوتهم".
وأوضح أن "اليمين الإسرائيلي يصر على روايته بأن المتهم في استمرار الصراع هو اتفاق أوسلو، وليس الاحتلال، مع العلم أن أوسلو لم يكن أصل الصراع، ولم يكن المشكلة، أوسلو كان الحل، والشعب الفلسطيني كان قبل توقيعه، والمطالبة بنيل الاستقلال سبقت الاتفاق، حتى إن الكفاح المسلح الذي خاضه الفلسطينيون ضد إسرائيل، لم يتزامن مع توقيع الاتفاق في البيت الأبيض".
وأشار إلى أن "اتفاق أوسلو أوقف انتفاضة الحجارة، وأوجد تغييرا عميقا في وعي الجمهور الفلسطيني للاعتراف بإسرائيل، وإخراج الجيش الإسرائيلي من مراكز المدن، وجلب لنا السلام مع الأردن، مساهمة اتفاق أوسلو في حفظ الأمن الإسرائيلي بادية للعيان حتى اليوم، من خلال التنسيق والتعاون الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، اتفاق أوسلو شكل اللحظة التاريخية التي وصل فيها الجانبان لمرحلة الاعتراف المتبادل".
وأكد أن "اتفاق أوسلو اليوم يبدو كمريض دخل غرفة العمليات، في كل لحظة يتم فتح الباب عليه، ويحاول كل طرف رفع أجهزة التنفس الاصطناعي عنه، فحماس فجرت الحافلات في قلب المدن الإسرائيلية، والحاخام باروخ غولدشتاين قتل العشرات من المصلين في الحرم الإبراهيمي، ويغآل عمير قتل رئيس الحكومة إسحق رابين، واليمين الإسرائيلي أكمل العرض كله بصعود بنيامين نتنياهو إلى السلطة، فتوقفت العملية عندئذ".
يشير الكاتب إلى أنه "من المفارقات، أن الذين انقضوا على اتفاق أوسلو كانوا أكثر الرابحين من نتائجه، فاليوم عمل تعنت رابين وبيريس أمام الفلسطينيين بإبقاء المستوطنات في الضفة الغربية، وتقسيمها لمناطق أ و ب و ج، كي تساعد المستوطنين في إيجاد واقع ميداني على الأرض يسمح بقرارات الضم، مع اقتصار السيادة الفلسطينية في القرى والبلدات".
وختم بالقول بأن "دولة إسرائيل اليوم مدينة لمن صمم اتفاق أوسلو، أولئك الذين خاطروا بأنفسهم، ورغبوا بوضع حد لهذا الصراع وجلب السلام، ومن يجب اتهامه باستمرار مسلسل العمليات وسفك الدماء هم من أوقف مسيرة أوسلو، ولم يبذل المزيد من الجهد للدفع بعملية السلام، وفضل قدسية الأرض على قدسية الإنسان".
لكن الكاتب إيريز تدمور بصحيفة إسرائيل اليوم له رأي مخالف من أوسلو، فاتهمه بأنه "شكل فشلا ذريعا مجللا بالدماء، لأنه بعد مرور 25 عاما على توقيعه عام 1993 هناك أغلبية إسرائيلية تراه خطأ كلفها حياة أكثر من ألف من مواطنيها".
وأضاف أن "العديد من عناصر اليسار الإسرائيلي توجهوا نحو اليمين والوسط، والعديد من الإسرائيليين الذين دفعوا باتجاه اتفاق أوسلو لا يتورعون عن محاسبة أنفسهم: سياسيون، إعلاميون، أكاديميون، ومثقفون، قدموا دعمهم اللامحدود للاتفاق في مراحله الأولى، لكن نتائجه تدميرية".
وأوضح في مقال ترجمته "عربي21" أنه "في السنوات الـ15 التي سبقت أوسلو قتل الفلسطينيون 270 إسرائيليا، وفي السنوات الـ15 التي تلت الاتفاق قتل 1450 إسرائيليا، وهذا معطى دراماتيكي، ولم يتراجع عدد القتلى الإسرائيليين إلا في السنوات الخمس التي تلت عملية السور الواقي بالضفة الغربية بعد 2003".
وزاد أنه "في العقد الذي سبق اندلاع انتفاضة الحجارة بين عامي 1978-1987 قتل 114 إسرائيليا، وفي سنوات الانتفاضة ذاتها قتل 164 إسرائيليا، وفي عام 2002 وحده قتل 450 آخرين، وشكلت هذه السنة الأكثر دموية، وبدلا من التعامل مع هجمات بالسكاكين أو الحجارة والسلاح الناري، واجهتنا بعد اتفاق أوسلو الهجمات الانتحارية ومختبرات المتفجرات ومئات الانتحاريين".