الغارديان: حزب العمال يتفوق ماليا على حزب المحافظين

ذكرت صحيفة "الغارديان" أن حزب العمال هو أثرى الأحزاب البريطانية، مؤكدة أن لا علاقة لثرائه بالنقابات. 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن عضوية الحزب مزدهرة؛ ولهذا السبب لم يعد الحزب معتمدا على المتبرعين الأغنياء مثل حزب المحافظين. 

وتقول الصحيفة إن زعيم الحزب جيرمي كوربين لو أراد أن ينظر إلى تأثيره على السياسة البريطانية، فإن عليه أن يبدأ من مالية الحزب، فزادت عضوية الحزب بشكل كبير منذ عام 2015، وأكدت أن الحزب هو من أثرى الأحزاب البريطانية. 

ويلفت التقرير إلى أن الحزب استطاع في انتخابات عام 2017 العامة جمع 55.8 مليون دولار، أي أكثر بعشرة ملايين من حزب المحافظين، مشيرا إلى أن الحزب حصل من أعضاء الحزب، البالغ عددهم 550 ألفا تقريبا، على 16.1 مليون جنيه مشاركات في عام 2017. 

وتذكر الصحيفة أن تبرعات أخرى بقيمة 18.2 مليون جنيه جاءت من متبرعين خاصين، ومعظمها من خلال الحملات التي تجرى على الإنترنت، مشيرة إلى أن التقرير المالي السنوي يكشف عن أن الحزب حصل على 500 ألف جنيه في يوم واحد، وذلك خلال الحملة الانتخابية.

ويكشف التقرير عن أن أرصدة الداعمين الماليين التقليديين المتمثلين في اتحادات العمال، قلت أهميتها المالية، ووصلت رسوم العضوية فيها إلى 6.2 مليون جنيه، مع أن اتحاد العمال المعروف باسم "يونايت"، الذي يقوده حليف كوربين، لين ماكلوسكي، يعد من أهم النقابات التي تتبرع للعمال.

وتعلق الصحيفة قائلة إن المقارنة مع العمال الجدد بقيادة توني بلير واضحة، حيث حاول الحزب جمع التبرعات من المتبرعين الأثرياء، مثل المؤلفة المعروفة جي كي رولينغ، فيما كانت بعض التبرعات محلا للمشكلات للحزب، مشيرة إلى أنه عندما كان بلير زعيما للحزب فإنه اعتذر عندما بدا أن بيرني إكلستون يحصل على معاملة خاصة من شركات الدعاية للتدخين لصالح سباقه فورمويلا وان، وبعد سنوات وجد الحزب نفسه وسط تحقيق للشرطة بشأن أموال للحصول على لقب لوردات، مع أن التحقيق لم يقد إلى اتهامات.

وينوه التقرير إلى أن بعض المحافظين ناقشوا أن الموتى تبرعوا له أكثر من الأحياء؛ لأن العضوية فيه جاءت من 124 ألف عضو، ووصلت التبرعات إلى 835 ألف جنيه، نصفها جاء من وصايا وميراث أعضاء رحلوا.

وبحسب الصحيفة، فإن المحافظين عبروا عن قلقهم من أن الحزب يموت بشكل حقيقي، حيث قام نائب مديره جيمس كليفرلي بنشر تغريدة، أكد فيها أن رسوم العضوية تعود على الحزب بـ4 ملايين جنيه في السنة، مشيرة إلى أن هذا صحيح لو تم استبعاد المتبرعين الأحياء للحزب، مثل أنتوني بامفورد ولورد أشكروفت. 

ويفيد التقرير بأن الحزب حصل على 34.3 مليون جنيه من المتبرعين، أي ثلثي ميزانية الحزب، وهذا يفسر السبب الذي يجعل حزب المحافظين يقضي معظم وقته في حملات جمع التبرعات، لافتا إلى أن شخصا دفع 55 ألف جنيه في حملة واحدة؛ لقضاء يوم إلى جانب تيريزا ماي، فيما دفع آخر 12500 جنيه ليتناول عشاء بيتيا مع وزير البيئة مايكل غوف وزوجته سارة فاين.

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن السياسيين العماليين يتحدثون بأنهم أحرار ولا قيود عليهم، ويأمل الحزب باستخدام المالية الجديدة لتقوية صفوف المنظمات المجتمعية وقدراته الرقمية، وإرسال رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي، و"للمفارقة إرسال دعوات جديدة للتبرع".