أثارت مباركة وتحريض حزب تحالف القوى الوطنية الليبي، بقيادة
محمود جبريل،
على استمرار
المظاهرات التي تشهدها العاصمة
طرابلس، عدة استفسارات عن أهداف ذلك، واستغلال
الحراك لتحقيق مكاسب سياسية.
وأكد الحزب مباركته لما أسماه عودة "حراك الشارع السلمي"
مرة أخرى، مطالبا "بتصاعد هذا الحراك واستمراره ضد الأجهزة الرسمية في البلاد، وضد سياسة التدخلات الأجنبية في الشأن الداخلي"، على حد تعبيره.
وذكر بيان للحزب أن "التدخلات العلنية السافرة في شؤون البلاد
كان سببها غياب الحراك عن الشارع الليبي لرفض هذه التدخلات"، في إشارة إلى تصريحات
السفير الإيطالي في طرابلس حول رفضه إجراء الانتخابات حاليا، كون الظروف غير ملائمة.
"استغلال سياسي"
ورغم أن حزب التحالف الذي يقوده الوزير السابق في عهد القذافي، محمود
جبريل، يتبنى موقفا رافضا من إجراء انتخابات حاليا، إلا أنه يؤيد المظاهرات التي خرجت
تطالب بضرورة إجراء الانتخابات في موعدها، وهو ما يعد تناقضا واضحا، وفق مراقبين.
وتظاهر العشرات في شوارع العاصمة طرابلس، أمس الأحد، تنديدا بتصريحات
السفير الايطالي بشأن التدخل في الشؤون الداخلية لليبيا، كما نددوا أيضاً بتدخل كل
الدول بما يمس
ليبيا وخيارات شعبها وما يمس الأمن القومي للبلاد.
وطرحت مباركة حزب "جبريل" للمظاهرات وتحريضه على استمرارها
ضد أجهزة الدولة عدة تساؤلات.
"خطوة
انتهازية"
من جهته، أكد الكاتب والباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل، أن "حزب
"جبريل" موجود في السلطة، وهو يتقاسم المناصب في السفارات وغيرها، وآخرها تعيين
الرجل الثاني في الحزب حافظ قدور سفيرا لليبيا في بروكسل، فهل يدعم التظاهر ضد نفسه،
لكن هذا هو عين الاستغلال السياسي لسقطات الخصم"، على حد قوله.
وأوضح، في تصريحات لـ"
عربي21"، أن "هذا الاستغلال من
قبل أي حزب هو أمر معروف ومشروع، لكن الأهم هو أن نرى "جبريل" نفسه ورجاله
في مقدمة هذه المظاهرات، وليس تحريض الشباب حتى تعتقل وتقتل، لكن اصطياد الحراك لتحقيق
مآرب سياسية حالة انتهازية منحطة"، وفق وصفه.
وتابع: "موضوع دعم مظاهرات والحراك أمر مكلف جدا، ولن يقدم أي حزب
على إنفاق شيء من أجل لا شيء، لكن لو رأى أنها ستحقق مآربه فسينفق بسخاء، وهذا من حقه
السياسي الطبيعي"، كما قال.
رد التحالف
لكن عضو الهيئة العليا لحزب تحالف القوى الوطنية، عاطف شقلوف، أكد أن
"سر دعم الحزب للمظاهرات هو أن التحالف خرج من رحم المواطن البسيط والشارع، بخلاف
حزب "العدالة والبناء" الإسلامي، والذي رأسه وفكره خارج الوطن، وجسده داخله"،
وفق وصفه.
وأشار في تصريحاته لـ"
عربي21"، إلى أن "الشارع دائما
هو الذي يقيم أداء الحكومة، وأنه (الشارع) ضد التدخل السافر من الدول الأوربية في السياسة
الليبية، والذي نعتبره تدخلا خطيرا على الأمن القومي، ونحن رفضنا من قبل تدخل الإمارات
وقطر في السياسة الليبية".
وبخصوص استغلال الحزب لهذا الحراك لتحقيق أهداف سياسية، قال شقلوف:
"نعم سنستغل هذه الأحداث لصالحنا، بل وسنشارك فيها؛ لأن أي حكومة لا تحظى بثقة
الشارع لا يمكن أن ترى النور"، كما قال.
"تصفية
حسابات"
وقال رئيس حزب الجبهة الوطنية الليبي، عبدالله الرفادي، إنه "من
المؤسف إذا كان حزب التحالف هو وراء مظاهرة الـ"10" نفر بطرابلس، سواء بالدعم
أو التخطيط، فالأفضل أن يكون دور الأحزاب السياسية
في هذه الفترة الحرجة أعمق وأكبر من محاولة تصفية حسابات وتسجيل مواقف لن يلتفت إليها
أحد".
وأشار في تصريحه لـ"
عربي21"، إلى أن "الأحزاب السياسية
مطالبة أكثر من غيرها بالمبادرة في تقديم واقتراح حلول للتأزم الحاصل الآن والتنسيق
مع بعضها في المساعدة على حل المختنقات والأزمات المتعددة، وهي تفوق مجرد تصريحات لسفير"،
حسب كلامه.
"تسويق
انتخابي"
لكن عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر، رأى
من جانبه أن "دعم التحالف لحراك الشارع الآن هو إعادة تموضع للحزب، في محاولة منه
لكسب قاعدة جماهيرية؛ استعدادا للانتخابات القادمة"، حسب كلامه.
وأضاف لـ"
عربي21": "دائما ما اعتاد التحالف دعم مثل
هذه التظاهرات المدنية منذ أيام المؤتمر الوطني العام، سواء دعما مباشرا أو غير ذلك،
والتحالف يظهر في هذه المرة كداعم للحراك أكثر من كونه مشاركا فيه، لكن الحقيقة غير
ذلك تماما"، كما قال.