هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أثارت تصريحات وزيرة الدفاع الإيطالية، إليزابيتا ترينتا، حول الانتخابات الليبية ووصفها بالتصرف "الخطأ" الآن، تساؤلات عن أهدافها من ذلك وعلاقة "اتفاق" باريس الأخير بهذه التصريحات التي جاءت وسط تنافس إيطالي-فرنسي حول الملف الليبي.
وقالت ترينتا إن "القفز نحو الانتخابات مباشرة وتخطي مرحلة المصالحة الوطنية الشاملة يعد "خطأ" في التخطيط لانتخابات ناجحة، وأن هذا الأمر (الانتخابات الآن) سيضر ليبيا وإيطاليا، وعلى الجميع تفهم ذلك، مؤكدة أنها أبلغت رئيس حكومة الوفاق الليبية بذلك خلال زيارتها، بحسب وكالة "آكي" الإيطالية.
ضغوط "لودريان"
وبدأت وزيرة الدفاع الإيطالية زيارتها الأولى إلى ليبيا أمس الثلاثاء، التقت خلالها بعدد من المسؤولين في البلاد، على رأسهم رئيس الحكومة فائز السراج.
اقرأ أيضا: مقتل جنديين بهجوم لتنظيم الدولة على مركز شرطة شرق ليبيا
وجاءت تصريحات "ترينتا" وزيارتها عقب زيارة قام بها وزير خارجية فرنسا، جان إف لودريان إلى ليبيا التقى بها أغلب المسؤولين الليبيين شرقا وغربا، شدد خلالها على ضرورة تطبيق اتفاق باريس الأخير ومن أهم بنوده إنجاز الانتخابات في موعدها المقرر نهاية العام الجاري.
وطرح هجوم وزيرة دفاع روما للانتخابات الليبية، عدة استفسارات حول أهدافها من ذلك الآن؟ وهل تريد فعلا "تخريب" اتفاق باريس الذي نجح في جمع أطراف الصراع الليبي وإلزامهم بالانتخابات؟
مخطط "فرنسي- إماراتي"
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي الليبي، محمد بويصير أن "فرنسا وحدها هي من تريد التعجيل بالانتخابات، كون إجراءها في هذه الظروف سيحقق لها أفضل المواقع من خلال فوز حلفائها أو بالأحرى حليفها في ليبيا".
وأضاف في تصريحات لـ"عربي21": "الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا يعرفون هذه الأهداف لباريس، لذا يريدون تأجيل العملية الانتخابية إلى العام القادم لإنجاز تغييرات على الأرض تبعد الانتخابات عن المخطط الفرنسي- الإماراتي"، حسب تقديراته.
مصالح "روما"
وقال الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي إنه "بغض النظر عن الموقف الإيطالي من الموقف الفرنسي حيال الأزمة الليبية إلا أن السير للانتخابات في ظل عدم التفاهم بين الأطراف المتنازعة وكذلك في وجود إشكاليات جوهرية تطرحها بعض المكونات الليبية تجعل الذهاب للانتخابات مسألة مليئة بالألغام".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "الانتخابات الآن ربما تساهم في تفجر وإعادة الأزمة الليبية إلى حلبة الصراع وتجعل هذه المحاولة لحل المشكل الليبي هي والعدم سواء"، وفق رأيه.
لكن المدون الليبي من بنغازي، فرج فركاش أشار إلى أن "مبادرة "باريس" الأخيرة لم تكن واقعية من حيث التشديد على التواريخ والمواعيد، كما أن الشروط الأربعة التي وضعها المبعوث الأممي إلى ليبيا لم يتحقق منها حتى الآن إلا شرط واحد "لوجستي" وهو تسجيل الناخبين، وتبقى شروط تشريعية وأمنية وسياسية".
اقرأ أيضا: وزيرة دفاع إيطاليا تزور ليبيا لبحث تنفيذ "خطة سالفيني"
وتابع: "لكن مبادرة "باريس" ساهمت في تحريك المياه الراكدة ودفع البرلمان لإصدار قانون الاستفتاء قريبا ثم سن قوانين الانتخابات البرلمانية والرئاسية، وننتظر باقي الشروط من حيث السياسة والأمن وتعهد الأطراف بقبول النتائج مهما كانت، وهذا يصب في صالح ما تدعو له روما"، وفق تصريحه لـ"عربي21".
تخوف "إيطالي- أمريكي"
عضو حزب "العدالة والبناء" الليبي، إبراهيم الأصيفر أشار إلى أن "إجراء الانتخابات في ظل الظروف الراهنة يعد مخاطرة كبيرة لعدم وجود أساس دستوري سليم ولعدم تهيئة الوضع الأمني والاجتماعي، وهذا هو التخوف الإيطالي والأمريكي من التعجيل بالانتخابات".
وبخصوص تصريحات الوزيرة الإيطالية وتشديدها على المصالحة أولا، قال الأصيفر لـ"عربي21": "هي تريد تهيئة الوضع الاجتماعي للانتخابات أولا، خوفا من "انقلاب" الفصيل الخاسر على نتائج الانتخابات وحدوث حروب على غرار "اليمن"، وهذا ما يخشاه المجتمع الدولي".