هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "الإندبندنت" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن سعي كل من إيفانكا ترامب وزوجها، جاريد كوشنر، إلى لعب دور أكبر داخل البيت الأبيض والعمل على إعادة فرض صورتهما، بعد انسحابهما مؤخرا من المشهد العام في البلاد، على خلفية تزايد المراقبة التي يتعرض لها الزوجان خلال السنة الأولى من حكم دونالد ترامب.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن رحيل العديد من حلفائهم في البيت الأبيض، رافقته العديد من
الأسئلة حول إمكانية أن يتبع كل من إيفانكا وكوشنر خطاهم ويبْتعدا عن المشهد
السياسي، ووسط موجة من التداعيات والإقالات، لجأ دونالد ترامب إلى عائلته، وخاصة
إلى ابنته ومن ثم زوجها.
وذكرت الصحيفة أن "كوشنر استرجع في أيار/ مايو
الماضي تصريحه الأمني من جديد، ويسعى الزوجان لتكثيف تواجدهما، وللظهور في المشهد
الإعلامي لمتابعة مشاريعهما".
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات السكرتيرة الصحفية للبيت
الأبيض، سارة هاكابي ساندرز، التي تعتقد أن الثنائي قد شعر عندما توتّرت الأوضاع،
أن عليهما التخفي والتركيز على مجالات سياسية محددة لهما، وقد أعلنت السيدة ترامب
من جهتها إغلاق علامتها التجارية في مدينة نيويورك، وقد اعتبرت هذه الخطوة على
أنها التزام رمزي بحياتها وحياة زوجها في مدينة واشنطن.
اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: صفقة القرن اختفت لأجل غير مسمى
كما ذكرت الصحيفة أن ستيفن منوشين، وزير خزانة
الدولة، الذي كان من بين العديد من الحلفاء الذين طلب منهم الزوجان التحدث نيابة
عنهما في هذا المقال، قد أكد أن أي احتمالية بمغادرة الثنائي البيت الأبيض لا أساس
لها من الصحة.
وأضاف منوشين قائلا: "لقد كان يمكن الاعتماد
على كليهما، كما كانا مهمّين وشركاء فعالين بالنسبة لي ولباقي الأعضاء في حكومة
الرئيس".
وأشارت الصحيفة إلى الانتقادات التي تعرض لها كل من
كوشنر وإيفانكا بسبب تواطُئهما مع بعض سياسات الرئيس التي أحدثت جدلا كبيرا، وفي
هذا السياق، صرحت هيلاري روزن، مخططة استراتيجية ديمقراطية، كانت من أشد منتقدي
إدارة ترامب قائلة: "لم أعتمد أبدا على ذلك، لكنهم هم من روجوا لفكرة أنهم
يعملون على إنقاذنا"، وحول موضوع العائلات المهاجرة، أضافت روزن قائلة:
"كيف يستطيعون النوم ليلا؟".
وذكرت الصحيفة أنه ردا على المنتقدين، على غرار
السيدة روزن، أكد الزوجان أنهما لا يستطيعان التأثير على ترامب إلا إذا كان هو على
استعداد للأخذ بآرائهما، وقد ضغطت إيفانكا ترامب للحصول على إعفاء ضريبي موسع للأطفال
ضمن مشروع قانون خفض الضرائب الذي تم إصداره سنة 2017.
كما عمل كوشنر على إقناع الرئيس بضرورة القيام
بإصلاحات في مجال العدالة الجنائية، حتى مع معارضة النيابة العامة الشديدة، وقد
أظهر كوشنر مدى مهارته في استخدام انفعالات الرئيس لتوجيهه نحو أولوياته الخاصة،
بحسب الصحيفة.
اقرأ أيضا: إيفانكا ترامب تغلق علامتها التجارية من أجل البيت الأبيض
وقالت الصحيفة إنه عندما استضاف كوشنر النجمة كيم
كارداشيان ويست في المكتب البيضاوي، لمناقشة مشروع تخفيف عقوبة السجن مدى الحياة
على امرأة أمريكية من أصل إفريقي تدعى أليس ماري جونسون، تجاهل ترامب مخاوف
مستشاريه وأطلق سراح السيدة جونسون.
ويبدو أن كوشنر يعتبر نفسه راعيا لسياسة ترامب، ويعمل
على تقديم خيارات لحماه، وقد صرح كوشنر سرا بأنه سيتخذ إجراءات للقضاء على ظاهرة
"انعدام الكفاءة" في إدارة ترامب، كما أكد أن أية خلافات ستكون نتيجة
دفاعه عن مصالح والد زوجته.
وتطرقت الصحيفة إلى تصريحات كوشنر، من خلال المتحدث
باسمه، التي أدلى بها قبل ساعات قليلة من نشر هذا المقال، حيث قال فيها: "لقد
استمتعت كثيرا بالتعاون مع العديد من الأشخاص المخلصين، لكن كل من حاولوا تقويض
سلطة الرئيس، وجدوني عائقا أمامهم"، وقد أصر حلفاء الزوجين على أن توقعات
أصدقائهم كانت كبيرة للغاية منذ البداية، كما أكدوا أن التحذيرات حول التنديد
العلني بسياسة ترامب لم تكن أبدا واقعية أو عادلة.
وفي الختام، أشارت الصحيفة إلى أن الزوجين نادرا ما
يدليان بتصريحات رسمية للصحفيين، إلا أن ترْكيزهما على التغطية الإعلامية يُوحي
برغبتهما في احتلال مكانة بارزة في إدارة الرئيس مرة أخرى.