هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف مصدر من مجلس محافظة درعا، عن أن حزب الله اللبناني حليف النظام السوري، يقوم بحملة تجنيد للشباب السوري في درعا.
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، في تصريحاته الخاصة لـ"عربي21"، إن الأيام القليلة الماضية، شهدت تحركا من قيادات ميدانية من "حزب الله" تسعى إلى استنساخ تجربته في جنوب سوريا تحت مسمى "المقاومة السورية".
ولفت إلى أن الحزب جلس مع وجهاء ورجال دين فاعلين في المنطقة الشرقية من درعا "بهدف تجنيد الشبان في صفوف التنظيم".
وقال إن الحزب يستهدف أبناء الجنوب السوري لكي يقوم بحملة تجنيد واسعة، ما يجعل له موطئ قدم في المحافظة الجنوبية درعا.
وعبر عن استهجانه بسماح الأردن بذلك، إذ إن البلد يخشى تماما من تواجد المليشيات المحسوبة على إيران بالقرب من حدوده، ودعا المملكة إلى عرقلة ما يحصل في الجنوب السوري من تجنيد للشباب السوري.
سباق "تجنيد"
وكشف ناشط إعلامي سوري من درعا، كان يعمل بإحدى الشبكات الإعلامية المعارضة قبل دخول النظام إلى المدينة، عن أن محافظة درعا تشهد سباق تجنيد غير مسبوق.
ووصف في حديثه لـ"عربي21" ما يجري في المحافظة، بأنها "حرب تجنيد من النظام السوري نفسه"، موضحا أن قوتين من النظام تسعيان إلى تجنيد الشباب إلى جانب حزب الله.
والقوتان بحسب المصدر ذاته، هما "الفرقة الرابعة" و"قوة النمر" بقيادة سهيل الحسن، تتنافس على تجنيد فصائل المعارضة التي قبلت بتسوية أمورها.
وتوعد الفريقان بتقديم دعم السلاح والتموين مقابل الولاء لإحداهما، إبقاء مناطق سيطرتها ضمن نفوذ تلك القوات.
وعبر عن مخاوفه من أن النظام تعمد تأخير حسم المعركة مع تنظيم الدولة إلى حين تجنيد الفصائل المعارضة التي تقبل بالمصالحة والتسوية، والدفع بهم إلى قتال جيش خالد بن الوليد بعد تقديم السلاح والذخيرة والتموين اللازم للعملية مقابل الولاء.
اقرأ أيضا: ما الذي يؤخر حسم نظام الأسد لمعركته مع "داعش" بالجنوب؟
وأكد المصدر ذاته أن ريف درعا الشمالي الغربي شهد سباقا بين الفرقة الرابعة وقوات النمر لتجنيد عناصر الفصائل.
وعرضت "الفرقة الرابعة"، على الفصائل التي تحظى بالشعبية في المنطقة بمبالغ مالية وعتاد عسكري، لكي تحسم الأمر مقابل قوة النمر، التي تسعى لأن تكون مستقلة عن قوات النظام، وفق قوله.
يشار إلى أنه في 20 حزيران/ يونيو الماضي، شن النظام السوري بالتعاون مع روسيا والمليشيات الشيعية الموالية له، هجمات جوية وبرية مكثفة على محافظة درعا، جنوب غربي البلاد، قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين المعارضة من جهة، وروسيا والنظام من جهة أخرى، من بين بنودها خروج من لا يرغبون بالبقاء إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا.
وبموجب الاتفاق انتشرت قوات النظام والشرطة العسكرية الروسية في مدن وبلدات المحافظة، بالإضافة إلى الحدود السورية الأردنية.
وشكلت هذه الهجمات خرقا لاتفاق توصلت إليه روسيا مع الولايات المتحدة والأردن، في تموز/ يوليو 2017، حول إنشاء منطقة "خفض تصعيد" جنوب غربي سوريا، تشمل درعا والقنيطرة والسويداء.