هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية حوارا مع الباحث في العلوم السياسية لدى مركز كارنيغي الروسي للدراسات، أندريه كوليسنيكوف، حول لقاء القمة المرتقب بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الروسي، فلاديمير بوتين في هلسنكي.
وقالت الصحيفة، في حوارها الذي ترجمته "عربي21"، إن كوليسنيكوف يعتقد أن هذا اللقاء لن يغير كثيرا في العلاقات الأمريكية الروسية ولن يفضي إلى إيجاد حلول بشأن القضايا الملحة على غرار الأزمة الأوكرانية والعقوبات الغربية على روسيا.
وأكد كوليسنيكوف أن "بوتين يتعامل مع ترامب ببراغمانية موجهة سياسيا، حيث يستفيد الرئيس الروسي من استفزاز نظيره الأمريكي للمعسكر الغربي.
وعموما، يعتبر بوتين ترامب شخصا مجنونا ومجرد أحمق، لكنه في الوقت نفسه مفيد. ومن الملاحظ أن الرئيس الروسي يتعامل مع السياسيين المثيرين للجدل في كل من فرنسا والنمسا وإيطاليا والمجر بالطريقة نفسها.
وحول موقف الرأي العام الروسي من الرئيس الأمريكي، أكد الباحث الروسي في العلوم السياسية كوليسنيكوف أن "أغلبية الشعب الروسي يرون أن ترامب شخص غير جدير بالحكم منذ فوزه بالانتخابات الرئاسية في سنة 2016.
في المقابل، يعتقد الرأي العام الروسي أن لقاء هلسنكي مهم، في ظل التشاؤم السائد بشأن الأمريكيين".
وتابع كوليسنيكوف أن "معظم الروسيين يطالبون بوتين باستعادة النفوذ الجيوسياسي الذي كانت تحظى به روسيا خلال عهد الاتحاد السوفياتي.
اقرا أيضا : قمة ترامب بوتين.. تفاؤل بعلاقة أفضل وأمن إسرائيل أولوية
ومنذ أن تدخلت موسكو عسكريا في سوريا، يعتبر الروس أن بلادهم قد استعادت مكانها كقوة عالمية. وفي الوقت الراهن، يرى الشعب الروسي أن القوة الاقتصادية مرتبطة بالقوة السياسية، وما على موسكو إلا أن ترتب أولوياتها.
وفي سؤال الصحيفة حول ما يتطلع له من لقاء القمة بين بوتين وترامب، أجاب كوليسنيكوف أنه "في صورة وجود تقدم فيما يتعلق بتخفيض العقوبات الغربية على روسيا وخاصة فيما يتعلق بنزع السلاح أو العملية العسكرية المشتركة في روسيا، فسيجد الكرملين موارد إضافية لزيادة المعاشات التقاعدية على سبيل المثال".
وأضاف الباحث في العلوم السياسية أن "الروس أصبحوا أكثر وعيا بحقيقة عزلة بلدهم الدولية. وفي الوقت الراهن، يتمتع بوتين بشعبية كبيرة نظرا لمواقفه المعادية للغرب.
وفي حال أيد بوتين ترامب، فلن يكون الشعب الروسي سعيدا بذلك. ويبدو الشعب الروسي على اقتناع بأن الغرب لا يكن الاحترام لترامب، لذلك فهو سعيد بتعامل رئيسه مع الخارج".
وحول إمكانية تحسن العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية بعد اللقاء، رد كوليسنيكوف أنه "من غير المرجح أن يفضي لقاء القمة إلى تحسن العلاقات الروسية الأمريكية.
وعلى المدى البعيد، ستحتاج روسيا إلى الخروج من العزلة الدولية، لكن ذلك يبدو أمرا غير ممكن بالنظر إلى الشروط التي وضعها بوتين.
وقد يدعو ترامب شخصيا إلى رفع العقوبات على روسيا، ولكنه في الواقع لا يستطيع الخروج عن القيم الغربية والنظام القانوني. ولتخفيف العقوبات، يحتاج الرئيس الأمريكي للحصول على موافقة الكونغرس، لكن ذلك لن يحصل.
وفي الختام، تساءلت الصحيفة عن إمكانية أن يفضي لقاء القمة بين ترامب وبوتين إلى إيجاد حل للأزمة الأوكرانية عبر بعث رسالة للاتحاد الأوروبي تبشر بإمكانية تحقيق السلام.
وفي هذا الصدد، أفاد الباحث في العلوم السياسية كوليسنيكوف أن "لقاء القمة لن يترتب عنه مثل هذا الأمر، حيث لا تعتبر أوكرانيا جزءا من ترابنا بشكل رسمي، لكنها تتعامل معنا على أساس ذلك بشكل غير رسمي. من جهته، يرى بوتين أنه من الضروري أن تبقى الأوضاع في شرق أوكرانيا مضطربة".