هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكد خبير إسرائيلي الاثنين، أن "التهديد الأمني الأكثر إلحاحا الذي يواجه إسرائيل حاليا، لا يتمثل في الطائرات الورقية الحارقة التي تنطلق من قطاع غزة، وإنما في محاولة إيران ترسيخ وجودها على الحدود الشمالية".
وأوضح محلل شؤون الشرق الأوسط في موقع "تايمز
أوف إسرائيل"، آفي يسسخاروف؛ الذي استعان بالمثل الشعبي العربي "تيتي
تيتي، مثل ما رحتي مثل ما جيتي"، أنه "لم يتحقق أي تقدم، رغم اشتداد
العنف، الذي يبدو أنه لن ينتهي على سياج غزة".
ورأى يسسخاروف أن "موجة العنف الأخيرة؛ وهي
المواجهة الأكثر خطورة بين إسرائيل وحماس منذ حرب 2014، كانت غير ضرورية وغير
مجدية، وتركت الوضع في القطاع دون تغيير".
وأكد أن قصف الجيش الإسرائيلي لغزة مؤخرا، "من
الناحية العملية كان بمثابة فرصة لإسرائيل لتدمير الأنفاق العابرة للحدود التابعة
لحماس والمعروفة منذ فترة طويلة، ومحاولة لتغيير الوضع الراهن مع حكام غزة، فيما
يتعلق بتزايد هجمات البالونات والطائرات الورقية الحارقة".
اقرأ أيضا: قصف إسرائيلي جديد شمال غزة.. نتنياهو: نشهد تبادلا للضربات
وأضاف أنه "كان في إسرائيل والجيش من اعتقد أن قصف
منشآت غير مأهولة لحماس ستدفعها للدخول في حالة ذعر والتوقف عن إطلاق الطائرات
الورقية والبالونات الحارقة التي أتت على آلاف الأفدنة، كما أملت إسرائيل بأن ترضي
هذه الضربات سكان الجنوب والساسة من اليمين الذين طالبوا برد أشد على تزايد هجمات
الحرق".
ومع ذلك، "من غير المحتمل أن تشهد ظاهرة
الطائرات الورقية الحارقة أي تغيير حقيقي وبالتالي ستزداد المطالبات
بالتحرك"، بحسب يسسخاروف الذي لفت أن "حماس لم تبد الكثير من التحمس
بشأن اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه يوم الأحد بوساطة مصرية".
وتابع قائلا: "عندما تم إبلاغها بدخول الاتفاق
حيز التنفيذ، أطلقت عشرات الصواريخ باتجاه المناطق الإسرائيلية لتسجيل استيائها من
دون رفض الاتفاق بشكل قاطع"، موضحا أن "حماس وإسرائيل رغبا بأن تنجح مصر
في وساطتها للتوصل إلى هدنة".
وذكر أن "الجميع يعلم –إسرائيل وحماس ومصر– أن
الجولة القادمة من القتال تلوح في الأفق، وبأن الواقع في غزة لن يتغير بصورة كبيرة
على الأرجح في أعقاب أحداث العنف في نهاية الأسبوع"، كاشفا أن "الساسة
الإسرائيليين يسارعون للإعلان بأن على الحكومة عدم القبول بالطائرات الورقية، ولا
يقولون الحقيقة للإسرائيليين".
ورأى الخبير الإسرائيلي أن "الطائرات الورقية
ليست بالتهديد الأمني الأكثر إلحاحا الذي يواجه إسرائيل، ولكنه أقرب إلى التهديد
الثالث أو الرابع في قائمة التهديدات"، مضيفا أنه تم "تخفيض تصنيف غزة،
والآن تعتبر تهديدا أقل خطورة على إسرائيل من ذلك الذي يشكله الجيش الإيراني على
الحدود الشمالية مع اقتراب الحرب السورية من نهايتها".
اقرأ أيضا: تسعة قتلى في القصف الإسرائيلي على موقع إيراني في حلب
وذكر أن "إسرائيل ترى أن الانجرار إلى حرب
معقدة في غزة بسبب الطائرات الورقية، خطوة غير ضرورية للجيش في الوقت الذي يتم فيه
شن حملة أكثر أهمية في سوريا بسبب إيران"، لافتا إلى أنه مع استمرار محاولة
"إيران ترسيخ وجودها بالقرب من الحدود في الجولان، فمن المستبعد أن يشهد
الواقع الذي يعيشه السكان الإسرائيليون بالقرب من حدود غزة تغييرا جذريا في المستقبل القريب".
وزعم أن "إسرائيل ورغم امتناع سياسيين من حكومة
رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قول ذلك علنا، فهي ترغب في ضمان بقاء حماس في غزة؛
ليس حبا فيها، ولكن لأن البدائل لها لحكم القطاع ستكون إما فوضى تامة أو قيام
إسرائيل بإعادة احتلال غزة".
وأفاد يسسخاروف، أن "هذا هو الاعتبار وراء
سياسة إسرائيل الحذرة فيما يتعلق بغزة"، منوها إلى أن "العنف وطائرات
ورقية ومظاهرات على السياج أمورا مقبولة، وهي لا تبرر حربا شاملة قد تجبر إسرائيل
على التعامل مع قرارات أكثر صعوبة من تلك التي تواجهها حاليا".