هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت مجلة "فورين بوليسي" إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يتعرض لضغوط في الكونغرس لوقف الدعم الذي يقدمه للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن أن العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية السيناتور بوب ميننديز هدد بوقف صفقة بقيمة ملياري دولار مع السعوديين، وأكثر من 120 ألف ذخيرة دقيقة للإماراتيين.
وتعلق المجلة قائلة إنه "على ما يبدو فإن هذه الصفقة هي جزء من 110 مليارات دولار أعلن عنها ترامب أثناء زيارته للسعودية العام الماضي، وقال ميننديز في رسالة كتبها في 28 حزيران/ يونيو إلى وزير الخارجية مايك بومبيو وماتيس: (أشعر بالقلق بأن سياستنا تساعد على إدامة النزاع، الذي تسبب بأكبر كارثة إنسانية في العالم)".
ويشير التقرير إلى أن مسؤولا في الخارجية أكد تسلم الرسالة، لكنه قال: "تظل أهدافنا في اليمن متناسقة: العمل مع شركائنا الدوليين لجلب السلام والازدهار والأمن لليمن"، وأضاف أن حلا دائما لن يحصل إلا من خلال خطة شاملة تقتضي تنازلا من الأطراف كلها.
وتقول المجلة إن الضغوط في الكونغرس تتزامن مع تزايد في أعداد القتلى، واتهامات جديدة عن السجون السرية التي تديرها الإمارات، التي ينتشر فيها التعذيب والانتهاك الجنسي، لافتة إلى أن الإمارات تنفي تلك الاتهامات، فيما وصفت الخارجية الأمريكية مزاعم الانتهاكات بالمثيرة للقلق.
وينقل التقرير عن المتحدثة باسم البنتاغون الجنرال ريبيكا ريباريتش، قولها: "تتعامل الولايات المتحدة مع اتهامات الانتهاك بجدية"، ووصفت المتحدثة باسم الخارجية الإمارات بـ"الشريك القوي"، مضيفة أن الوزارة تدير نقاشات دورية مع الحكومة الإماراتية "في موضوعات مثل هذه".
وتلفت المجلة إلى أن إدارة ترامب تتعامل مع هذه الحرب على أنها وسيلة لمواجهة التأثير الإيراني المتزايد في اليمن، حيث قدمت طهران للحوثيين الصواريخ الباليستية التي أطلقوها باتجاه الأراضي السعودية، فيما وفرت الولايات المتحدة لطيران التحالف العربي التزويد بالوقود أثناء الطلعات الجوية والمعلومات الاستخباراتية.
ويورد التقرير أنه بحسب معلومات القيادة المركزية، فإن الطائرات الأمريكية قامت منذ بداية الحرب أثناء إدارة باراك أوباما عام 2015 بحوالي 2.868 عملية تزويد وقود حول القرن الأفريقي، بما فيها اليمن، مشيرا إلى أن وزير الدفاع جيمس ماتيس أكد أن الولايات المتحدة تقوم بتقييم الدعم الاستخباراتي للسعوديين، ومحاولة تجنب القتلى المدنيين.
وتنقل المجلة عن ماتيس قوله للصحافيين بعد تقرير للأمم المتحدة عن مقتل 100 مدني يمني بسبب القصف السعودي: "لم أكن يوما مرتاحا لسقوط مدنيين"، وأضاف:"نحاول تعليمهم كيفية استخدام المعلومات الاستخباراتية بدقة من أجل تجنب قتل المدنيين"، مستدركا بأنه في الوقت الذي تواصل فيه إدارة ترامب دعم التحالف، فإن صبر الكونغرس بدأ بالنفاد.
ويحذر التقرير من أن دعم الولايات المتحدة للسعودية والإمارات قد يساعد على الكارثة، لافتا إلى أن مبعوث الأمم المتحدة لليمن يحاول التوصل إلى هدنة بين الجماعات المتناحرة، في وقت يحذر فيه الخبراء من كارثة إنسانية تلوح في الأفق.
وتنوه المجلة إلى أن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن مارتن غريفيثس يحاول التوسط بين قوات الحكومة والمتمردين الحوثيين في الحرب، التي يراها الكثيرون حربا بالوكالة بين التحالف الذي تدعمه الولايات المتحدة وذلك الذي تقف وراءه إيران، مشيرة إلى أن الإمارات العربية المتحدة والسعودية تدعمان القوات الحكومية، وأرسلتا قوات نحو ميناء الحديدة، الذي تصل إليه نسبة 70% من المساعدات الإنسانية والبضائع التجارية.
وبحسب التقرير، فإن المنظمات الإنسانية تخشى من تدمير الحرب لمنشآت الميناء بشكل يجعل المساعدات غير متاحة، وبالتالي حرمان 8.4 مليون نسمة ممن هم على حافة المجاعة، وملايين آخرين بحاجة للمساعدة الإنسانية.
وتورد المجلة نقلا عن السفير الأمريكي السابق في قضايا جرائم الحرب ستيفن راب، قوله: "نواجه في هذه المرحلة من النزاع تهديد الكارثة الإنسانية، وهذا أمر مقلق"، حيث كان راب يتحدث في مؤتمر نظمه مركز "ستيمسون" في واشنطن، وأضاف: "نحن في نقطة تحول في حال مضت الحملة فإن الوضع سيصبح أكثر سوءا".
ويذكر التقريرأن غريفيثس، الذي توسط في عدد من النزاعات حول العالم، قابل الرئيس اليمني عبد ربه منصورهادي، وكبير المفاوضين الحوثيين محمد عبد السلام، وقال إنه يأمل بجلب الأطراف إلى طاولة المفاوضات، والتوافق على وقف القتال.
وتنقل المجلة عن المحللة البارزة في شؤون الجزيرة العربية في مجموعة الأزمات الدولية إليزابيث ديكنسون، قولها: "لديه أفضل فرصة لم تتوفر لأي مبعوث، ويحظى بثقة من الأطراف أكثر من المبعوثين السابقين".
ويجد التقرير أنه في الوقت الذي أوقف فيه الإماراتيون الحملة على ميناء الحديدة لمنحه فرصة، إلا أنه لا يملك إلا وقتا قليلا للتوصل إلى تسوية، قبل التقدم إلى المدينة التي حصنها الحوثيون بالقناصة والخنادق والألغام.
ويورد التقرير نقلا عن دبلوماسيين إماراتيين، قولهم إن حملة الحديدة ساعدت في الضغط على الحوثيين لمقابلة غريفيثس، ومنحته نفوذا للتفاوض حول محادثات السلام وتسوية الحرب، التي مضى عليها ثلاثة أعوام، ويقول دبلوماسي إماراتي إن حملة الحديدة هي بالضبط ما سيحرف الموازين للتوصل إلى تسوية سياسية تنهي الحرب، وذلك بعد ثلاث سنوات من الجمود العسكري والسياسي.
وتنقل المجلة عن الإماراتيين، قولهم إنهم سيواصلون المساعدات الإنسانية، وحضروا أطنانا من المواد من المساعدات؛ لئلا يتوقف الدعم في حال تضرر الميناء بسبب المعركة وتعذر الوصول إليه، مستدركة بأن منظمات الإغاثة قلقة من أن تؤدي مواجهة جديدة مع الحوثيين لقطع الإغاثة، خاصة عن السكان الذين يعيشون تحت حكم الحوثيين.
وينقل التقرير عن الخبير في اليمن في منظمة أوكسفام سكوت بول، قوله: "ما لم تكن هناك خطة يتم من خلالها نقل الإمدادات عبر خطوط القتال، ودون معوقات يقوم بها أي من الأطراف، فأي حديث هو مجرد عبث"، وأضاف أن شحنات الإغاثة وشاحنات الإمدادات قد تعلق وسط النيران بشكل يعرقل تدفق المساعدات للمدنيين.
وتختم "فورين بوليسي" تقريرها بالإشارة إلى قول بول: "ما يخيف بشأن هذه العملية هو الطرق المتعددة التي ستقود إلى تدهور الاوضاع، ولا يمكن منع أي منها".