هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فاجأت الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة جيش الاحتلال الإسرائيلي بتطورها في استخدام تكتيكات عسكرية عبر تنظيم عملها ضمن غرف عمليات مشتركة لتنسيق العمل فيما بينهم بطريقة لم تكن معهودة في السابق.
وذكرت مجلة الدفاع الإسرائيلية في تقرير لها عن قدرات الفصائل في إدارة عمليات إطلاق القذائف والصواريخ على الحدود الشرقية لقطاع غزة، وشبهته "بخط ماجينو" الذي قامت فرنسا ببنائه على حدودها الشمالية الشرقية مع ألمانيا في الحرب العالمية الأولى ليكون بمثابة خط دفاع منيع لصد أي هجوم مباغت من الجيش الألماني.
ويتساءل التقرير عن كيفية قيام الفصائل بإطلاق القذائف والصواريخ وبناء خط ماجينو، في حين تحدث التقرير عن تمكن المقاومة من إطلاق 48 صاروخا من عيار 107 ملليمترات على إسرائيل مؤخرا، ما يظهر قدرة الفصائل على تنسيق وتنظيم العمل العسكري في عملية إطلاق الصواريخ في جميع أنحاء قطاع غزة بصورة أربكت حسابات الجيش.
وتعتمد خطة "ماجينو" المنسوبة لوزير الحرب الفرنسي آنذاك أندريه ماجينو على بناء خط من التحصينات القوية المستديمة تمنع تقدم القوات المعادية من شن هجوم عليها عبر توجيه ضربات مباشرة ما يعطي الجيش تفوقا ضد القوات المعادية.
اقرأ أيضا: محللون يقرأون احتمالات اندلاع عدوان إسرائيلي جديد على غزة
وفي شأن متصل نشرت صحيفة هآرتس العبرية إحصائيات عن عدد الصواريخ التي أطلقت من داخل القطاع باتجاه الأراضي الإسرائيلية خلال السنوات الماضية مشيرة إلى أنه منذ بداية العام الحالي تم إطلاق 289 صاروخا وقذيفة هاون من غزة بزيادة قدرها 726% عن العام الماضي، وفي عام 2017 تم إطلاق 35، أما في عام 2016 فقد تم إطلاق 15 وفي عام 2015 تم إطلاق 21، وفي عام 2014 حتى شهر يوليو - أي قبل بدء الحرب - تم إطلاق 205 صواريخ وقذائف؛ وفقا لما نشرته الصحيفة.
تدمير قوات العدو
من جانبه أكد الباحث المختص في الشؤون العسكرية، رامي أبو زبيدة أن "الغاية من استراتيجية الدفاع الثابت التي تستخدمها المقاومة في غزة والتي تشبه إلى حد كبير خطة "ماجينو" الفرنسية؛ أنها تمكنت من تدمير قوات العدو من ناحية، ومن ناحية أخرى منعته من الدخول إلى المناطق الحيوية ذات الأهمية الاستراتيجية بالنسبة لفصائل المقاومة داخل القطاع، مستغلة الظرف المناسب لشن العمليات الهجومية والتقليل من قدرات العدو عبر استهدافه تحصيناته بالصواريخ من الخلف".
وأضاف الخبير العسكري في حديث لـ"عربي21" أن "من مزايا خط الدفاع في قطاع غزة هو إمكانية المدافع اختيار الأرض الصالحة للدفاع وتحسينها وتجهيزها هندسيا وبالتالي استخدام قواته ومعداته بكفاءة والتحرك فيها من اتجاه لآخر، كما أنها تعطي القدرة على الرماية ودراسة ميدان المعركة ما يسهل عليه خداع العدو بتكتيك الخفاء والتمويه".
وتابع بأن "الافتراض الإسرائيلي يتحدث عن وجود روابط بشرية للفصائل الفلسطينية في المناطق الحدودية، كل منها مسؤول عن عدد من قاذفات الصواريخ في منطقة معينة، سواء يدويا أو عبر استخدام أجهزة التوقيت وعلى إثر ذلك فشل الجيش مرات عديدة في الدخول لعمق القطاع بسبب وجود هذه التحصينات".
اكتساب الخبرات
ورأى اللواء والخبير العسكري، واصف عريقات، أن "المقاومة الفلسطينية في غزة باتت تمتلك الكثير من الخبرات التي اكتسبتها من الحروب التي شنتها إسرائيل خلال السنوات العشر الأخيرة، حيث بات العمل العسكري في غزة يخضع لقواعد علمية يتم من خلالها التعرف على نقاط الضعف والقوة بالنسبة للعدو مستغلة حالة الهدوء النسبي منذ نهاية الحرب الإسرائيلية الأخيرة صيف العام 2014".
اقرأ أيضا: محللون يقرأون احتمالات اندلاع عدوان إسرائيلي جديد على غزة
وأضاف اللواء عريقات في حديث لـ"عربي21" أن "التقارير الإسرائيلية تتحدث عن استنساخ فصائل المقاومة في غزة لتجربة حزب الله في حربه الأخيرة مع إسرائيل منتصف العام 2006، حيث طبق الحزب خلالها خطة "ماجينو" وأدخل عليها بعض التعديلات وقد أثبتت نجاحها بشهادة قادة الجيش الإسرائيلي، وبفعل التنسيق المشترك بين الفصائل المسلحة وحزب الله نقل الأخير تجربته للفصائل وقد ثبت نجاحها بصورة واضحة خلال الأسابيع الماضية استنادا لتقارير إسرائيلية".