نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الأموال التي يكسبها قادة الدول مقارنة بمتوسط
الدخل السنوي لشعوبهم، حيث تختلف
الفجوة بين هذه الأرقام من دولة إلى أخرى.
وقالت الصحيفة، في
تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن دونالد ترامب يتقاضى سنويا ستة أضعاف الدخل السنوي الخاص بالمواطن الأمريكي. أما رئيس الوزراء الذي يكسب أعلى أجر من بين مسؤولي العالم فهو الأسترالي، مالكولم تيرنبول. وقد سجلت أكبر فجوة بين الأجر ومتوسط
الرواتب لدى الرئيس المكسيكي، إنريكي بينيا نييتو.
وأوردت الصحيفة أن مجموعة "إي جي" القابضة جمعت معلومات حول أعلى رواتب رؤساء الدول، وقارنت المكافآت التي يحصل عليها هؤلاء القادة بمتوسط الأجر الذي يتلقاه مختلف
الشعوب. وفي هذا الصدد، قامت هذه الشركة بجمع معلومات حول ميزانية كل عضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تعد بمثابة نادي القوى الصناعية. وساعدت هذه البيانات على تقييم ما يكسبه قادة الدول مقارنة بشعوبهم، بشكل أكثر دقة.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الترتيب جاء خلال فترة حاسمة، إذ يصادف مرور حوالي عقد من الزمن على الأزمة العالمية التي شهدها العالم سنة 2008. وفي الوقت الراهن، يشهد العالم أكبر أزمة ائتمان منذ انهيار أسواق البورصة سنة 1929. وقد انبثق عن تلك الأزمة ظاهرة تختلف عن فجوة الأجور بين القادة والشعوب، لكن القاسم المشترك معها هو غياب المساواة بين الفقراء والأغنياء.
وذكرت الصحيفة أن هذا التصنيف كشف عن العديد من المفاجآت. فعلى سبيل المثال، يتلقى رئيس الوزراء الأسترالي، مالكولم تيرنبول، الأجر الأكثر سخاءً، الذي يعادل 527.854 دولارا سنويا. وعلى هذا النحو، يعد تيرنبول المسؤول الوحيد الذي يتخطى حاجز النصف مليون دولار في قائمة أجور قادة الدول.
وأضافت الصحيفة أن الفجوة الأعمق بين أجر قائد الدولة ومتوسط أجر شعبه توجد في المكسيك، حيث يتلقى إنريكي بينيا نييتو أكثر من عشرة أضعاف متوسط دخل المكسيكيين، وهو فرق شاسع للغاية. أما بالنسبة لدونالد ترامب، فيعادل أجره حوالي ستة أضعاف متوسط أجر الشعب الأمريكي. وفيما يلي، ترتيب تصاعدي للفجوة بين أجور
قادة العالم ومتوسط دخل شعوبهم.
بينت الصحيفة أن أقل الفجوات بين أجور القادة ومتوسط دخل شعوبهم، توجد في سلوفينيا، وإسبانيا، ولاتفيا، وبولندا والبرتغال على التوالي. ويتقاضى رئيس وزراء سلوفينيا حوالي 87.818 دولارا سنويا، وهي قيمة تعادل ضعفي متوسط أجر مواطني هذه البلاد. وفي إسبانيا، يساوي أجر رئيس الحكومة حوالي ثلاثة أضعاف متوسط أجر الإسبان؛ وهو الحال أيضا في البرتغال التي يعادل فيها الدخل السنوي لرئيس الوزراء حوالي 72.352 دولارا، مقابل 24.529 دولارا سنويا للشعب البرتغالي.
وأضافت الصحيفة أن هذه الفجوة ترتفع على التوالي في كل من سلوفاكيا، وإيطاليا، واليونان، وهولندا وفنلندا. ويقدر الدخل الأساسي السنوي لرئيس الوزراء في فنلندا بحوالي 161.498 دولارا، أي ما يعادل أربعة أضعاف متوسط دخل المواطن الفنلندي. أما رئيسة الوزراء، تيريزا ماي، فتتقاضى خمسة أضعاف متوسط راتب مواطنيها، أي ما يعادل 212.247 دولارا سنويا. وترتفع هذه الفجوة، مقارنة بالمملكة المتحدة، في فرنسا واليابان وكندا.
وقالت الصحيفة إن تركيا تحتل المرتبة العاشرة في هذا الترتيب من بين 32 دولة. ويكسب الوزير الأول في تركيا حوالي 148.626 دولارا سنويا، في حين يقدر متوسط راتب المواطن التركي بحوالي 25.655 دولارا في السنة. وتتصدر الولايات المتحدة الأمريكية المرتبة التاسعة في هذا الترتيب، حيث يقدر أجر الرئيس الأمريكي بحوالي 400 ألف دولار سنويا، مقابل 60.154 دولارا للمواطن الأمريكي في السنة.
ويتصدر المراتب الثامنة والسابعة والسادسة والخامسة في هذا الترتيب تشيلي والنمسا وبلجيكا وألمانيا. وفي ألمانيا، تكسب أنجيلا ميركل حوالي 369.727 دولارا سنويا، وهي قيمة تعادل حوالي ثمانية أضعاف متوسط الدخل السنوي للمواطن الألماني. ويحتل المراتب الأربعة الأولى في هذا الترتيب سويسرا، ونيوزيلندا، وأستراليا، والمكسيك. ووصلت هذه الفجوة ذروتها في الثلاثي الذي يتصدر هذه القائمة، بفارق 10 أضعاف بين راتب قادة الدول ومتوسط دخل شعوبهم.
وأفادت الصحيفة بأن الفريق الحكومي في إدارة دونالد ترامب هو الأغنى في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، بثروة تقدر بأكثر من ستة مليارات دولار. ووفقا لمؤشر "بلومبرغ" للمليارديرات، من المتوقع أن تسجل ثروة دونالد ترامب انخفاضا بحوالي 100 مليون دولار، على الرغم من أن ثروته الإجمالية تصل إلى حوالي 2.8 مليار دولار. وفي جميع الأحوال، يعد هذا الرقم الأقل من نوعه منذ أن بدأ ترامب رحلته في الانتخابات الأمريكية سنة 2016.
وفي الختام، قالت الصحيفة إن هذه الأرقام تعود إلى نهاية سنة 2017. ومن المثير للانتباه أن ترامب أعلن خلال ترشحه للانتخابات الأمريكية أن ثروته في حدود 8.7 مليارات دولار.