هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
ألمح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الى العلاقات الدافئة التي تجمعه مع العديد من الدول العربية وقلل من أهمية الفلسطينيين وشأنهم، وذلك في سياق حديثه عن التسوية السياسية التي ينتظرها العالم ويتوقع أن تطرحها الادارة الأمريكية قريباً.
وفي لقاء مع برنامج "نيوزنايت" على قناة "بي بي سي" البريطانية أثناء زيارته إلى لندن، قال نتنياهو إنه يعتقد بأن التعاون الأوثق مع الدول العربية سيشق "طريق السلام"، وأكد أن العلاقات مع العالم العربي لم تكن في يوم من الأيام أفضل مما هي عليه الآن.
وأضاف نتنياهو أن "إسرائيل تنتهج سياسة التطبيع تحت السطح مع البلدان العربية التي ستنجز في نهاية المطاف صفقة السلام مع الفلسطينيين"، بحسب ما نقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن نتنياهو في تصريحاته التلفزيونية.
وقال نتنياهو: "لم يكن ليخطر ببالي أنني سأشهد في حياتي مثل هذه العلاقات الودية وهذا التعاون بين إسرائيل والدول العربية. وهنا الشيء الذي يبشر بكل خير: بدأ هذا الأمر يؤثر في الرأي العام في البلدان العربية، فقد بدأوا يفكرون بإسرائيل بشكل مختلف وهذا هو ما كان يتطلع إليه الإسرائيليون. ولقد تعمدت انتهاج هذه السياسة من التعاون مع العالم العربي ليس فقط لأن ذلك في حد ذاته أمر جيد بل أيضاً لأنني أعتقد بأن ذلك سيمهد الطريق نحو السلام."
وكان موقع ميدل إيست آي قد نشر تقارير حصرية حول العلاقات الوثيقة والمتنامية بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والتي كان منها دعم الرياض لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما بات يعرف باسم "صفقة القرن" حول فلسطين.
فقد أخبر مسؤولون فلسطينيون موقع ميدل إيست آي في شهر مارس / آذار بأن الولايات المتحدة وحلفاءها خططوا للدفع قدماً بالصفقة حتى بدون أن تحظى الخطة بدعم الفلسطينيين.
وماتزال تفاصيل الخطة تنتظر الإعلان عنها، ولكن يقال بأنها ستضغط على الفلسطينيين حتى يتخلوا عن القدس الشرقية عاصمة لهم والتخلي عن حقهم في العودة إلى الأراضي التي استولت عليها إسرائيل في عام 1948 ثم في عام 1967.
وفي نوفمبر / تشرين الثاني الماضي، نشر ميدل إيست آي خبراً مفاده أن العاهل الأردني كان يشعر بالقلق إزاء اندفاع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل على حساب الأردنيين والفلسطينيين معاً.
وقال نتنياهو: "لدينا الآن تطبيع يجري تحت السطح، وأظن أننا بينما نطبع العلاقات مع الدول العربية – ليس بالضرورة على هيئة معاهدات سلام كاملة وشاملة مثل تلك التي أبرمناها مع كل من مصر والأردن، لأن إنجاز نفس الأمر مع الآخرين سيستغرق وقتاً – فإن ذلك سوف يؤثر في نهاية المطاف على تلك الشريحة التي تمثل واحد بالمائة من العالم العربي، ألا وهي شريحة الفلسطينيين. ما أقصده هو أن علينا أن نطبع العلاقات مع 99 بالمائة وهذا سيوصلك في نهاية المطاف إلى تحقيق السلام مع الواحد بالمائة، مع أنني أظن أن علينا أن نقوم بذلك بشكل مترادف."
وقال نتنياهو إن إسرائيل والدول العربية تقترب أكثر فأكثر من بعضهما البعض بفضل الإحساس المشترك بالتهديد الذي تشكله إيران، وكذلك لأن الدول العربية تريد أن تستفيد من التكنولوجيا والإبداعات الإسرائيلية.
وأضاف: "هناك تغير هائل يجري اليوم في العلاقات بين العرب والإسرائيليين. معظم الحكومات العربية تقترب الآن أكثر فأكثر من إسرائيل بسبب التهديد الإيراني الذي يفهمون كما نفهم أنه يشكل تهديداً وجودياً عليهم. وثانياً، عندما حدث ذلك بدأوا يرون فوائد التكنولوجيا المدنية. هم يريدون حياة أفضل لشعوبهم ويعلمون أن إسرائيل هي منبع الإبداع الذي يمكن أن يغير حياتهم نحو الأفضل."
ومن المعروف أن مصر والأردن مازالتا حتى هذه اللحظة الدولتين العربيتين الوحيدتين اللتين تعترفان رسمياً بإسرائيل.