هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن الحملة المجهولة التي تم شنها على شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك ضد استهلاك ثلاث علامات تجارية معروفة في المغرب، كرد فعل إزاء ارتفاع تكاليف المعيشة.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المغرب يشهد اليوم موجة من التوتر سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع. وفي هذا السياق، عاشت البلاد يوم الأحد الماضي على وقع حملة تم شنّها على "فيسبوك"، تدعو إلى التصدي لارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة ومقاطعة ثلاث علامات تجارية معروفة في البلاد. وقد بدأت هذه الحملة قبل ثلاثة أسابيع من شهر رمضان، الفترة التي غالبا ما ترتفع فيها نسبة الاستهلاك.
اقرأ أيضا: حملات واسعة بالمغرب لمقاطعة منتجات بسبب ارتفاع الأسعار (شاهد)
وبينت الصحيفة أنه خلال بداية الأسبوع لم تلق هذه الحملة أي صدى لدى وسائل الإعلام، لكنها لاقت تجاوبا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي دفع أعضاء الحكومة إلى مواجهة هذه الحملة عبر ردود أفعال مختلفة. من جهة أخرى، تدعو هذه الحملة إلى مقاطعة ثلاثة مواد تنتجها ثلاث علامات تجارية محددة، بما في ذلك منتج "حليب سنترال" (التي تمتلك شركة دانون 91 بالمائة من أسهمها ويمتلك المجمع الصناعي للملك محمد السادس 5 بالمائة من أسهمها، في حين يمتلك صغار المساهمين 4 بالمائة من مجموع الأسهم).
علاوة على ذلك، شملت هذه الحملة أيضا العلامة التجارية للمياه المعدنية "سيدي علي"، التي تعود ملكيتها إلى مجموعة عائلة مريم بنصالح شقرون، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب.
وأضافت الصحيفة أن هذه الحملة استهدفت أيضا مقاطعة سلسلة محطات الوقود "أفريقيا"، التابعة لوزير الزراعة والصيد البحري، عزيز أخنوش، الصديق المقرب للملك وثالث أغنى شخص في المغرب، حيث تقدر ثروته بحوالي مليار و800 مليون يورو. والجدير بالذكر أن سعر اللتر الواحد من حليب سنترال يختلف من محل تجاري إلى آخر ومن مدينة إلى أخرى، حيث وصل إلى حدود 80 سنتا للتر الواحد. أما بالنسبة لقنينة مياه "سيدي علي" بسعة لتر ونصف، فيتأرجح سعرها في حدود 50 سنتا.
اقرأ أيضا: غضب بالمغرب بعد وصف مسؤول بشركة حليب المقاطعين بـ"الخونة"
ونقلت الصحيفة أن بعض الأشخاص الذين يؤيدون هذه الحملة قد أكدوا أن هذه المقاطعة هي طريقة للتعبير عن مدى استيائهم وعدم رضاهم عن الوضع الاقتصادي في البلاد. وأشار هؤلاء أيضا إلى أن مستوى القدرة الشرائية في المغرب ليس بنفس مستوى أوروبا، على الرغم من التشابه في أسعار بعض المنتجات تقريبا بين المغرب وبعض بلدان أوروبا.
وأوردت الصحيفة أن هناك العديد من الأسئلة التي لم يتم الرد عليها، على غرار من الذي حث على شن هذه المقاطعة؟ لماذا اختيرت هذه العلامات التجارية الثلاث دون غيرها؟ وما أثر ذلك على مسألة بيع هذه المنتجات؟ وعلى ما يبدو أنه إلى حد اللحظة، لم يتطرق الصحفيون المحليون إلى تتبع حيثيات هذه القضية على أرض الميدان، كما لم تقدم الشركات المتضررة أرقاما عن مدى تأثير ذلك على مبيعاتها.
وأفادت الصحيفة أن عزيز أخنوش قد تطرق أخيرا لهذه المسألة يوم الأربعاء الماضي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في المعرض الدولي للفلاحة في مكناس. وقد قال أخنوش مشيرا إلى شركة دانون: "لا تزال المنتجات المغربية تواصل تحقيق الأرباح ولن تتوقف على الرغم مما يروج له على شبكة الإنترنت، فالمغاربة يحتاجون إلى الحليب صباحا ومساء. عليهم أن يشكروا الله لأن معظم المنتجات الغذائية الموجودة في السوق يتم إنتاجها في المناطق الداخلية من البلاد". وواصل أخنوش حديثه قائلا: "لن تؤثر حملة المقاطعة على بيع هذه المنتجات في السوق. إنها حملة افتراضية، ولن تؤثر على معيشة حوالي 470 ألف شخص يعملون في قطاع الألبان".
وأبرزت الصحيفة أن هذه المسألة قد أفضت إلى بعض التوترات في البرلمان، بين أعضاء حزب العدالة والتنمية الإسلامي وحزب التجمع الوطني للأحرار، الذي يرأسه عزيز أخنوش. ومن جهته، تدخل وزير الاقتصاد والمالية محمد بوسعيد، الذي ينتمي إلى التجمع الوطني للأحرار، يوم الثلاثاء 24 نيسان/أبريل، واصفا دعاة المقاطعة "بالمداويخ". وقد أثار ذلك شكوكا في صفوف بعض الناشطين في حزب العدالة والتنمية، الموالين لرئيس الحكومة السابق، عبد الإله بن كيران.
اقرأ يضا: وزير مغربي يهاجم دعاة مقاطعة الشركات رفضا لارتفاع الأسعار
وتجدر الإشارة إلى أن "مداويخ" هي نفس العبارة التي استخدمها ابن كيران في تشرين الأول/أكتوبر سنة 2016 حينما وجه رسالة توبيخ إلى الشباب. وفي هذه الحالة، يمكن تفسير تدخل وزير الاقتصاد على أنه اتهام مقنّع ضد شباب حزب العدالة والتنمية بتنشيط حملة المقاطعة على فيسبوك، خاصة وأنهم اشتهروا بمدى نشاطهم على هذه الشبكة.
وفي هذا السياق، قال بوسعيد: "من الضروري أن نعمل على تشجيع الشركات والمنتجات المغربية، ونتجنب الانسياق وراء بعض المغتربين أو "المداويخ" (على حد تعبيره) الذين يدعون إلى مقاطعة الشركات المغربية التي تقوم بتوظيف المغاربة ودفع ضرائبهم".
وأوضحت الصحيفة أن العديد من المواطنين المغاربة الذين تم استجوابهم، قد أكدوا أن تفاعل العديد من الوزراء مع هذه الحملة هو خير دليل على نجاح هذه المقاطعة. في الأثناء، لا تزال هذه المعركة مستمرة على شبكة الإنترنت.
وفي الختام، نقلت الصحيفة تصريح شركة دانون الفرنسية على صفحة ويكيبيديا الخاصة هذا الخميس، حيث جاء فيه: "في ظل الارتفاع الهائل لأسعار المواد الأساسية، قرر الشعب المغربي شن حملة مقاطعة منذ 20 نيسان/أبريل، ولمدة شهر ضد شركة سنترال، محطة أفريقيا للوقود ومياه "سيدي علي" بسبب احتكارهم المبالغ فيه في السوق، وبسبب الارتفاع في الأسعار". ومن المثير للانتباه أن هذه الشركات "يديرها وزراء أغنياء من المفترض أن يدافعوا عن القدرة الشرائية المغربية".
اقرأ أيضا: فنانون ودعاة ينضمون إلى حملة المقاطعة بالمغرب (شاهد)