هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة الأخبار القريبة من حزب الله اللبناني الاثنين ما قال إنها سلسة من التسريبات تتضمن "برقيات سرية" صادرة عن السفارتين الأردنية والإماراتية في بيروت، تشير إلى الأدوار التي يمارسها سفير كل من عمان وأبو ظبي في لبنان.
وفي الجزء الأول من التسريبات تقول الصحيفة إنها تشير إلى "الفترة السابقة لاختطاف الرئيس سعد الحريري في السعودية وإجباره على الاستقالة في الرابع من تشرين الثاني الماضي"، وفق تعبيرها.
وتلفت الصحيفة إلى أنه "رغم أن عدد البرقيات الأردنية قليل مقارنة بتلك الإماراتية، إلا أن ما يظهر منها هو أن السفير الأردني نبيل مصاروة هو أكثر معرفة بالواقع اللبناني من نظيره الإماراتي حمد بن سعيد الشامسي، فيما الأخير، يبدو دبلوماسيا غير عميق، رغم أن الشائع عنه هو خلاف ذلك".
السفير الكويتي
وتشير البرقية المؤرخة بـ20/09/2017 إلى ما قالت الصحيفة إنه "محضر لقاء بين السفير الأردني نبيل مصاروة والسفير الكويتي عبد العال القناعي"، حيث ينقل المصاروة عن السفير الكويتي قوله: "تصريح الشيخ صباح الأحمد بعد لقائه ترامب أزعج كلا من السعودية والإمارات وقطر والأمريكان. حيث تأكد الشيخ صباح بعد لقائه ترامب من عدم جدية الأمريكان في إيجاد حل للازمة بين الدول الأربع وقطر، بالإضافة إلى عدم رغبة السعودية والإمارات في حل الأزمة أيضا".
ويؤكد السفير الكويتي بحسب الوثيقة أن "السعودية خسرت في كل مكان وخاصة في لبنان، وزيارة ثامر السبهان (السفير السعودي السابق في بيروت) واجتماعه مع قوى 14 آذار يعكسان تخبط السياسة السعودية والزيارة لن ينتج منها إلا توتر إعلامي فقط وهي ليست سوى محاولة من السعودية لإثبات وجودها في لبنان".
"تفكيك السعودية"
وينسب السفير الأردني لنظيره الكويتي قوله إنه يعتقد أن "الشيخ محمد بن زايد يقوم بالعمل على تفكيك المملكة العربية السعودية كما أن إمام الحرم المكي عبد الرحمن السديس في تصريحه الأخير الذي أشاد فيه بالملك سلمان والرئيس ترامب غير مسبوق في تاريخ إمامة الحرم الشريف، وذلك لتدخله في الشؤون السياسية وهذا ما سيفقده الصدقية الدينية لدى المسلمين في الداخل والخارج".
وتضيف الصحيفة بحسب السفير الكويتي "قيام السعودية باستقبال أحد شيوخ آل ثاني المقيم في السعودية منذ فترة طويلة، حيث اكتشف وجوده بمحض الصدفة من قبل السلطات السعودية نتيجة تقدمه ببلاغ بفقدانه بعض الإبل من مزرعته المقيم بها، حيث تم استدعاؤه للقاء الملك سلمان واكتشفوا أنه ليس بالمستوى الذي يمكن الاعتماد عليه، لذلك اتجهوا إلى ابن أحد الشيوخ الآخرين الذي يمت بصلة إلى الشيخ سحيم للقيام بدعمه والترويج له لأحقيته بقيادة البلاد".
"السعودية تتخبط"
وتتضمن البرقية الثانية، التي تقول الأخبار اللبنانية إنها حصلت عليها، محضر لقاء بين السفيرين الإماراتي والأردني جاء فيها على لسان الأخير: "التقيت السفير الإماراتي في لبنان وأوجز لكم المعلومات التي حصلت عليها: السعودية تتخبط في الداخل والخارج خاصة في لبنان، ورغم عدم رضاها عن الحريري إلا أنه لا غنى عنه، حيث نصحت الإمارات بعدم الاعتماد على أشرف ريفي وزير العدل السابق في طرابلس، وذلك لالتفاف الحركات الإسلامية حوله، علماً بأن المساعدات التي يتلقاها ريفي هي من رجل الأعمال في دبي خلف حبتور وليست من الحكومة الإماراتية".
ويتابع السفير الأردني: "الشيخ محمد بن زايد غير راض عن سعد الحريري لأسباب خاصة، حيث تمّ دعم الحريري من قبل الشيخ محمد عندما رفعت السعودية الدعم عنه، إلا أن الحريري أدار ظهره للإمارات بعد ذلك، وقد حاول السفير الإماراتي ترتيب زيارة للحريري إلا أن طلبه قوبل بالرفض. كما لم ينكر السفير قيام الشيخ محمد بن زايد بتقديم المشورة والنصح للسعودية إلا أنهم في الإمارات غير راضين عن طريقة عمل السعودية".
ويضيف المصاروة: "أعلن صباح اليوم عن توجه كل من سامي الجميل وسمير جعجع ووليد جنبلاط وسعد الحريري إلى السعودية، حيث نشرت الصحف في عناوينها سعي السعودية لتشكيل جبهة سياسية جديدة ولملمة قوى 14 آذار، في محاولة منها لإثبات وجودها في لبنان والذي اعتراه الضعف لصالح حزب الله ومحالفيه. إلا أن السفير الإماراتي أبلغني أنها خطوة متأخرة وبدون جدوى".
ويتابع:" ملف لبنان ليس في يد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، بل في يد وزير شؤون الخليج العربي ثامر السبهان، حيث أعلن اليوم عن ترشيح سفير سعودي جديد وهو وليد اليعقوبي والذي يعمل كأحد مساعدي السبهان".
الوضع اللبناني
أما في ما يتعلق بالداخل اللبناني، فنقل الأخير رسالة أخرى صادرة عن السفارة الإماراتية بتاريخ 24/10/2017، جاء فيها: "توافرت لدينا من مصادرنا الخاصة، وبفعل لقاءاتنا بقياديين في القوات اللبنانية، وعلى رأسهم رئيس القوات سمير جعجع، معلومات عن موقف حزب القوات من التطورات في لبنان، أبدى جعجع خشيته الكبيرة من استمرار سعد الحريري في إدارته للحكومة، وفي آلية تعاطيها مع مختلف الملفات، حتى وصل الأمر به إلى التلويح بإمكانية استقالة وزرائه منها. وهو أبلغ السعوديين بهذه الخشية وضرورة مواجهة هذا الوضع".
ويلفت السفير الإماراتي إلى أن "احتياجات جعجع ترتبط أساساً بسياسات الحكومة التي يجري تطبيقها، سواء على قاعدة المحاصصة، أو على قاعدة الاتفاق بين بعض الأفرقاء، وخصوصاً بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، على بعض الملفات والبنود خارج مجلس الوزراء، والاكتفاء بالتصديق عليها داخل الجلسات دون إطلاع الوزراء عليها مسبقا".
ويرى الشامسي أنه "لدى القوات عتب كبير على تيار المستقبل والرئيس سعد الحريري قبل أن يكون العتب على التيار الوطني الحر، إذ يرى القواتيون أن علاقتهم بالحريري هي عبارة عن تحالف تاريخي، ولا يتوقعون أن يكون قد تخلى عنهم، إرضاءً لجبران باسيل. لكن في كل ملف ومحطة، يتبين لهم أن الحريري حريص كل الحرص على باسيل وعلى التحالف معه سياسياً ومالياً، وفي مختلف الصفقات والحسابات".
"خشية قواتية"
ويشير إلى أن "القوات تخشى من حصول تحالف انتخابي بين الحريري والتيار الوطني الحر، خاصة أن الكثير من المعلومات تحدثت عن هذا التحالف، وبحال حصوله، فحينها سيكون هناك صعوبة في أن يضم هذا التحالف القوات اللبنانية، ولذلك تلعب هي ورقة التصعيد ضد السياسات الحكومية لكسب التأييد الشعبي، كذلك فإنها تتعرض لحصار انتخابي في مجلس الوزراء من خلال حرمان وزرائها الميزانيات المخصصة لوزاراتهم، وهذا ما قد يؤدي إلى تقصير منها في تقديم الخدمات للناس، الذي من شأنه أن ينعكس عليها سلباً في الانتخابات".
ويختتم رسالته بالقول: "صحيح أن جعجع قال للسعوديين إنه لا يمكنه مواجهة حزب الله وحيداً، فيما الحريري يتشارك مع الحزب في الحكومة وفي ملفات أخرى، لكن إذا تطورت الأمور أكثر، فإن جعجع سيستقيل من الحكومة ويأخذ خيار المواجهة. وهذه أيضاً ستكون مرتبطة بالتطورات الإقليمية والدولية، ومنسجمة مع التصعيد السعودي الأميركي ضد حزب الله".