هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أجمعت فصائل فلسطينية على أن القمة العربية التي تعقد اليوم، تجرى في ظروف وتحديات بالغة الصعوبة وحالة تردّ عربي، وهو ما يجعل الكثير من الشكوك تحوم على جدوى قراراتها أو نتائجها التي من المرجح أن تخيب آمال الشعوب العربية وخاصة الشعب الفلسطيني.
وتنعقد أعمال القمة العربية التاسعة والعشرين في مدينة "الظهران" بالسعودية، بمشاركة عدد من الرؤساء العرب، وبالتزامن مع الهجوم الثلاثي الذي نفذته أمريكا وبريطانيا وفرنسا على سوريا.
فتح تشكك
حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، وعلى لسان القيادي، أمين مقبول، شككت في جدوى نتائج هذه القمة التي رأت أنها "تعقد في ظروف صعبة في فلسطين والمنطقة العربية ككل، وبالتالي هناك الكثير من الشكوك في أن تخرج القمة العربية بقرارات تعالج القضايا المصيرية للشعب العربي والفلسطيني".
وقال في حديثه لـ"عربي21": "قبل يومين قامت الولايات المتحدة وشركاؤها بقصف دمشق، وهذه سابقة خطيرة في هذا الزمان العربي الصعب"، مؤكدا أن "الإدارة الأمريكية تسيطر على الكثير من أنظمة الحكم العربية وتسيرها".
وأضاف مقبول وهو أمين سر المجلس الثوري السابق في حركة فتح: "نحن في شكوك إن كانت هذه القمة، تستطيع أن تتخذ قرارات تواجه بها قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وهذا أمر في غاية الأهمية ومقياس بالنسبة لنا؛ حول نجاح أو فشل هذه القمة".
اقرأ أيضا: القمة العربية تنطلق في الظهران و18 بندا على جدول أعمالها
وحول رسالة حركة "فتح" لهذه القمة، خاطب القادة العرب: "كفى خلافات داخلية وانتبهوا لشعوبكم ومصالحكم ومصالح الأمة العربية والإسلامية، وانتظروا حكم التاريخ وماذا سيكتب"، مضيفا: "استفيقوا من سباتكم العميق".
حماس تدعو
من جانبها، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، القمة العربية إلى "وضع القضية الفلسطينية على رأس جدول أعمالها، واستمرار اعتبارها القضية المركزية للأمة العربية وذلك إلى جانب مدينة القدس المحتلة التي تعصف بها الكثير من المؤامرات".
وشدد الناطق باسم الحركة حازم قاسم في تصريح لـ"عربي21"، على أهمية أن "تطور القمة العربية منظومة لدعم وصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وفي وطنه"، مطالبا القمة بـ"رفض قرارات ترامب المتعلقة بمدينة القدس، والعمل المشترك لمواجهة التوجهات والخطط الأمريكية".
ونوه قاسم، إلى ضرورة أن "تساهم القمة بالضغط على الاحتلال من أجل رفع الحصار عن قطاع غزة، ودعم صمود الشعب الفلسطيني وانتفاضته عبر مسيرات العودة الكبرى ورفح الحصار".
الجهاد توضح
من جهتها رأت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، على لسان القيادي داود شهاب، أن هذه القمة تعقد في ظل "تحديات كبيرة تواجه الأمتين العربية والإسلامية".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "أخطر هذه التحديات؛ هو محاولات دمج الكيان الإسرائيلي في المنطقة واعتباره جزءا طبيعيا منها، وذلك عبر الاعتراف بشريعة الاحتلال على أرض فلسطين والمساعي الحثيثة من بعض الأطراف العربية وفي مقدمتها السعودية لإقامة علاقات مفتوحة مع الاحتلال، وإقامة علاقات تنظر إلى المصالح التي تتناقض مع ثوابت ومصلحة الأمة".
ولفت شهاب، إلى أن "القمة تنعقد في ظل غياب دول عربية مركزية ومؤثرة مثل سوريا، إضافة لتلاشي دور دول كبرى كان لها ثقلها وكلمتها كالعراق، وذلك بالتوازي مع حالة سيولة عربية ومحاولة هيمنة وتدخلات أمريكية وانتهاك أمريكي وغربي لسيادة الدول العربية".
ورأى القيادي في حركة الجهاد، أن "الرسالة الأهم التي يجب أن يسمعها القادة العرب من قطاع غزة، الذي صمتت القمم العربية المتتالية على حصاره لسنوات طويلة ولم تحرك ساكنا لرفع هذا الظلم والحصار عنه، بل ربما أسهم الخذلان العربي كثيرا في تشجيع وخلق فرص للاحتلال لارتكاب الجرائم المتتالية بحق الفلسطينيين".
وأضاف: "رسالتنا بشكل واضح؛ أنه يجب أن نقف جميعا ضد الهيمنة الأمريكية، ويجب العمل على غلق كافة الأبواب في وجه واشنطن وتل أبيب ووجه كل من يحاول أن ينال أو يستخف بهذه الأمة"، مذكرا بتصريحات ترامب التي كشف فيها أن "عينه على المال والنفط العربي، وهذا استخفاف فاضح بوزن ومكانة الأمة العربية ".
اقرأ أيضا: القمة العربية الـ 29.. الحاضرون وجدول الأعمال (إنفوغرافيك)
وتساءل: "هل القمة بوضعها الحالي قادرة على ذلك؟، أخشى أن العرب في ظل هذا الوضع الراهن، غير قادرين على ذلك (غلق الباب في وجه أمريكا وإسرائيل)"، مضيفا: "لا أظن أن القمة بوضعها الحالي يمكن أن يخرج منها شيء لصالح وحدة الأمة".
الديمقراطية تحذر
بدورها، أوضحت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين على لسان عضو مكتبها السياسي طلال أبو ظريفة، أن "المطلوب من القمة التي تنعقد في ظروف بالغة التعقيد، وهجمة أمريكية إسرائيلية على الحقوق الوطنية الفلسطينية، عدة أمور، أولها التمسك بالحقوق الفلسطينية التي أقرتها الشريعة الدولية".
وشدد في حديثه لـ"عربي21"، على وجوب "عدم التعاطي مع أي خطوات من شأنها أن تفتح الطريق للاعتداء على هذه الحقوق"، مطالبا القمة "بموقف داعم للقدس عاصمة لدولة فلسطين والضغط على الإدارة الأمريكية لوقف هذا الانحياز الأعمى للكيان الصهيوني، وتحذيرها من مغبة نقل سفارتها إلى القدس".
ونوه أبو ظريفة، إلى ضرورة "دعم التوجه الفلسطيني لمحكمة الجنايات الدولية، لمحاكمة الاحتلال على جرائمه، بما فيها جرائمه بقتل المتظاهرين السلميين، ودعم قضية فلسطين في الجمعية العامة للأمم المتحدة".