هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أعده كل من كارين دي يونغ وشين هاريس، يقولان فيه إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من قادته التحضير للخروج من سوريا في أقرب وقت، وقال لهم إنه يريد من حلفائه العرب تولي مهمة دفع عمليات إعادة إعمار المناطق التي تم تحريرها من تنظيم الدولة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن ترامب تراجع عن مطالبه بالخروج الحتمي والسريع، في لقاء مع مساعديه للأمن القومي، وقال إن تنظيم الدولة بات على حافة الهزيمة مئة بالمئة، مستدركا بأنه ضغط عليهم، وطلب منهم تحديد الوقت الذي يحتاجونه لإنهاء المهمة.
ويورد الكاتبان نقلا عن وزير الدفاع جيمس ماتيس ورئيس هيئة الأركان المشتركة جوزيف دانفورد، قولهما إن المهمة تحتاج لأشهر وليس سنوات، مشيرين إلى أن ترامب وافق على استمرار الجيش في مواجهة جيوب المتشددين وتدريب الجماعات المحلية لمواصلة العملية، وقال المسؤولون إن الرئيس أكد أن أهداف أمريكا في سوريا لا تشمل تحقيق الاستقرار أو جهود إعمار، وأضاف أنه لا يريد حوارا كهذا حول الانسحاب في ستة أشهرأو غير ذلك من الآن.
وتلفت الصحيفة إلى أن الإدارة تقوم في الوقت ذاته بالضغط على الحلفاء في المنطقة، للمساهمة أو ما تطلق عليه المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة هاكبي ساندرز "زيادة المساهمة في اللعبة"، حيث قالت ساندرز في تصريحات من البيت الأبيض إنه لم يحدد موعد لخروج ألفي جندي أمريكي من سوريا، مضيفة أن ترامب "لن يحدد موعدا عشوائيا، فهو يقيس الخروج بالفوز في المعركة، أو وضع عدد عشوائي هناك.. فالهدف مرة أخرى هو هزيمة تنظيم الدولة، وعندما لا تكون هناك حاجة للقوات هناك فإنه يمكننا نقل (المهمة) للقوات المحلية.. فعندها سيكون الانسحاب هدفا".
ويستدرك التقرير بأنه رغم التصريحات التي أطلقها ترامب، بأن الوقت
قد حان لخروج القوات الأمريكية من سوريا، فإن القادة الأمريكيين وجدوا أن ترامب فاجأهم بتصريحاته عن خروج قريب من سوريا.
ويورد الكاتبان نقلا عن مسؤولين شاركوا في اللقاء، قولهم إنهم فهموا من ترامب رغبته بالخروج في غضون 6 أشهر، إلا أن مسؤولا آخر قال إن ترامب، الذي انتقد الرئيس باراك أوباما عندما حدد موعد 2001 للخروج من العراق، عبر عن "إحباطه ونفاد صبره"؛ لعدم وجود جدول زمني محدد للانسحاب من سوريا.
وتنقل الصحيفة عن القادة العسكريين، قولهم إن لديهم خيارات جاهزة للانسحاب السريع لو رغب ترامب في ذلك، مشيرة إلى تأكيد القادة العسكريين في الماضي أن وجودا عسكريا ضروري لمنع عودة تنظيم الدولة، ومنع التوسع الروسي والإيراني، وليكون ورقة ضغط أمريكية في الجهود السياسية لوقف الحرب الأهلية.
وينوه التقرير إلى أن ماتيس قال في تشرين الثاني/ نوفمبر: "لن نمشي هكذا"، قبل التوصل إلى تسوية بين الحكومة السورية والمعارضة، وهو النزاع الذي أدى إلى ظهور تنظيم الدولة، كما يقول الخبراء في المنطقة، وأضاف ماتيس: "نريد التأكد من بناء الظروف للحل الدبلوماسي.. ليس كما تعرفون نهاية الجزء العسكري، ونقول حظا سعيدا للأجزاء الباقية".
ويفيد الكاتبان بأن قائد القيادة المركزية جوزيف فوتيل عبر عن هذه الأهداف، عندما قال يوم الثلاثاء في معهد السلام، إن المهمة هي "تحقيق الاستقرار وتقوية الإنجازات، ومعالجة الأمور طويلة الأمد المتعلقة بالإعمار"، بالترادف مع الجهود العسكرية والدبلوماسية.
وتعلق الصحيفة قائلة إنه حتى لو تم خروج القوات الأمريكية بحلول الخريف المقبل، فإنه سيكون بمقدور ترامب الزعم بأنه أوفى بوعده البقاء بعيدا عن الحروب الخارجية، مشيرة إلى أنه لم يكن قادرا على الوفاء بوعده، ففي الصيف الماضي أعلن عن زيادة القوات في أفغانستان وسوريا.
ويكشف التقرير عن أنه مع توصل ترامب لقراره، فإنه تحدث مع القادة الإقليميين، خاصة دول الخليج، ومنها السعودية والإمارات العربية المتحدة؛ للمساهمة أكثر في سوريا، وكانتا من الدول المشاركة في التحالف ضد تنظيم الدولة، إلا أنهما تراجعتا بعد الحملة في اليمن.
ويقول الكاتبان إن ترامب تحدث في كانون الأول/ ديسمبر مع الملك سلمان، طالبا 4 مليارات دولار لتحقيق الاستقرار في سوريا، مع أن السعوديين فوجئوا بالطلب الأمريكي، لافتين إلى أن مسؤولي الأمن القومي في السعودية والإمارات سافروا في الشهر الماضي إلى واشنطن؛ لمناقشة الوضع في سوريا مع مستشار الأمن القومي السابق أتش آر ماكماستر.
وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن ترامب تحدث في الأيام السابقة مع قادة دول الخليج جميعهم، واتصل يوم الثلاثاء مع الملك سلمان، حيث ناقش، بحسب بيان البيت الأبيض، الوضع في سوريا، ووقف التدخل الإيراني وجهودها لزعزعة استقرار المنطقة.