هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية تقريرا تحدثت فيه عن سعي فرنسا إلى دعم الأكراد في سوريا لمواصلة القتال ضد تنظيم الدولة شمال سوريا، دون إثارة غضب الرئيس التركي.
ويتزامن هذا التوتر الدبلوماسي بين الطرفين، مع زيارة الوفد العربي- الكردي إلى قصر الإليزيه والوعود الفرنسية بدعم الأكراد.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن فرنسا في حيرة من أمرها بشأن قضية الأكراد، وما الذي ستفعله من أجلهم في ظل استمرار الهجمات التي تشنها تركيا عليهم شمال سوريا.
ومن المتوقع أن يتسبب هذا المشكل في توتر العلاقات الدبلوماسية بين تركيا وفرنسا.
وذكرت الصحيفة، أن الخطوة الأولى في البرنامج الفرنسي كانت مساء يوم الخميس، من خلال اجتماع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع الوفد العربي - الكردي لقوات سوريا الديمقراطية، في قصر الإليزيه.
وعلى إثر هذا الاجتماع، أعلن الوفد أن فرنسا مستعدة لتقديم دعم عسكري للأكراد لمواجهة عملية "غصن الزيتون" التي أطلقها الجيش التركي بالتعاون مع فصائل سورية تتكون من "جهاديين سابقين"، وفق وصف الصحيفة.
وأوضحت أن هذه المبادرة تعد بمثابة تطور مفاجئ، بعد أسابيع من السلبية في التعاطي مع الحرب التركية ضد الأكراد.
اقرأ أيضا: ماكرون يلتقي وفدا من قوات سوريا الديمقراطية
فقد حصدت المعارك بين الطرفين المئات من الأرواح، وهجرت أكثر من 200 ألف ساكن من مدينة عفرين في كردستان سوريا، أو ما يعرف بالفدرالية الديمقراطية لشمال سوريا.
وفي بيان صادر عن قصر الإليزيه صباح الجمعة الماضي، تم الإعلان عن عدم وجود أي "عملية عسكرية جديدة" تستهدف "شمال سوريا"، وهو خبر نزل بردا وسلاما على الأكراد.
وفي هذا السياق، أكد ممثل الفيدرالية الديمقراطية لشمال سوريا في فرنسا، خالد عيسى، أن باريس التزمت بتعزيز تواجدها العسكري في منبج، المدينة الإستراتيجية في كردستان حيث تتمركز القوات الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن أحد الدبلوماسيين الفرنسيين أن "الأصدقاء الأكراد قد بالغوا أو أولوا تصريحات الرئيس الفرنسي".
وفي الواقع، يتمثل التقدم الوحيد والواضح في الموقف الفرنسي على إثر الاجتماع الذي عقد مع الأكراد في قصر الإليزيه، في اقتراح الرئيس الفرنسي الوساطة بين أنقرة والأكراد.
في المقابل، رفض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هذا المقترح، نظرا لأنه يعتبر قوات سوريا الديمقراطية مثل حزب العمال الكردستاني، وهو الحزب الانفصالي الكردي في تركيا، من المنظمات "الإرهابية". وعلى ضوء هذا المعطى لسائل أن يسأل، هل هناك جنود فرنسيون في كردستان سوريا؟
اقرأ أيضا: تركيا ترفض وساطة فرنسا للحوار مع أكراد سوريا
وأوردت الصحيفة تصريحا أدلى به أحد المطلعين على هذا الشأن، الذي أفاد بأنه "منذ ثلاثة سنوات، قدم المئات من عناصر القوات الخاصة الدعم للمقاتلين الأكراد في إطار الحرب على تنظيم الدولة في سوريا. وتتمركز هذه القوات حاليا في الشرق السوري وبالتحديد في دير الزور، بمحاذاة الحدود السورية العراقية، حيث مازال تنظيم الدولة يحتفظ ببعض الجيوب في المنطقة. ومما لا شك فيه، سيتم تحريك بعض هذه القوات إلى منبج".
وأشارت الصحيفة إلى أن الإليزيه، الذي لم يعلق أبدا على تحركات القوات الخاصة خلافا لعمليات نشر القوات المسلحة الأخرى، لا يفكر في إرسال المزيد من التعزيزات إلى سوريا. فضلا عن ذلك، لم ترد أي أخبار بشأن إطلاق عملية عسكرية جديدة، لا سيما وأن ذلك يتم في إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، التي يتمركز ألفا جندي من قواتها الخاصة في كردستان.
اقرأ أيضا: ترامب يرغب بالانسحاب من سوريا ومستشاروه نصحوه بالبقاء
وستواصل القوات الأمريكية نشاطها رغم التغريدات الأخيرة للرئيس الأمريكي بشأن مغادرة القوات الأمريكية لسوريا، التي أثارت جدلا واسعا.
وبينت الصحيفة أن القوات الفرنسية المتواجدة في سوريا كافية لردع أي تحرك تركي نحو منبج. وحيال هذا الشأن، صرح مسؤول من الإليزيه "أنه من الضروري منع امتداد عملية "غصن الزيتون" العسكرية، للحيلولة دون تكرر سيناريو عفرين في مناطق أخرى من سوريا".
وفي الختام، استبعدت الصحيفة إمكانية نشوب مواجهة بين عضوي حلف شمال الأطلسي، فرنسا وتركيا.
ولتفادي توتر العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، تتجنب باريس إثارة غضب الرئيس التركي أردوغان من خلال التأكيد على أن مهمة القوات الفرنسية تقتصر على دعم قوات سوريا الديمقراطية فقط، في حربها ضد تنظيم الدولة.