هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف شمعون كوهين الكاتب في القناة السابعة التابعة للمستوطنين بعض ما قال إنها أسرار عمل جهاز الموساد الاستخباري في جنوب السودان منذ عقود سابقة.
وأجرى كوهين حوارا مطولا ترجمته "عربي21" مع رئيس طاقم الجهاز آنذاك الجنرال ديفيد بن عوزيئيل الذي أصدر كتابه حول يومياته هناك، وقال فيها إن مهمة الموساد تركزت أواخر سنوات الستينات وأوائل سنوات السبعينات من القرن العشرين، وقد تحددت بصورة أساسية في تجهيز البنية التحتية لبناء جيش جنوب السودان هناك.
وقال بن عوزيئيل الملقب بـ"طرزان" إننا حين وصلنا هناك وجدناها بلادا مقفرة من الجاهزية لأي شيء، فلا هواتف ولا سيارات مما كانت تعج به إسرائيل، والانتقال من مكان لآخر كان يتم سيرا على الأقدام.
وأضاف أنه "وبعد أن وصلتنا التعليمات من المستوى السياسي في تل أبيب، بدأ عملنا على بناء جيش نظامي لجنوب السودان مكون من ألف جندي، تم تدريبه وتسليحه من قبل سلاح الجو الإسرائيلي، وتجهيز مطار ومدرج لإقلاع الطائرات وهبوطها".
وأكد أن هذه الخطوة جاءت بعد أن فرضت الدول العربية أشبه ما يكون بعملية خنق على إسرائيل بموجبها يتم الإعلان عن حظر أي تعامل مع أي شركة أو جهة عالمية تتعامل مع إسرائيل، مما اضطرها في تلك المرحلة بقيادة غولدا مائير للطلب من دول إسلامية أن توفر لها البدائل المناسبة. لافتة إلى أن إيران زمن الشاه وتركيا والمغرب والأقليات في المنطقة كالأكراد وجنوب السودان تعاونت معها في كسر المقاطعة.
ولفت عوزيئيل إلى أن المهمة الموكلة لجهاز الموساد كانت ببناء جيش جنوبي يعمل على استنزاف الجيش السوداني في الشمال، ويشغله عن التحالف مع الجيش المصري لمواجهة إسرائيل، وقد جاء الطلب بداية من المتمردين في جنوب السودان، وتقدم قائدهم بطلب مساعدة من إسرائيل.
و"منذ حينها وضع رئيس جهاز الموساد الأهداف المركزية لمهمته التي تنتظره هناك، بجانب إقامة جيش لجنوب السودان، ومنها تقوية العلاقات الإسرائيلية مع دول أفريقية مهمة مثل كينيا وأثيوبيا، وتحريرهما من الأنظمة الدكتاتورية التي كانت تسيطر عليها". بحسب بن عوزيئيل، الذي قال إنه "كان علينا مراقبة أن السلاح الذي نرسله إلى جنوب السودان يستخدمونه للقتال، وليس أشياء أخرى، ولذلك شكلنا فرقا وطواقم للتأكد من ذلك، وكنا نذهب لنراقب ونرصد ونسجل ملاحظاتنا".
وأوضح بن عوزيئيل أنه في نهاية عمليات القتال تم منح جنوب السودان أشبه ما يكون بحكم ذاتي، وهكذا تحقق الحلم الإسرائيلي، واستطاعت الحرب أن تنجز هدفا سياسيا. في إشارة لانفصال جنوب السودان عن شماله.
ويختم بالقول: "بعد أربعة عقود زرت جنوب السودان عام 2010، وتم استقبالي من قبل رئيس الدولة، الذي بدا لي ممتنا على جهوده الكبيرة معهم في سنوات سابقة، ومنحني جواز سفر دبلوماسي وسفيرا فوق العادة".