هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت كاتبة إسرائيلية إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بات لديه "صديق"
في الشرق الأوسط لا يدعى بنيامين نتنياهو، بل الأمير السعودي محمد بن سلمان ولي
عهد المملكة العربية السعودية، والذي أبدى إعجابه به منذ زيارته الأولى للسعودية في
أيار/ مايو الماضي.
وقالت الكاتبة أورلي أزولاي، في مقال لها بصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إن "علاقة ودية نشأت" بين الرجلين، ومنذ ذلك الحين بات يلقب في واشنطن بـMBS، ومن المقرر أن يحظى باستقبال
كبير في البيت الأبيض.
وأشارت أزولاي أن ابن سلمان يعدّ صديقا قريبا من جاريد كوشنير صهر ترامب
ومستشاره لشؤون الشرق الأوسط، لافتة إلى أنه وخلال زيارة الأخير للرياض "انفرد
بابن سلمان، وتكلما من القلب إلى القلب طوال ساعات الليل".
وأضافت في مقالها الذي ترجمته "عربي21"، أن هذه الصداقة القائمة
بين ترامب وابن سلمان تتواصل رغم التقارير الاستخبارية الأمريكية، التي وصفت الأخير
بـ"الشاب الأرعن".
لكن هذه الصداقة نشأت في ظل المصالح الاقتصادية الأمريكية في السعودية، فهي
من الدول العشر الأولى الأكثر شراء للسلاح الأمريكي بمليارات الدولارات، هنا بدأت
العلاقة، لكنها لم تنته، حيث بدأ ترتيب واشنطن والرياض لصياغة "الصفقة
البديلة"، الساعية لتحقيق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، حيث يرى ترامب في
السعودية حليفا موثوقا للولايات المتحدة، ولاعبة مؤثرة في المنطقة.
وقالت أزولاي: "هناك قناعة أمريكية بأن السعودية قد لا تكترث بظروف
الفلسطينيين تحت الاحتلال، بل في رغبتها بأن تؤسس موقعها الإقليمي في مواجهة تقوي
إيران، ولذلك فإن اللقاء بين ترامب وابن سلمان يعقب لقاء الأول مع نتنياهو، وهو
توقيت ليس عفويا أو اعتباطيا، بل إن اللقاءين تضمنا الملف الإيراني، حيث سيقرر ترامب
في أيار/ مايو القادم مصير الاتفاق النووي، سواء بانسحاب بلاده منه، أو إجراء
تعديلات عليه، وهو ما لا توافق عليه الدول الأوروبية حتى اليوم.
وأكدت أزولاي، التي تعدّ من أكثر محللي الصحيفة تخصصا في شؤون الشرق الأوسط،
وسافرت إلى إيران والسعودية والعراق، أن ترامب "يسعى لإيجاد جبهة أمريكية إسرائيلية
سعودية، توقف التهديد الإيراني عبر عدة طرق، بحيث يتم وضع كل الخيارات على
الطاولة، بما فيها العسكري".
ولفتت إلى أن ترامب يرى في السعودية دولة قد تساعده في إنجاز سلام بين الفلسطينيين
وإسرائيل، كمقدمة لإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول العربية، وعلى رأسها الرياض،
لكنها تجد صعوبة في إقامة هذه العلاقات قبل إقامة الدولة الفلسطينية، في حين أن
نتنياهو لن يوافق على ذلك في الظروف الحالية.
وأوضحت أزولاي، التي أصدرت مؤلفات عن شمعون بيريس وإيهود باراك وباراك
أوباما، أن ابن سلمان، الساعي لأن يكون الملك السعودي القادم، "يكن عداء كبيرا
لإيران، ولديه مصلحة، كما ترامب، بوقف تمددها، والحيلولة دون تحولها لقوة إقليمية في
المنطقة"، متسائلة: "هل الأمير ابن الـ32 عاما قادر على تحقيق هذه
التطلعات الكبيرة؟".
واستند المقال لتقارير استخبارية أمريكية قدمت للرئيس تحضيرا لزيارة ابن
سلمان إلى واشنطن، ذكرت أنها "أمام رجل أرعن، قام قبل أشهر قليلة فقط باعتقال
قرابة مئتين من الأمراء ورجال الأعمال".
وأشارت إلى أن ترامب "لم يأخذ كثيرا بهذه التقارير، وأصر على أنه أمام
أمير جاد في محاربة الفساد، أعطى النساء في المملكة حقوقا حرمن منها في السابق،
ومنحهن حق قيادة السيارات، والمشاركة في الفعاليات الرياضية، لكن الغريب أن السيدة
التي كان يفترض أن تتمتع بكل هذه الحقوق، وهي أمه، أرسلها ولي العهد للإقامة
الجبرية، وحبسها في البيت"، بحسب أزولاي.
وأوضح المقال أنه وفقا لتقارير صحفية أمريكية، ومعلومات من أجهزة مخابرات
عالمية، فإن 14 من رجال الحكم في واشنطن، سابقين وحاليين، أكدوا أن ابن سلمان أبعد
أمه الأميرة فايدة، عن أبيه ابن الـ82 عاما، الذي يعيش حالة من التشوش في حياته،
وكلما طلب منه اللقاء بأمه كان ولي العهد يخبره أنها في رحلة علاجية خارج المملكة،
في ظل معارضتها لأن يمسك ابنها الصغير بمقاليد الحكم في هذه السن المبكرة؛ خشية
منها على مستقبل المملكة.
ورغم أن السفارة السعودية في واشنطن رفضت هذه التقارير، لكنها رفضت السماح
لوسائل الإعلام الغربية إجراء مقابلات معها.
ووصفت الكاتبة الإسرائيلية ابن سلمان بأنه "يقوم بخطواته سريعا بصورة
غير هادئة، ونجح بإثارة العائلة المالكة ضده، ما أوجد أرضية قوية لدى أجهزة
الاستخبارات العالمية، وفي السعودية ذاتها، بإنهاء أمره بعملية اغتيال، أو تصفية".
وأكدت أن "الرجل قليل الخبرة، رغم أنه يبدو مقنعا في كلامه، لكنه
يفتقد للقاعدة التي يحتاجها، ما يضع علامات استفهام حول مآلات العاصفة التي
أحدثها في المملكة"، وتابعت: "ورغم كل ذلك، فإنه سيحظى باستقبال كبير في
البيت الأبيض، وسيجد له في الغرف الداخلية صديقا معجبا به!".