هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
لم يكن العشرين من شباط/ فبرير الجاري يوما عاديا في بلدة بيتا النابلسية شمال الضفة الغربية المحتلة، إذ كان مدعاة للفرح وتذوق لذة الانتصار، بعد أن تمكن الأهالي بإصرارهم ومقاومتهم على إجبار مستوطني البؤرة العشوائية "أفيتار" من تركها والرحيل عنها، لتعود الأرض إلى أصحابها كما الروح للجسد.
وبدأت القصة قبل نحو 20 يوما، حين أقام مستوطنون متطرفون بؤرة "أفيتار" العشوائية على أراض فلسطينية خاصة، تقع أعلى قمة جبل صبيح في بلدة بيتا جنوب نابلس، وتشرف المنطقة على الطرق المؤدية إلى قرى قبلان ويتما وبيتا وأولا وأوصرين، وقد استخدمها الاحتلال سابقا كمهبط لطائراته العمودية، ما جعلها محط أطماع المستوطنين الذين عمدوا إلى إقامة بؤرتهم الزائلة.
وأطلق المستوطنون على البؤرة اسم "أفيتار"، نسبة للمستوطن "أفيتار بوروفسكي" الذي قتل بعملية طعن قبل خمس سنوات عند حاجز زعترة القريب من الموقع، واستغل المستوطنون حادثة مقتل الحاخام "إيتمار بن غال" قرب مستوطنة "أرئيل" شمال سلفيت في الخامس من هذا الشهر، لإقامة هذه البؤرة.
اقرأ أيضا: "عميحاي".. أول مستوطنة جديدة تقام بها منازل منذ 25 عاما
ومنذ اليوم الأول لإقامة المستوطنة، بدأت التحركات الشعبية في بلدة بيتا والقرى المجاورة، وانطلقت مسيرة لزراعة أشجار الزيتون في الموقع، واستمرت المسيرات والاشتباكات مع المستوطنين يوميا رغم قمع قوات الاحتلال، إلا أن إصرار الأهالي أجبر قوات الاحتلال على إزالتها.
ومع بزوغ فجر الثلاثاء الماضي، شرعت تلك القوات بإخلاء المنازل المتنقلة التي أقامها المستوطنون في "أفيتار"، في مشهد ندر حدوثه، وسط حالة التغول التي يمارسها الاحتلال ومستوطنوه على الأرض والإنسان في الضفة والقدس المحتلتين.
ويقول مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس، إن مقاومة الأهالي وتحركهم السريع والفعال ضد إقامة البؤرة الاستيطانية، كان عاملا حاسما أجبر الاحتلال على تفكيكها.
وأشار دغلس في حديث لـ"عربي21" أن معظم المستوطنات في الضفة الغربية والقدس جرى إقامتها بهذه الطريقة، حيث يعمد المستوطنون إلى وضع منازل متنقلة بأعداد قليلة، ومن ثم يزيدون عددها وصولا إلى توسيعها وفرضها أمرا واقعا، لافتا إلى أن المقاومة المتواصلة والإصرار يصنع الفارق ويجبر الاحتلال على الرحيل كما حدث في "أفيتار".
اقرأ أيضا: السلطة تتهم واشنطن بالتواطؤ في ضم إسرائيل للمستوطنات
وتابع دغلس: "المستوطنة زودت بالتيار الكهربائي، وبدأ المستوطنون تهيئتها للسكن والإقامة بشكل دائم، لكن احتجاجات الموطنين والتحامهم اليومي في مواجهات مع المستوطنين وصلت حد اقتحام المستوطنة دفع الاحتلال لإزالتها خشية تطور المواجهات مع الأهالي".
واعتبر دغلس أن تمكن الأهالي بصدورهم العارية وجهدهم ومقاومهم من إزالة المستوطنة، ومن قبل البوابات الإلكترونية التي حاول الاحتلال فرضها على أبواب المسجد الأقصى، يثبت أن المقاومة الشعبية فاعلة وتستطيع أن تفعل الكثير، وقادرة على خلق واقع جديد نحو التغيير من سلوك الاحتلال.
وأبدى دغلس الأمل الكبير لدى الفلسطينيين في أن تكون تجربة إزالة "أفيتار" مقدمة لإزالة مستوطنات أخرى.
— وكالة شهاب (@ShehabAgency) February 20, 2018