هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "فورين بوليسي" تقريرا، تقول فيه إنه في ظل أزمة إقليمية فرضتها المملكة العربية السعودية ومعظم دول الخليج الأخرى ضد قطر، فإنه ظهر سباق لأسلحة العلاقات العامة في واشنطن، حيث يحاول الجانبان جذب الحكومة الأمريكية ووسائل الإعلام الأمريكية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن دولة قطر ربحت حرب العلاقات العامة في واشنطن، لافتا إلى أن هذا النجاح برز من خلال الحوار الاستراتيجي السنوي بين أمريكا وقطر.
وتنقل المجلة عن مسؤول في الخارجية الأمريكية، قوله إن ذلك يحمل رسالة لقطر، وفي الوقت ذاته فإنه يوجه رسالة قوية لدول الحصار بأن العلاقة مع قطر لن تتغير.
ويلفت التقرير إلى أن "المعركة في العاصمة واشنطن تكلف دول الخليج أموالا، حيث أنفقت قطر خمسة ملايين دولار على شركات العلاقات العامة ومراكز الأبحاث، وهي نسبة قليلة مقارنة مع ما أنفقته السعودية منذ عام 2015، حيث بلغ الرقم 18 مليون دولار".
وتذكر المجلة أن قطر أعلنت في نادي الصحافة الوطني الأسبوع الماضي عن "منبر الخليج الدولي"، وتحدث في حفل الافتتاح بداية هذا الشهر نائب رئيس مركز الصحافة القطري والسفير الأمريكي السابق باتريك ثيروز، الذي يعمل مستشارا للمنظمة.
وينقل التقرير عن مديرة المركز دانية ظافر، التي تحمل درجة الماجستير في الاقتصاد السياسي من جامعة نيويورك، والكويتية الأصل، قولها إن المنظمة مستقلة، ولا تتلقى الدعم المباشر من الحكومة القطرية، لكنها تحظى بدعم من منظمات قطرية تمولها الحكومة.
وتورد المجلة نقلا عن محلل في شؤون الشرق الأوسط في واشنطن، طلب عدم ذكر اسمه، تعليقه قائلا: "أحد الأشياء التي شاهدناها خلال العام الماضي هو انتشار مراكز الأبحاث، التي تدعم بشكل واضح من حكومات تدفع باتجاه مسار معين"، فهناك "مؤسسة الجزيرة العربية" المرتبطة بالسعودية، التي أنشئت العام الماضي، ومنظمة مشابهة لها، وهي "معهد دول الخليج العربية" المرتبط بالإمارات العربية المتحدة، الذي أعلن عنه عام 2015.
ويفيد التقرير بأنه عندما واجهت قطر حملة الحصار في حزيران/ يونيو 2017، فإن الدولة المحاصرة احتفظت بخدمة سبع جماعات ضغط، وأنفقت خمسة ملايين دولار، بحسب السجلات التي قدمت تحت قانون تسجيل العملاء الأجانب.
وتستدرك المجلة بأن الأموال التي أنفقتها الدوحة في مجال العلاقات أثمرت عندما استقبل كل من وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيمس ماتيس نظيريهما القطريين في حوار استراتيجي، مشيرة إلى أن الطرفين وقعا اتفاقيات ثنائية، بما فيها اتفاقيات تتعلق بالنقل المدني ومكافحة الإرهاب والأمن الإلكتروني.
وينوه التقرير إلى أن الدوحة تواجه معارضين أقوياء في مجال العلاقات العامة، ففي الفترة ما بين 2015 إلى 2017 وسعت السعودية عدد الشركات التي استأجرتها من 45 شركة إلى 145 شركة، وأنفقت 18 مليون دولار على جماعات الضغط، وأنشأت عددا من المعاهد الدينية ومراكز دراسات الشرق الأوسط في الجامعات الأمريكية، أما "قطر فقد جاءت متأخرة".
وتنقل المجلة عن مدير شؤون الخليج في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى جيرالد فيرستين، قوله: "الكثير من بيوت الإجازات ستبنى على ظهر الأموال التي تنفق في هذه المدينة"، حيث حصل المعهد على تبرعات كبيرة من السعوديين والإماراتيين وهدايا صغيرة من قطر وعُمان.
وبحسب التقرير، فإن السعودية فازت في حملة العلاقات العامة في بداية الأزمة عندما وقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى جانب السعوديين في قرار حصار قطر، مستدركا بأن اللوبي القطري وسلسلة من الأخطاء السعودية قادا إلى حرف موقف الإدارة باتجاه قطر.
وتورد المجلة نقلا عن الزميل الباحث في المعهد الأطلسي جين فرانسوا سيزنك، قوله: "من وجهة نظر العلاقات العامة فإنهم (القطريين) أذكى من السعوديين، ويقدمون رؤية أكثر انفتاحا، وصورة عن الانفتاح الثقافي الذي لم يكن السعوديون يملكونه حتى وقت قريب".
وينقل التقرير عن مسؤولين أمريكيين، قولهم إن الإدارة كانت مهتمة في البداية بالضغط مع السعودية بقوة ضد القطريين، لكنها أصيبت بالإحباط، فتدهور الوضع الأمني في اليمن، واحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، وعملية ملاحقة الفساد الفوضوية ساعدت في حرف الميزان لصالح قطر.
وتورد المجلة نقلا عن مسؤول في الخارجية طلب عدم ذكر اسمه، قوله إن "الفجوة بين البيت الأبيض والخارجية ضاقت بدرجة أصبح الموقف متشابها"، مبينة أته "بعبارة أخرى فإن حملة العلاقات العامة القطرية تبدو ناجحة".
ويقول فيرستين للمجلة :"فاز القطريون في النقاش في الأشهر السبعة أو الثمانية الماضية؛ وهذا يعود لأن السعوديين والإماراتيين لم يقدموا حالة مقنعة، ولم يكونوا قادرين على تقديم حتى ما يريدونه"، مشيرا إلى أن قرار قطر توسيع قاعدة العديد، مركز العمليات المتقدمة للقيادة الأمريكية الوسطى في الشرق الأوسط، ساعد في دعم حالة قطر.
وتختم "فورين بولبسي" تقريرها بالإشارة إلى قول الدبلوماسي المعروف دينس روس، من معهد واشنطن: "لأسباب مفهومة فإن الجيش يدرك أهمية العديد.. ولم يكونوا يريدون عمل أي شيء يؤثر على استخدامنا للقاعدة وتمويل قطر لها".