هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا تحدثت فيه عن الهجوم الذي شنه الجيش الروسي وقوات النظام السوري على محافظة إدلب شمالي سوريا، والذي راح ضحيته عدد كبير من المدنيين، على خلفية إسقاط المعارضة السورية المسلحة طائرة حربية روسية ومقتل طيارها.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الطيار الروسي رومان فيليبوف، البالغ من العمر 33 سنة، قد تعرضت طائرته من طراز سوخوي- 25 لهجوم من طرف المعارضة السورية في محافظة إدلب. وبعد اشتباكات على الأرض، فجر نفسه بقنبلة يدوية. وحسب مصادر روسية، كانت آخر كلمات الطيار: "هذه من أجل رفاقي". ومن جهتها منحت وزارة دفاع الاتحاد الروسي لقب "بطل الاتحاد الروسي" للطيار رومان فيليبوف.
وحيال هذا الشأن، تداولت بعض المواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو يبين عملية إسقاط الطائرة الروسية. وفي الآونة الأخيرة، شنت القوات الروسية عددا من الهجمات استهدفت فيها معاقل المتطرفين في محافظة إدلب.
وذكرت الصحيفة أن الطائرات الروسية كثفت من غاراتها الجوية على البلدات والمدن التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة السورية في محافظة إدلب، على إثر إسقاط الطائرة الروسية. وحسب صحيفة لاستامبا الإيطالية، بلغ عدد الغارات التي شنتها القوات الجوية الروسية حوالي 150 غارة، علما بأن عدد الغارات الجوية الروسية المنفذة يوم الأحد تبلغ 70 غارة، حيث واصلت المقاتلات الروسية هجومها حتى فجر يوم التالي. ولم تستثن القوات الجوية الروسية المدنيين عند تنفيذ الهجمات العشوائية على هذه المناطق.
اقرأ أيضا: تحرير الشام: جثة الطيار الروسي سُرقت.. واتهامات متبادلة
وذكرت الصحيفة أن الكرملين أكد أن هجماته على إدلب كانت بدافع التصدي للإرهابين، مشيرا في الآن نفسه إلى أن الغارات الروسية قد أسفرت عن مقتل 30 عنصرا من قوات المعارضة. في المقابل، تغاضت السلطات الروسية عن ذكر عدد الضحايا في صفوف المدنيين، الذين قتلوا خلال هذه الهجمات العشوائية.
وأوردت الصحيفة أنه بالتزامن مع الهجمات التي تشنها القوات الروسية في محافظة إدلب، تسعى قوات النظام السوري جاهدة لاستعادة المدينة. ومن بين المناطق التي تحاول قوات الجيش السوري السيطرة عليها، محافظة حماة وحلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة.
وفي إدلب، ستزداد الحرب شراسة بسبب وجود المقاتلين الفارين من تنظيم الدولة، إلى جانب مئات المقاتلين الأجانب. إلى جانب ذلك، تمتلك هيئة تحرير الشام، الذراع الأيمن لتنظيم القاعدة، قدرات عسكرية ضخمة تمكنها من خوض حرب طويلة المدى، بالإضافة إلى تواجد جبهة النصرة في إدلب.
ونقلت الصحيفة تصريحات أدلى بها مدير مركز التحليل السياسي والعسكري في معهد هدسون الأمريكي، ريتشارد ويتز، لقناة الجزيرة، الذي أكد أنه من الصعب الآن تفسير كيف تم إسقاط الطائرة الروسية. وحيال هذا الشأن، أشار ويتز إلى أن هناك بعض التقارير التي تفيد بأن الطائرة الروسية قد هوجمت بالأسلحة الرشاشة، فيما توجد معلومات أخرى تشير إلى أن الطائرة أسقطت بصاروخ "أرض جو" المحمول على الكتف.
اقرأ أيضا: وول ستريت: ما هي نتائج هجوم النظام السوري على إدلب؟
وبينت الصحيفة أن قوات النظام السوري تسعى إلى السيطرة على مدينة سراقب، التي تعد نقطة استراتيجية على الطريق الرابطة بين دمشق وحلب. ولتحقيق هذه الغاية، تتعرض المدينة إلى قصف عنيف من قبل الجيش السوري والقوات الروسية.
وفي الختام، أوضحت الصحيفة أن قوات النظام السوري تصب كل تركيزها على استعادة محافظة إدلب التي تعد آخر معقل للمعارضة السورية، متغافلة عن التقدم الذي أحرزته القوات التركية في محافظة عفرين، علما وأن النظام السوري سبق وأعطى الضوء الأخضر لأنقرة لشن هجماتها في المدينة.