هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن انقساما كان يتخمر داخل التحالف الذي تقوده السعودية، الذي يخوض حربا في اليمن منذ عام 2015، انفجر إلى مواجهة دموية هذا الأسبوع، وشل الحياة في المدينة الجنوبية عدن والمقر المؤقت للحكومة اليمنية.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن المواجهات اندلعت يوم الأحد، عندما واجه الحلفاء المدججون بالسلاح الثقيل بعضهم، بشكل عقد من منظور التوصل لوقف الحرب في اليمن، الذي يعد أفقر دول العالم العربي، ويشهد أكبر كارثة من صنع الإنسان في العالم.
وتلفت الصحيفة إلى أن المواجهات اندلعت بين قوات موالية للرئيس المدعوم من السعودية عبد ربه منصور هادي، وفصيل مدعوم من الإمارات العربية المتحدة، يعرف باسم المجلس الانتقالي الجنوبي.
وبحسب التقرير، فإن هذا الفصيل يتهم حكومة هادي بالعجز والفساد، ويدعو للانفصال عن الشمال، والعودة إلى دولة الجنوب التي اندمجت مع اليمن عام 1990، مشيرا إلى أن المجلس منح هادي إنذارا نهائيا لتغيير الحكومة، لكنه بدأ بهجوم ضد قوات هادي حتى قبل انتهاء هذه المهلة المحددة.
وتعلق الصحيفة قائلة إن "التناحر في الوقت الحالي غطى على الهدف المشترك بين الطرفين، وهو هزيمة قوات المتمردين الحوثيين، التي تدعمها إيران وتحتل العاصمة صنعاء منذ عام 2014، وطردت لاحقا الرئيس هادي وحكومته، ولا تزال تسيطر على مناطق واسعة في الشمال".
ويكشف التقرير أن هادي لم يكن في عدن عندما اندلع القتال بين أنصاره وأنصار المجلس الانتقالي الجنوبي، حيث يقضي وقته في السعودية، لافتا إلى أن دفاعات أنصار هادي انهارت بعد يومين من المواجهات.
وتنقل الصحيفة عن هاني بن بريك، وهو أحد قادة المجلس الجنوبي، قوله إن الانفصاليين سحبوا قواتهم بعد وساطات، فيما قال رئيس المجلس عيدروس الزبيدي، في حديث لموقع "فرانس24"، إن مقاتليه لا يزالون مشاركين في التحالف الذي تقوده السعودية، ولا يعلم إن كانت هناك إمكانية لرأب الصدع بين قوات هادي والمجلس الجنوبي.
وينوه التقرير إلى أن وكالة الأنباء السعودية نشرت الموقف الرسمي الداعي لوقف سريع للأعمال العدائية والتهدئة، مشيرا إلى أن جماعات الإغاثة الدولية والأمم المتحدة، التي كانت تواجه مشكلات لإيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين اليمنيين، طالبت بالهدوء في عدن، التي كانت منطقة مستقرة.
وتورد الصحيفة نقلا عن مدير عمليات "أنقذوا الأطفال" في اليمن تامر كيرولوس، قوله: "القتال في عدن يجعل من مهمتنا لإنقاذ الحياة مستحيلة"، ويضيف: "أجبر طاقمنا على البقاء في البيوت والملاجئ، بعيدا عن المعارك المحتدمة".
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه منذ بداية الحملة عام 2015، فإنه قتل أكثر من 10 آلاف مدني يمني، وتم تشريد مليوني يمني، كما أسهمت الحملة بانتشار الجوع، بشكل وضع سكان اليمن كلهم على حافة المجاعة.