وصل السفير السعودي لدى
اليمن، محمد آل جابر الخميس، للمرة الأولى، إلى مدينة
عدن (جنوبا) على رأس وفد عسكري وأمني، حيث عقد عددا من اللقاءات المنفصلة مع رئيس الحكومة الشرعية وعددا من مسؤولي المحافظات.
كما قام آل جابر بزيارة ميناء عدن، في مسعى لإعادة تشغيله استقبال العمليات الإنسانية التي سيتم نقلها من ميناء الحديدة (غربا) الذي يسيطر عليه الحوثيون، إلى هذا
الميناء الذي تتهم الإمارات بتعطيله.
زيارة السفير السعودي إلى العاصمة المؤقتة عدن، وإجراؤه لقاءات مع مسؤولين يمنيين بينهم رئيس الوزراء ووزير الداخلية، فتحت الباب واسعا أمام تساؤلات عدة حول أهميتها وماذا يمكن أن تسفر عنه في المرحلة المقبلة.
وجاء وصول سفير الرياض لعدن، بعد يوم واحد، من موافقة بلاده على وديعة مالية بـ"ملياري دولار أمريكي" في حساب البنك المركزي، بعد وصول انخفاض الريال اليمني مقابل العملات الأخرى إلى مستويات قياسية لم تحدث من قبل.
وقال رئيس الحكومة المعترف بها، أحمد عبيد بن دغر، إن زيارة آل جابر تعكس مدى الاستجابة الأخوية الكبيرة لنداء فخامة الرئيس
هادي، لإنقاذ الاقتصاد والريال اليمني، بإيداع ملياري دولار أمريكي وديعة في البنك المركزي، بتوجهات من العاهل السعودي.
وأضاف عبر حسابه بموقع "تويتر"، أن المملكة تحملت العبء الأكبر عنهم، ولن ينسى اليمنيون ما تقدمه القيادة السعودية لهم بدءا بعاصفة الحزم ومرورا بالوقفة الجادة لإنقاذ الريال اليمني.
وكان ابن دغر قد وجه قبل يومين "نداء عاجلا" لقيادة التحالف العربي، لإنقاذ الريال اليمني من الانهيار المستمر، لما يشكل ذلك من إنقاذ اليمنيين من جوع محتم.
كما التقى سفير المملكة بوزير الداخلية اليمني، وعددا من مسؤولي المحافظات بالإضافة إلى مسؤولي الشرطة في المحافظة الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية.
زيارة هي الأولى
وقال الصحفي والمحلل السياسي اليمني، عبد الرقيب الهدياني إن هذه هي الزيارة الأولى للسفير السعودي، التي جاءت بعد وديعة مالية قدمتها المملكة هي الأولى أيضا بهذا القدر "مليارا دولار" لمواجهة كارثة اقتصادية مخيفة تمثلت بانهيار سعر العملة الوطنية لأول مرة إلى هذا المستوى.
وأضاف الهدياني في منشور له على حسابه بموقع "فيسبوك" أن الزيارة تتزامن مع موجة غضب وسخط واسعين على المستويين الرسمي والشعبي تجاه سياسة وممارسة دولة الإمارات وأسلوب إدارتها لمجل الملفات في عدن والمدن المحررة.
وتابع حديثه أن "الممارسات الإماراتية وصلت حد احتكار البر والبحر والموارد على أذرعها الأمنية والعسكرية المتمردة والمتصادمة عسكريا مع ألوية الحماية الرئاسية والسيطرة على ميناء الزيت بالقوة، فضلا عن منع رئيس الحكومة من حضور عرض عسكري في عدن".
وبحسب السياسي اليمني فإنه لابد أن تتدخل الشقيقة الكبرى مباشرة لإنقاذ الموقف. (العملة وعدن والميناء وملفات اخرى). مؤكدا أن الوديعة السعودية لا يمكن أن تلقى هكذا في واقع تتوفر فيه كل عوامل الانهيار، بل لابد أن تسوى بجانبها ملفات أخرى إدارية وأمنية وتصاحبها إجراءات تمنع تكرارها الأسباب.
واعتبر الهدياني أن زيارة السفير السعودي الى عدن، المدينة الجنوبية التي تتحكم بها الإمارات، تشير إلى بداية فصل جديد، ومؤشر على بدائل منطقيا يجب أن تحدث. لافتا إلى أن الرياض حاليا كل تركيزها على الملف في الشمال وتحرير صنعاء و باقي المحافظات وهي لا تريد اي مشاكل ثانوية في الجنوب تعقد من انجاز الهدف الكبير "إنهاء الانقلاب وعودة الحكومة الشرعية وتحقيق الأمن العام للبلد والجوار والمنطقة عموما.
توترات أمنية
من جانب آخر، تأتي زيارة المسؤول السعودي في توترات أمنية بين المقاومة الشعبية الجنوبية وقوات التحالف العربي، على خلفية استضافة القوات الإماراتية في مدينة عدن، لنجل شقيق صالح، العميد، طارق في مقرها شرقي المدينة.
وطالبت المقاومة الجنوبية، قيادة التحالف بتقديم إيضاحات حول أسباب بقاء "طارق" في مقرها بمدينة البريقة شرقي عدن، وهو أحد القادة العسكريين الذين ساندوا الحوثيين في حربهم المدمرة التي دارت رحاها في هذه المدينة، قبل استعادتها في تموز/ يوليو 2015.
لكن قوات التحالف وتحديدا القوات الإماراتية، رفضت مطالب قادة المقاومة الشعبية في الجنوب بـ"طرد نجل شقيق صالح"، أو تقديم أي مبررات حول أسباب تواجده ودخوله إلى عدن.
وأمام هذا الموقف، قامت المقاومة بنشر 8 نقاط أمنية على الطريق الممتد من مطار عدن في مدينة خور مكسر، إلى مدينة البريقة، حيث يقع مقر قوات التحالف العربي. وفقا لتقارير صحفية.
تواجد مفروض
وكان القائم بأعمال حاكم مدينة عدن، أحمد سالمين، قد فجر قنبلة سياسية حول نجل شقيق صالح، ومن يقف وراء تواجده في المدينة الساحلية.
وقال سالمين، وهو نجل الرئيس الجنوبي الأسبق، "سالم ربيع علي" إن وجود طارق في عدن، فرض عليهم، ولم يخيروا فيه.
وأضاف في حسابه بموقع "تويتر" قبل أيام: "أقول ذلك بمرارة وللأسف ولا أتحمل الكتمان".
وأكد القائم بأعمال محافظ عدن في التغريدة ذاتها أنهم طلبوا منهم (في إشارة إلى طارق ورفاقه) الاعتراف بالشرعية الممثلة بالرئيس هادي، حتى تكون أرض اليمن أرضه وأرضنا سواسية من صعدة (المعقل الرئيس للحوثيين أقصى شمال البلاد) وحتى المهرة (أقصى شرقي البلد)، لكنهم رفضوا.
وبين أنهم للأسف يريدون إعادة نموذج النظام السابق.