هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أفاد ناشطون في محافظة السويداء جنوب سوريا، بأن جهة رسمية تابعة للنظام السوري، أصدرت قرارا ينص على تسوية أوضاع العسكريين المنشقين والمتخلفين عن الخدمة العسكرية في الجيش النظامي، شريطة ألا يكونوا ممن حملوا السلاح بوجه القوات التابعة لدمشق.
ووفق نص البلاغ، فإن كل عنصر معني بهذا القرار يجب عليه التوجه إلى مركز نادي الرماية في مدينة السويداء، لكتابة معلومات تفصيلية عن نفسه وأسباب فراره، حيث سترسل هذه المعلومات إلى الوحدات العسكرية لنقل أوراقهم للقطاع الجنوبي (السويداء وريفها) لتكون خدمتهم ضمن المحافظة، وتابعين للفرقة الرابعة في جيش النظام.
وقال الناشط الإعلامي وعضو "شبكة السويداء 24" أبو ريان المعروفي: "إنه منذ حوالي الشهر، وبعد مرور شهرين على مقتل العميد عصام زهر الدين في دير الزور، برز على ساحة المحافظة ابنه يعرب زهر الدين"، مستغلا الشعبية الواسعة التي كان يتمتع بها والده بين شريحة واسعة من أبناء السويداء".
اقرأ أيضا: "جيش العشائر" يطلق معركة ضد قوات الأسد بالسويداء (شاهد)
وقام يعرب بزيارات لعدد من وجهاء قرى محافظة السويداء طرح فيها القضية الأكثر جدلا، الانفلات الأمني الذي يعد أكبر التحديات لأبناء السويداء في هذه الآونة.
وأضاف لـ"عربي21" أن زهر الدين لاقى ترحيبا من الكثير من الوجهاء، بعد أن حدثهم عن نية خلق تشكيلات عسكرية في المحافظة تكون مهمتها ضبط الأمن وملاحقة العصابات، الأمر الذي سيلقى ترحيبا مهما كانت الجهة التي ستطرحه نتيجة استياء أهالي المحافظة من الجرائم اليومية التي تحدث فيها من قتل وخطف وسرقة، وفق قوله.
وأشار إلى قيام زهر الدين بعد زيارته إلى مشيخة الطائفة الدرزية في السويداء، وعرضه مشروع ضبط الوضع الأمني في السويداء، إلى أنه "طرح بنود تسوية جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي لأبناء السويداء المتخلفين والمنشقين عن الخدمة الذين يزيد عددهم على 40 ألف شخص، بحسب أرقام غير رسمية".
ولفت إلى أن التسوية لا تشمل الذين حملوا السلاح في وجه النظام، في حين لم توضح بنود التسوية مكان الخدمة والمهام التي ستوكل للمتطوعين، الأمر الذي أوحى للعديد من أبناء المحافظة أن الخدمة ستكون داخل السويداء حصرا.
وشجع الأمر على الالتحاق بالقوات النظامية، حيث تعد الأسباب الرئيسة لرفض أبناء المحافظة الخدمة خارج السويداء "اعتبار الحرب السورية حربا طائفية لا تخصهم".
وأكد المعروفي أن زهر الدين يحاول إنجاح الأمر الذي فشلت جهات عديدة بتنفيذه، من بينهم ضباط روس منتصف العام الماضي، أي إعادة ضم أبناء المحافظة لقوات النظام.
اقرأ أيضا: الخطف بجنوب سوريا.. كابوس يؤرق المدنيين بدرعا والسويداء
وقال: "يستغل يعرب نقاطا عديدة أهمها شعبية والده بين أبناء المحافظة، والاستياء العام من الانفلات الأمني، وإيحاؤه بأن الخدمة ستكون داخل السويداء فقط".
من جهته، يرى مسؤول المكتب الإعلامي في محافظة السويداء وائل الأحمد، أن المحافظة على مفترق طرق بين مشاريع عدة، منها الفيدرالية، وذلك بعد فشل النظام في إعادة ثقة أهالي السويداء بالأجهزة الأمنية.
وقال لـ"عربي21" إن النظام بعد فشله في إعادة الفارين إلى الخدمة الإلزامية، لجأ إلى "يعرب زهر الدين" من أجل جمع العسكريين الفارين في مليشيا واحدة تبقي النظام موجودا بقوة، بالإضافة إلى مساعي النظام بتغطية بعض المجموعات التابعة لحزب الله بغطاء محلي.
وأشار إلى أن النظام يعتمد على شخصيات من السويداء لديها حضور جيد، خصوصا شخصية "زهر الدين" الذي عمل جاهدا في تلميع صورته أمام أبناء المحافظة، لافتا إلى أن الأخير "قد يستطيع أن يجمع ما يزيد على الألف مقاتل، خصوصا أنه يركز في حملة التسوية على أصحاب السوابق والمطلوبين في جرائم جنائية، بحال ضمان خدمة أبناء السويداء داخلها"، على حد قوله.
وكان رئيس النظام السوري بشار الأسد، أصدر توجيها بتكليف "يعرب عصام زهر الدين" قائدا لتشكيلات مكتب أمن الفرقة الرابعة في السويداء، وفقا لما ذكرت مصادر إعلامية موالية في السويداء قبل أسبوع.
يشار إلى أن محافظة السويداء في جنوب سوريا تضم أكثر من أربعين ألف شاب متخلف عن الخدمة، بحسب إحصاءات غير رسمية، في حين صدر قرار رئاسي مشابه في عام 2015 يقضي بخدمة المتخلفين من السويداء داخل المحافظة، وذلك بعد بروز حركة "رجال الكرامة"، التي أخذت على عاتقها حماية المتخلفين عن الخدمة من الاعتقال داخل السويداء، وسوقهم للخدمة خارج المحافظة.