هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن رد فعل الأمير طلال بن عبد العزيز، الأخ غير الشقيق للملك سلمان، على حملة واعتقالات وإجراءات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، التي طالت عددا من أبنائه، وعلى رأسهم الملياردير الوليد بن طلال.
وكشف الموقع، في تقرير ترجمته "عربي21" للكاتب ديفيد هيرست، الاثنين، أن الأمير طلال مضرب عن الطعام منذ العاشر من تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد فترة قصيرة من اعتقال نجله الوليد وباقي أبنائه.
وتاليا الترجمة الحرفية الكاملة للتقرير:
يمارس الأمير طلال بن عبد العزيز، الأخ غير الشقيق للملك سلمان وأول إصلاحي تقدمي في آل سعود، إضرابا عن الطعام؛ احتجاجا على حملة التطهير التي يقوم بها ابن أخيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي اشتملت على اعتقال ثلاثة من أبنائه.
الأمير لم يعلن عن قراره رفض تناول الطعام، وأن أخاه غير الشقيق الملك سلمان زاره في أواخر شهر نوفمبر ليقدم له التعازي بوفاة شقيقتهما مضاوي، وقد التقطت أثناء اللقاء صورة للملك وهو يقبل يد طلال الذي كان حينها يجلس في كرسي متحرك.
اقرأ أيضا: باحث أكاديمي: الوليد بن طلال يتحدى ولي العهد ويصمد
ولكنه قال إنه لا يوجد شك بشأن لماذا توقف طلال عن تناول الطعام، "نحن نعرفه جيدا، ونعرف لماذا يفعل ذلك. لا يوجد سبب طبي لفقدانه الشهية".
وكان طلال قبل شهر من بدء إضرابه عن الطعام قد أخبر أصدقاء له بأنه من الصواب الاحتجاج "مدنيا"؛ للفت الانتباه إلى الطغيان الذي أسس له ابن أخيه محمد بن سلمان بحجة مكافحة الفساد.
ولقد تحول وجود طلال في المستشفى إلى نقطة اجتماع للكثيرين من أعضاء عائلة آل سعود، وسبيلا للاطلاع على ما يجري من أحداث، بحسب ما قاله الزائر.
الأمير الأحمر
يعرف الأمير طلال بأنه ليبرالي، وكان قد شغل منصب وزير المالية في حكومة الملك سعود (1953 – 1964)، وأصبح في الستينيات يعرف بالأمير الأحمر؛ لتزعمه حركة الأمراء الأحرار، التي طالبت بإنهاء الحكم الملكي المستبد.
إلا أن العائلة الملكية الحاكمة رفضت تلك الحركة، وأجبر طلال على العيش في المنفى في القاهرة، قبل أن تتمكن والدته من الإصلاح بينه وبين العائلة.
اقرأ أيضا: رغم اعتقال ابنه.. الملك سلمان يقبل يد شقيقه الأمير طلال (صور)
ويعرف عن طلال خوضه للنضال من أجل حقوق المرأة قبل وقت طويل من القرار الذي اتخذ في شهر سبتمبر/ أيلول بالسماح للنساء السعوديات بالقيادة. قال الأمير في إحدى مقابلاته: "في النهاية ستحصل النساء السعوديات على حقوقهن... ولا ينبغي أن تتوقف المسيرة باتجاه ذلك الهدف، وعلينا أن نسارع قليلا بتحقيق ذلك".
واستمر الأمير في النضال من أجل إقامة ملكية دستورية، وطالب بالفصل بين السلطات، وهو الأمر الذي أصر على أنه منصوص عليه في الدستور.
وفي مقابلة مع قناة المحور المصرية في عام 2007، قال الأمير طلال: "ما فتئت أومن بالفصل بين السلطات، السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية. ولقد طبق الملك فهد رحمه الله ذلك حينما تبنى الدستور السعودي، والذي يُعدّ القانون الأساسي للحكومة، ذكر فيه صراحة الفصل بين السلطات. ما نطالب به الآن هو أن تصبح هذه السلطات مستقلة".
ثلاثة أبناء رهن الاعتقال
ألقي القبض على ثلاثة من أبناء طلال، أولهم كان الوليد بن طلال، رئيس شركة المملكة القابضة، وأحد أغنى الرجال في العالم، حيث قدرت مجلة بلومبيرغ ثروته بما يقرب من تسعة عشر مليار دولار، ولا يزال يقبع في السجن منذ اليوم الأول لبدء حملة التطهير.
وبحسب مصادر مطلعة، يطالب محمد بن سلمان الوليد بن طلال بالتنازل بالكامل عن ملكيته لشركة المملكة القابضة، لكنه رفض الانصياع لذلك. وينوي الوليد إذا لم يتم التوصل إلى التسوية المطالبة بتقديمه للمحاكمة.
اقرأ أيضا : الأمير طلال بن عبدالعزيز: لا سمع ولا طاعة لمن خالف الشرع
وأما خالد، أخوه الشقيق، فطالب بإطلاق سراح أخيه، وتقول المصادر إنه دخل في مجادلة مع مسؤول حكومي صدر على إثرها أمر باعتقاله هو أيضا. وأما شقيقهما الأصغر، فألقي القبض عليه بتهمة التشاجر.
يقول الزائر الذي عاد الأمير طلال إنه لا يوجد أدنى شك بخصوص دافع محمد بن سلمان من شن حملة التطهير على أفراد العائلة الملكية الحاكمة وعلى رجال الأعمال.
نايف ومتعب كلاهما تحت السيطرة والمراقبة. ولا يملك أي منهما مغادرة قصره قبل الاستئذان بذلك، وإذا ما خرجا ترافقهما مجموعات من الحرس الملكي تحت إمرة محمد بن سلمان بشكل مباشر
سمح لمتعب بزيارة مستشفى الحرس الوطني في الرياض وتقديم هدايا لأعضاء القطاع العسكري الذي كان في يوم من الأيام مسؤولاً عنه.