هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "إندبندنت" مقالا للمحرر السياسي السابق في صحيفة "ديلي ميل" انتوني هاروود، عن الدور السعودي في التطورات الأخيرة في ملف المحادثات الفلسطينية الإسرائيلية، واعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة للدولة اليهودية.
ويقول هاروود: "الكتابة كانت واضحة على الجدار عندما أصبح دونالد ترامب أول رئيس أمريكي يزور الشرق الأوسط في الجولة الخارجية الاولى، ورأى الكثيرون في قراره توقيع اتفاقيات سلاح بقيمة 82 مليار جنيه إسترليني على أنها علامة على ما ورد في كتابه (فن الصفقة)، وما يريد عمله، ولم يخف ما عمله هذا على الشارع العربي الذي ينظر بريبة لكل خطوة تقارب مع واشنطن".
ويشير الكاتب في مقاله، الذي ترجمته "عربي21" إلى أنه "عندما استفز ترامب العالم بقراره الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بدأ أبناء الشارع العربي يجمعون الخيوط وواحد زائد واحد يساوي كذا".
ويلفت هاروود إلى ما قاله إبراهام لينكولن: "قد تخدع كل الناس في بعض الوقت، وبعض الناس الوقت كله، لكنك لن تخدع الناس كلهم في الأوقات كلها"، مشيرا إلى أنه دليل على هذا العلم الذي رفرف في تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين، وحملت نصف وجه لترامب وأخرى للملك السعودي سلمان، وكتب تحته "وجهان لعملة واحدة".
ويذكر الكاتب أن السعوديين عندما شاهدوا العلم الذي رفع في مباراة لكرة القدم في الجزائر غضبوا، وعبر السفير السعودي في الجزائر سامي بن عبدالله الصالح عن انزعاج بلده، وقال إنهم سيتحققون من الصورة وسيتخذون الإجراءات المناسبة.
ويعلق هاروود قائلا إن "السعوديين سيقولون إن العلم مؤيد لقطر، لكن قبل أن يفعلوا هذا عليهم أن يقرأوا ما يكتب عنهم في (تويتر)، فقد كتب مغرد اسمه أيمن عرب تغريدة جاء فيها:
aymene arab@aymanarab78
يا #ملك_السعودية الأشخاص الذين رفعوا الشعار لا يمثلون أنفسهم بل يمثلون أغلبية#الشعب_الجزائري نعم أنت و ترامب وجهان لعملة واحدة في قضية القدس والدول الإسلامية الأخرى #تيفو_عين_مليلة#القدس_عاصمة_فلسطين #الجزائر #Trump#السعودية
وكتب آخر:
Michamimicha@Michamimicha5
#تيفو_عين_مليلة
ولماذا الغضب
ألم يقل إمام الحرم المكي إن الرئيس الأمريكي وخادم الحرمين يسعيان معا لإحلال السلام العالمي يعني وجهان لعملة واحدة
والسلام العالمي يكون بالقضاء على حماس يعني غزة يعني القدس يعني فلسطين
وكتب آخر:
Mad'one @Gofriita
من يمنح الأموال لأمريكا كل عام؟ نحن أم أنتم؟
أنت علة المسلمين وأنتم سبب فلسطين فيما هي عليه
نحن لسنا عرب نحن أمازيغ و راسنا مرفوع
عاشت الجزائر و فلسطين #وجهان_لعملة_واحدة
ويعلق الكاتب قائلا إنه "منذ قرار الرئيس الأمريكي في 6 كانون الأول/ ديسمبر عن نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس لم تقم السعودية بأي جهد لتخفف من مظاهر الشك لدى الشارع العربي، وكانت الرياض مثل من يقدم وعودا زائفة بوصف قرار ترامب بـ(غير المبرر واللامسؤول)، ولم تفعل إلا القليل لمواجهته، وعندما أعلنت تركيا عن مؤتمر القمة الإسلامية لاتخاذ قرارات ضد إعلان ترامب، أرسلت معظم الدول الإسلامية قادتها ليمثلوها، إلا السعودية والإمارات، اللتان لم تكلفا نفسيهما حتى بإرسال وزيري الخارجية، وفضلتا إرسالهما لباريس والمشاركة في مؤتمر لمكافحة الإرهاب في دول الساحل والصحراء الأفريقية".
ويبين هاروود أن "الأمر لم يتوقف عند هذا، بل إنهما بدأتا بعد نهاية المؤتمر بمهاجمة تركيا وإيران بعبارات شديدة وليس أمريكا، وهو ما قاد السكرتير العام لمعهد الدراسات التركية العربية بدر الدين حبيب أوغلو، للقول إن السعودية والإمارات اشتركتا منذ البداية في الخطة الأمريكية الإسرائيلية، التي (تتمحور حول التخلي عن القضية الفلسطينية، وبيع قضية القدس، مقابل تقوية حكم محمد بن سلمان، وفرض رؤية جديدة في المنطقة)".
ويرى الكاتب أن "المسألة ليست فقط فشل السعودية والإمارات في الوقوف جنبا إلى جنب مع الـ57 عضوا في منظمة التعاون الإسلامي لدعم الموضوع الذي يوحد العرب، لكن ما يحدث أيضا من لقاء بين صهر الرئيس الأمريكي جارد كوشنر وابن سلمان، حيث قضيا الليل وهما يتحدثان، بالإضافة إلى زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية مايك بومبيو، وتباحثه مع الملك سلمان حول (تطورات المنطقة)، وهو بومبيو نفسه المرشح لشغل منصب وزير الخارجية خلفا لريكس تيلرسون".
وينوه هاروود إلى أنه "قبل ذلك بثلاثة أيام كان وزير الأمن الإسرائيلي يدعو ابن سلمان لزيارة إسرائيل، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين، فيما دعا أكاديمي سعودي من خلال قناة (الحرة) الأمريكية العرب للقبول بأن إسرائيل لديها حق خاص في القدس، فقال عبدالله الحكيم: (علينا الاعتراف أن القدس هي رمز ديني لليهود، وهي مقدسة بالنسبة لهم كمكة والمدينة بالنسبة للمسلمين)".
ويعلق الكاتب قائلا إن "هذا كله يدعم نظريات المؤامرة، التي تقول إن السعوديين كانوا من ضمن خطة القدس من اليوم الأول، حيث برز ابن سلمان بصفته شخصية أولى معينة من أمريكا للتوسط في صفقة سلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين".
ويختم هاروود مقاله بالقول: "في بداية الشهر الحالي كان ترامب يقول إن هناك رابحين وخاسرين، فهل سيطبق قواعده على الشرق الأوسط؟ إذا كان الأمر كذلك، فأنا أتساءل عمن سيكون الخاسر في حل دولتين الذي سيقترحه".