هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي يعد الرجل الأكثر نفوذا في المملكة العربية السعودية خاصة أنه أمر بزج كل معارضيه في السجن، وذلك بهدف المضي قدما في برنامجه الإصلاحي.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن ابن سلمان، يحظى بشعبية واسعة في المملكة العربية السعودية،
ولزيادة بسط نفوذه، أقدم على اعتقال كل معارضيه وهم الآن محتجزون بين جدران فندق
"ريتز كارلتون"، في المقابل، ينتهج ولي العهد السعودي سياسة خارجية
فاشلة ويتجلى إخفاقه في الحرب اليمنية والحصار القطري والتدخل في لبنان.
وأكدت الصحيفة أن ابن سلمان يعتبر بطلا في المملكة
العربية السعودية، وهو ما يفسر انتشار صوره في كافة أنحاء المملكة.
وفي إطار برنامجه الإصلاحي "رؤية 2030"،
يسعى ولي العهد إلى تحويل بلاده إلى "سنغافورة الصحراء"، عن طريق بناء اقتصاد لا يرتكز بصفة كلية على النفط،
ولعل الخطوة الأكثر جرأة، التي أقدم عليها ابن سلمان، تتمثل في التقليص من نفوذ
رجال الدين الذين كان لهم صيت في المملكة طيلة عقود.
اقرأ أيضا: التايمز: أين برنامج ابن سلمان للتقشف من نفقاته الشخصية؟
ونقلت الصحيفة على لسان الصحفية السعودية، سمر
فتاني، قولا بينت فيه "خلال السنوات الماضية، كنا نحن النساء نشعر بالإحباط
الشديد، مما دفعنا إلى مغادرة البلاد والسفر إلى الخارج، وبعد عودتنا، تفطنا إلى
أن الوضع لم يشهد أي تغيير يذكر، باختصار شديد، لا تسير الأمور هنا بشكل طبيعي".
وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة جدة، ثاني أكبر مدينة
في المملكة، تعد المدينة الأكثر انفتاحا، حيث تتجول النساء بقمصان رفقة الرجال في
المنتزهات دون رقابة من الشرطة الدينية التي أصبح دورها يقتصر على مراقبة الأوضاع
من بعيد، بعد أن قلص ولي العهد السعودي من نفوذ هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر.
وأوضحت الصحيفة أن بن سلمان وضع مخططا يهدف إلى
إضفاء الطابع الحداثي على المملكة العربية السعودية.
وفي هذا السياق، تم رفع الحظر عن قيادة المرأة
السعودية للسيارة، كما تم السماح للنساء بالدخول لملاعب كرة القدم، ومؤخرا، سمحت
الحكومة السعودية بإنشاء دور السينما.
اقرأ أيضا: اتهام سعودي لنيويورك تايمز بالانحياز ورفض مقال لابن سلمان
وأضافت الصحيفة أن "العاصمة السعودية الرياض أصبحت
شبيهة بمدينة لاس فيغاس الأمريكية، حيث شيدت الحكومة السعودية طرقا واسعة وباتت
تنتشر فيها المطاعم غير المختلطة، ورغم كل معالم الحداثة، إلا أن هذه المدينة لم
تتخل عن طابعها الإسلامي، فما زالت المساجد تحافظ على رونقها التاريخي".
وأوردت الصحيفة أن الشباب السعودي يعتبر بن سلمان
قدوة له، ونقلت قول أحد هؤلاء الشباب أحمد الرشيد: "يعتبر ابن سلمان واحدا
منا، إنه قائد وشاب قوي، كما يمثل مصدر إلهام بالنسبة لي نظرا لأنه يطمح إلى إجراء
إصلاحات تتوافق مع ما يتوق إليه جيلنا".
وأوضحت الصحيفة أن ولي العهد يعلق آمالا كبيرة على
الشباب السعودي الذي يتمتع بمستوى علمي مرموق، والذي يجمع بين الطبيعة المحافظة
والانفتاح على العالم الخارجي.
وفي هذا السياق، أورد الرشيد "أحلم بأن تعم
الشفافية في بلادي، أنا مواطن سعودي وعن قريب سأدفع الضرائب، وآمل أن تنتشر ثقافة
المساءلة في المملكة".
اقرأ أيضا: هكذا سخر صحفي أمريكي من شراء ابن سلمان لقصر بفرنسا
وأفادت الصحيفة بأن "ابن سلمان يحظى بشعبية لدى
الشباب السعودي الذي ضاق ذرعا بسيطرة رجال الدين، ومن المحتمل أن يتولى منصب الملك
لعقود في حال تنحى والده عن العرش، ويتجلى مشروع محمد بن سلمان الإصلاحي في مشروع
"نيوم" الضخم الذي تبلغ تكلفته حوالي 500 مليار دولار".
ونقلت الصحيفة عن المفكر السعودي، سعد البازعي، أن
"الإصلاحات الاقتصادية تعتبر أمرا حتميا بالنظر للصعوبات الاقتصادية التي تمر
بها البلاد، وتبدو تبعات هذه الخطوة جلية في حياتنا اليومية، وبداية من شهر كانون
الثاني/ يناير القادم، سنضطر لدفع الضرائب، أما بالنسبة للمستثمرين الأجانب
القلقين من حملة مكافحة الفساد، فيجب عليهم أن يدركوا أننا بصدد تنظيم بيتنا
الداخلي وشن حملة تطهير".
وتابعت الصحيفة قولها إن "المملكة العربية
السعودية تضم قرابة 10 مليون عامل أجنبي ينحدرون من السودان ومصر وبنغلاديش، وبهذا
الخصوص، قال نادل بمقهى ينحدر من أصول لبنانية إن السعوديين لا يحبذون مزاولة
المهن الهشة التي تعتبر حكرا على الأجانب".
اقرأ أيضا: هكذا قرأ "كوكبيرن" معالم فشل سياسات ابن سلمان الخارجية
وذكرت الصحيفة أن "محمد بن سلمان يعد رجل دولة
قوي، إلا أنه يتسم بتقلب مزاجه، وفي هذا السياق، صرح المفكر البازعي لدينا حكومة
جديدة، ويشبه وضعنا تماما الوضع في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يسير الرئيس
الأمريكي، دونالد ترامب، دواليب الحكم بشكل مختلف عن سلفه باراك أوباما".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول إن مناخ التفاؤل الذي
يسود في المملكة العربية السعودية يشوبه الخوف من المستقبل المجهول، ورغم ارتكاب
ولي العهد لعدة أخطاء فيما يخص السياسة الخارجية التي ينتهجها، إلا أنه لا يوجد
أحد يملك الجرأة الكافية لنقده.