هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشر موقع "دويتشه فيرتشافتس ناخريشتن" الألماني تقريرا، تطرق من خلاله إلى محاولات السعودية الحثيثة للحد من التطرف الذي ساهمت في انتشاره في وقت سابق في خضم الحرب اليوغسلافية.
ونتيجة لانتشار الإسلام في تلك المنطقة، تسعى دائرة الاستخبارات الألمانية إلى عدم السماح بانتشار الأفكار المتطرفة من خلال التعاون مع مختلف الحكومات الهشة في منطقة البلقان.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه، في الوقت الحالي، تنفق دول الخليج، وخاصة المملكة العربية السعودية، الكثير من الأموال من أجل نشر نهج إسلامي معتدل في دول البلقان، بدلا من المنهج الوهابي والأفكار المتطرفة.
وفي الواقع، يمثل البوسنيون الذين يقاتلون في صفوف تنظيم الدولة أكبر عدد من المقاتلين الذين خرجوا من أوروبا.
والجدير بالذكر أن أعدادا كبيرة من اللاجئين قد تدفقت إلى أوروبا من خلال البوسنة، قبل أن يتدخل الاتحاد الأوروبي ويبرم اتفاقا مع تركيا، لغلق الحدود.
ونقل الموقع عن صحيفة "كوريري ديلا سيرا" الإيطالية، أن عدد الوهابيين الأصوليين في البوسنة يصل إلى قرابة 2000 شخص في الوقت الراهن.
وقد تمكنوا من شراء العديد من الأراضي في الماضي عن طريق تمويل سعودي وإمارتي وقطري، على حد السواء.
اقرأ أيضا : خليل زاد: السعودية تعترف بدعم التطرف ولا تعد إسرائيل عدوا
وفي مقاطعة بيخاتش شمال غربي البوسنة، نظم الوهابيون أنفسهم في شكل مجموعات تنتشر بين مدينة "فيليكا كلادوسا" ومدينة "بو"، ويقود هذه المجموعات أحد البوسنيين المتطرفين.
ولم يكن اختيار المكان من قبيل الصدفة، حيث يقع على مقربة من الحدود البوسنية الكرواتية، ولا يفصل بينه وبين منطقة "شنغن" سوى طريق زراعي صغير.
وذكر الموقع أن من بين أبرز قياديي المجموعات السلفية في البوسنة والهرسك حسين بلال بوسنيتش، أو كما يلقب "الإمام".
في الواقع، يتمثل دور بوسنيتش الرئيسي في تجنيد الشباب من أوروبا، وخاصة من السويد والنمسا وسلوفينيا وإيطاليا.
وفي كانون الأول/ ديسمبر الماضي، حكم على "الإمام" بالسجن لمدة 7 سنوات في إيطاليا بتهمة "تجنيد الشباب للقيام بعمليات إرهابية".
والجدير بالذكر أنه ونتيجة الحرب اليوغسلافية بين كرواتيا الكاثوليكية والبوسنة المسلمة، اضطر بوسنيتش لحمل السلاح في سن مبكرة.
في تلك الفترة، كان المسلمون البوسنيون في الحرب يتسمون بالاعتدال ونبذ التطرف. وفي وقت لاحق، انضم بعض المتطرفين القادمين من منطقة الخليج إلى البوسنيين، مما أدى إلى تفشي الأفكار المتطرفة في البوسنة، إبان نهاية الحرب الوحشية.
وأفاد الموقع على لسان رئيس أركان وزارة الأمن في البوسنة، ايغور غوليانين، أن "الطلقات المستخدمة في هجمات شارلي إبدو وقع تصنيعها في مدينة موستار البوسنية، كما أن الكلاشينكوف المستخدم في هجمات باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر يعود إلى دولة يوغسلافيا السابقة. وفي الأثناء، تعمل باريس على التأكد من هذه المعطيات".
وأكد غوليانين أن هؤلاء الأصوليين يحظون بدعم مادي من قبل جهات خليجية وفي هذا الصدد، تتركز العديد من الاستثمارات القطرية في مدينة بوسانسكا بونيا، تصل قيمتها إلى حوالي 200 ألف دولار، وذلك بهدف توطين هؤلاء الأصوليين في المدينة.
اقرا أيضا : قناة ألمانية: ابن سلمان سيسعى لفتح أكاديمية متهمة بالتطرف
وفي السياق ذاته، يحاول الأصوليون فرض سيطرتهم على المناطق التابعة لمدينة غورنيا ماوكا في شمال شرق البلاد، فضلا عن مناطق أخرى مثل تسليتش وأوسفي وماغلاي وزينيتسا وغلوها بوفيتشا وغيرها.
وأوضح الموقع أن تلك المجموعات الأصولية تعمل على نشر مبادئ "الشريعة" الإسلامية في مختلف أنحاء العالم، انطلاقا من أوروبا.
من جانبها، أكدت السلطات البوسنية أنه لا يمكن تصنيف جميع الأصوليين في البوسنة على أنهم إرهابيون، إلا أنهم يعتبرون الديمقراطية نظاما فاشلا، في حين يرغبون في تطبيق الشريعة، بشكل يمنع الغش والسرقة.
وفي الختام، أورد الموقع أن إيطاليا حذرت من تدفق هؤلاء الأصوليين نحو أوروبا، خاصة وأن هذه المنطقة لا تبعد عن مدينة ترييستي الإيطالية سوى 120 كيلومتر.
من هذا المنطلق، كانت إيطاليا أكبر المعارضين لسياسة ميركل للاجئين، نظرا لأنها على دراية بما يحدث على أبواب أوروبا.