هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كثر مؤخرا الحديث عن دور متوقع للقيادي النائب السابق للرئيس السوري، فاروق الشرع، في المرحلة الانتقالية منذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011.
ويأتي تداول اسمه كثيرا في الوقت الذي شارفت فيه الحرب على التنظيم على نهايتها، إلى جانب الحراك السياسي بهدف إيجاد حل للأزمة السورية في أكثر من محفل دولي، ما يجعل من الأمر يثير تساؤلات حول طبيعة الدور الذي يمكن للشرع أن يقوم به.
ومن هنا، تلقى المحللون الأنباء التي كشفت عنها صحيفة "الشرق الأوسط" قبل أيام، التي تشير إلى أن موسكو بناء على اقتراح قدمه معارضون سوريون للنظام، تعكف على دراسة دعوة الشرع لترؤس اجتماع مؤتمر سوتشي، المقرر عقده مطلع الشهر المقبل، "باهتمام وشغف باديين".
حصان الاستحقاق الجديد
"في السباق لا تغيير للأحصنة، وروسيا الآن أنهت السباق وباتت في وضع يخولها تغيير الحصان الذي خاضت به سباقا طويلا"، بهذه العبارة استهل المحلل السياسي محمود الحمزة، حديثه لـ"عربي21"، قائلا إن "هناك توجها روسيا لجعل الشرع حصان الاستحقاق الجديد في المرحلة المقبلة".
ويذهب الحمزة إلى الاعتقاد بأن "بقاء الشرع على قيد الحياة لليوم هو بسبب الحماية الروسية له، وإلا لكان الأسد قد أعلن موته منذ الأشهر الأولى للثورة السورية".
وأضاف، من موسكو: "في عام 2012 عندما التقيت بنائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، توجهت له بالحديث عن فاورق الشرع ودوره المفيد في إنهاء المأساة السورية، فقال لي إنه طرح روسي من بين جملة طروحات يتم التفكير فيها".
ووفق الحمزة، فإن "استدعاء روسيا للأسد في سوتشي للمرة الثانية منذ بداية الثورة، يحمل دلالات واضحة بأن هناك إرادة روسية بضرورة حدوث تغيير كبير في هرم السلطة السورية".
وقال: "في دائرة القرار الروسي هناك اقتناع تام بعدم قدرة الأسد على حماية المصالح الروسية، ويمكن القول بأن تغييرا قادما"، مستدركا القول: "لكن أما كيف ومتى؟ لا زال الصندوق الروسي مقفلا على هذه التفاصيل".
وأشار الحمزة، إلى أن روسيا تحاول اليوم إيجاد صيغة تسوية لاستقرار الوضع السياسي في سوريا، لكن دون أن يتعرض النظام أو رموزه للمحاكمة الدولية، لأن ذلك يعني تورطها بطريقة ما إلى جانب النظام.
وأوضح أنه "بالتالي، فإن الجهود اليوم منصبة على بقاء الأسد لفترة محددة في السلطة لضمان عدم محاكمته في المحاكم الدولية، وهذه الضمانات لن يحصل عليها الروس إلا في حال وجود ركائز في الحكم تدعم هذا التوجه".
وتساءل: "أين ستجد موسكو شخصية قد يتوافق عليها الجميع مثل فاروق الشرع؟".
احتمال وارد
أما الكاتب الصحفي ثائر الطحلي، فرأى أنه "من الصعب الحكم على جدية الأنباء التي تتحدث عن دور لفاروق الشرع في المرحلة الانتقالية".
وقال لـ"عربي21": "لا تحتاج روسيا لأن تبحث عن شخصية تقود المرحلة الانتقالية إلى جانب الأسد، وهي التي دربت وربت العشرات منها، مثل قدري جميل وغيره".
وأضاف الطحلي، أنه "في الحالتين لا نمتلك المعطيات التي نستطيع الحكم بموجبها، أي إن كان الشرع سيتولى دور قيادي أم لا".
اقرأ أيضا: فاروق الشرع: دخيلكم.. لا تجعلوني منتحراً
وقال: "لكن يبقى الاحتمال الثاني هو الأقرب، لأن النظام ما كان ليترك الشرع على قيد الحياة في حال كان يخشى من دور قادم له في الحكم".
ومنذ اندلاع الثورة السورية في عام 2011، لم يظهر فاروق الشرع المتحدر من درعا، والمقيم في دمشق الذي أعفي من كل مناصبه السابقة، إلا نادرا، الأمر الذي يضفي الكثير من الضبابية على دور مستقبلي له.