هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "فورين بوليسي" مقالا لمدير برنامج مركز الخليج والطاقة في معهد واشنطن سايمون هندرسون، يقول فيه إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعلم أنه لا يستطيع الحكم وحده؛ ولهذا يقوم بتنشئة عدد من الأمراء الشباب لخدمة أجندته.
ويقول هندرسون إن "ابن سلمان يقوم بتدمير الطريقة التي نفهم بها السعودية، ففي محاولة لتقوية مركزه قام بالتخلي عن الحذر والتوافق -الطريقة التقليدية للحكم السعودي- من النافذة قبل عدة أشهر، ويتحرك بطريقة متهورة وسريعة ودون اهتمام؛ للحصول على دعم أعمامه والعدد الكبير من أبناء عمومته، وتشير اعتقالات السبت الماضي، التي شملت 11 أميرا، إلى أن العائلة المالكة لم تعد فوق القانون".
ويضيف الكاتب أن "التعليقات حول ما قام به ابن سلمان كانت بين التوقع أنه يقود البلد نحو ديكتاتورية أو ثورة، إلا أن النظرة الفاحصة لتصريحات ابن سلمان وأفعاله خلال العام الماضي، تكشف أنه يحسب خطواته وليس مندفعا، وقال النائب العام إن التحقيقات في الفساد تجري منذ ثلاثة أعوام, فيما قال ابن سلمان نفسه في مقابلة في أيار/ مايو إنه سيلاحق الفاسدين أيا كانت صفتهم".
ويشير هندرسون في مقاله، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن "ابن سلمان يقوم في الوقت ذاته منذ نيسان/ أبريل وبهدوء بسلسلة من التعيينات للأمراء في نهاية العشرينيات أو بداية الثلاثينيات، وسيكونون مهمين للسلطة في العقود المقبلة، وهم إما أحفاد المؤسس عبد العزيز بن سعود أو أحفاد أحفاده".
ويقول الكاتب إن "ابن سلمان منع أي عمل جماعي في العائلة، بشكل أثبت المقولة القديمة: فرق تسد، وفي الملكيات كلها فإن رابطة أبناء العائلة والدم الواحد أكثر أهمية من القدرة لأي قائد سعودي في المستقبل، ويريد ابن سلمان ترفيع الكفاءات، لكنه يهتم بمن عارضه أو وقف معه، وشهدت عائلة آل سعود مرحلة صعبة في انتقال السلطة، وما يختلف هذه المرة أنها ليست مرتبطة بعمر أو مكانة، والشباب عادة ما لا تكون لديهم الخبرة، وهذه مخاطرة يجب على ابن سلمان أن يأخذها بعين الاعتبار".
ويلفت هندرسون إلى أن فريق ابن سلمان الشاب، يضم كلا من:
عبد العزيز بن فهد:
وهو حفيد الملك عبد العزيز بن سعود، ومنذ حزيران/ يونيو يعمل نائبا لأمير منطقة الجوف القريبة من الحدود مع الأردن، وكان والده جنديا وقائدا للقوات البرية في حزيران/ يونيو 2017.
فيصل بن سطام:
عين في حزيران/ يونيو 2017 سفيرا للرياض في روما، وأظهر تعاطفا مع صعود ابن سلمان، وبصفته عضوا في هيئة البيعة فإنه صوت ضد تعيين الأمير مقرن وليا لولي العهد عام 2014، كإشارة أولى لولائه لمعسكر سلمان، وأصبح مقرن وليا للعهد بعد وفاة الملك عبدالله في كانون الثاني/ يناير 2015، لكنه استبدل بمحمد بن نايف بعد ثلاثة أشهر، ويقال إن الملك عبدالله خطط لتعيين مقرن وليا لولي العهد لمنح ابنه متعب بن عبدالله فرصة الصعود للملك، وكان متعب واحدا من المعتقلين بعد عزله من رئاسة الحرس الوطني.
عبد العزيز بن سعود:
(30 عاما) وزير الداخلية، الذي عين في حزيران/ يونيو 2017، بعد عزل عمه محمد بن نايف، ويعمل والده أميرا للمنطقة الشرقية، التي تعيش فيها الغالبية الشيعية، وتم تحديد سلطاته بعد أيام من تعيينه، حيث تم نقل بعض سلطاته لمنظمة أمنية جديدة، و"لو غضب فإنه لا يظهر غضبه علنا".
عبد العزيز بن تركي:
(34 عاما) نائب مدير هيئة الرياضة، وعين في حزيران/ يونيو 2017، وعمل والده تركي بن فيصل سفيرا في لندن وواشنطن، ومديرا للمخابرات السعودية، وكان والده قد شارك في حوارات مع مسؤولين إسرائيليين.
أحمد بن فهد:
وهو أحد أحفاد الملك ابن سعود، وعين نائبا لأمير المنطقة الشرقية في نيسان/ أبريل 2017، وكان والده أميرا للمنطقة في الفترة ما بين 1986- 1993، وتوفي عام 2001.
بندر بن خالد:
(52 عاما)، وعين مستشارا للديوان الملكي في حزيران/ يونيو 2017، ووالده هو أمير منطقة مكة.
خالد بن بندر:
وعين سفيرا في ألمانيا في حزيران/ يونيو 2017، وتعلم في أوكسفورد، وهو نجل الأمير بندر.
بندر بن سلطان:
السفير السابق في واشنطن.
خالد بن سلمان:
(29 عاما)، وعين سفيرا للسعودية في واشنطن، وهو طيار سابق لـ"أف- 15"، وشقيق ولي العهد.
سعود بن خالد:
عين نائبا لأمير المدينة في نيسان/ أبريل 2017.
تركي بن محمد:
(38 عاما)، وعين مستشارا للديوان الملكي في حزيران/ يونيو 2017، ووالده هو نجل الملك فهد، الذي عمل أميرا للمنطقة الشرقية في الفترة ما بين 1986 – 2013.
ويقول الكاتب إن "أميرا كان يمكن أن يكون في القائمة هو منصور بن مقرن، نائب أمير منطقة عسير، الذي قتل في حادث تحطم مروحية يوم 5 تشرين الثاني/ نوفمبر، ويعمل نائبا لأمير عسير منذ عام 2013، وأصبح مستشارا للديوان الملكي عام 2015، بعد عزل والده من ولاية العرش، وهناك تكهنات بأنه لم يكن يحب ابن سلمان؛ بسبب تهميش والده، وانتشرت شائعات بأن وفاته لم تكن حادثا بل مدبرة".
وينوه الكاتب إلى "من هو غائب عن القائمة، فلا يوجد فيها أبناء أو أحفاد الملك عبدالله، وفيها حفيد واحد للملك فهد، ولا يوجد أي قريب للأمير أحمد بن عبد العزيز، أحد أعضاء ما يطلق عليهم السديرون السبعة، وحذف أقاربه واضح؛ لأن أحمد صوت ضد تعيين محمد بن سلمان وليا للعهد".
ويفيد هندرسون بأن "ابن سلمان يرى نفسه ويراه والده الملك القادم للسعودية، والشائعات الأخيرة تفيد بأن التغيير قريب، وربما يحدث هذا في نهاية هذا الأسبوع، وفي العادة ما يعتمد ولي العهد على القبول الواسع في داخل العائلة لنقل السلطة، إلا أن تعجل ابن سلمان وطموحه يؤكدان أن هذا ليس هو الحال، وبدلا من ذلك ستعتمد سلطته على من وردت أسماؤهم في القائمة من الأمراء المعنيين في مناصب جديدة".
ويبين الكاتب أن "هناك جماعة يمكنه الاعتماد عليهم، وهم الأمراء في الجيش، ومن الصعب تحديدهم وهم مهمون لمنع الانقلابات، وفي برقية سربها موقع (ويكيليكس) تعود إلى عام 1985، وتقدم رؤية جيدة (إن مجرد وجود الأمراء في الجيش يمنح آل سعود درجة من الاستقرار)".
ويختم هندرسون مقاله بالقول: "يعتقد أن الملك سلمان ينظر لابنه محمد على أنه ابن سعود جديد، وبأنه قائد عظيم لديه طموحات كبيرة، وواعد أكثر من أي مرشح للعرش، لكن حتى محمد بن سلمان يكتشف أنه من أجل نقل المملكة وتحويل اقتصادها ومواجهة التحديات الإقليمية، فإنه هو بحاجة إلى أن يكون قائدا لفريق من العائلة".