استعرض لواء احتياط في جيش الاحتلال
الإسرائيلي، طريقة تعامل
رئيس الوزراء الإسرائيلي وحكومته، مع مختلف القضايا، والتي بدورها ستجر "إسرائيل" للحرب.
قلق إسرائيلي كبير
وخاطب اللواء احتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، عميرام لفين، الجمهور الإسرائيلي قائلا: "ما أكتبه قاس وقد يقض مضاجعكم، وذلك على أمل أن يدفعكم لأن تفعلوا شيئا ما".
ورأى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو، "منشغل في الأسابيع الأخيرة، بالعلاقات العامة وليس بالسياسية، وهذا من شأنه أن ينتهي بالحرب"، مؤكدا أن إجراء فحص لمحيط رئيس الوزراء وأعضاء حكومته والمجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، يدعو "لقلق كبير".
وأرجع اللواء الإسرائيلي ذلك، إلى "انعدام التجربة الأمنية وانعدام الفكر والتوازن السياسي، إضافة للغرور والاستخفاف بأعدائنا، مثلما تعلمنا في الماضي، هو وصفة للمصيبة".
ولفت في مقال له بصحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، "رسم اتجاها جيدا لإسرائيل حين أعلن أنه سيمنع عن إيران القدرة للوصول لسلاح نووي ويتخذ خطوات ضد الحرس الثوري الإيراني".
وأكد أن "إسرائيل شريك جدي وهادئ من خلف الكواليس، ولديها مساهمة هامة في تحقيق خطة ترامب؛ فهي من يمتلك قدرات استخبارية وعملياتية تمكنها من المساهمة بشكل مجدي أكثر أضعافا من خطاب حماسي".
العاقل من يسكت
وأوضح لفين، أن التهديد الذي يمثله التواجد الإيراني في سوريا "يتطلب موقف، ولكن ليس بهذه الطريقة يعمل سياسي مسؤول"، في إشارة لطريقة تعامل نتنياهو مع هذا الملف.
وعندما أعلن نتنياهو أنه "لن يسمح لإيران بالتثبت في سوريا"، تساءل اللواء: "ما هي مضاعفات هذا الإعلان؟ أليس هذا بداية التدهور؟ وإذا كانت إيران تتثبت في سوريا، فما الذي يعتزم عمله رئيس
الحكومة؟ هل سيعلن الحرب؟"، مؤكدا أن "رئيس الوزراء يفضل العناوين والشعارات فارغة، بدلا من العمل على استراتيجية منطقية".
ورأى أن "ردود فعل عسكرية مدروسة ترافقها دبلوماسية هادئة مع اللاعبين في الساحة الشمالية هي الفعل الصحيح، ولاسيما عندما توجه لمنع تعاظم حزب الله وليس مباشرة ضد إيران وسوريا".
وأكد أن ما حصل السبت في الجولان المحتل، هو "رد سوري مدروس على الهجمات المبررة لسلاح الجو الإسرائيلي في أراضيها"، مشيرا أن "الرد السريع من الجيش صحيح، ولكن القيادة الحكيمة لا ينبغي أن تضيف كلمات حماسية إلى النار، وعلينا العمل وفق الجملة التوراتية من سفر عاموس: "العاقل في ذاك الوقت يسكت"، وفق اللواء الإسرائيلي.
ميناء ومطار لغزة
وفي ذات السياق، اعتبر أن "وقف الحكومة الإسرائيلية للمفاوضات مع السلطة الفلسطينية كرد على اتفاق المصالحة، هو بمثابة ضربة للسلطة وتعزيز حماس"، مضيفا: "من الصعب علينا أن نتصور رد فعل أغبى من هذا".
وحذر لفين، "إسرائيل من الوقوع في الأوهام، لأن حماس خصم شديد"، مستدركا: "لماذا لا نضع حماس والسلطة قيد الاختبار؟ ونلقي الكرة في ملعبهم ونعلن بأنه إذا ما ثبت عمليا بأن وجهتهم نحو الهدوء والتسويات، فإن إسرائيل ستتخذ خطوات عملية لتحسين مستوى معيشة سكان غزة.. ومع سيطرة السلطة الفعلية من الممكن الحديث حتى عن ميناء ومطار لغزة".
وتساءل: "لماذا نمس بالسيسي (قائد الانقلاب في مصر) الودود نحو تل أبيب، والذي يقف خلف خطوات المصالحة واستثمر في ذلك جهدا ومكانة، فما معنى ذلك؟".
وأشار اللواء الإسرائيلي، أن سياسية نتنياهو في التعامل مع اتفاق المصالحة الفلسطينية، "حماسته" تجاه إيران "لا تدع مجالا للشك، بأن الحكومة الإسرائيلية فقدت الطريق السياسي، كما لا تريد حلا سياسيا للنزاع"، مؤكدا أن "نتنياهو والكابينت يجران إسرائيل نحو الحرب".
وقال لفين: "أنا أفضل أن تصحو الحكومة وتعود لرشدها وتسلك الطرق السياسية لمنع أو تقليص فرص الحرب"، مضيفا: "في حال لم تفعل ذلك، فكل من لديه عينان في رأسه يجب أن يتجند كي ينهي ولاية الحكومة قبل وقوع الحدث".