نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن مصير الأموال الطائلة التي يغنمها
الفائزون بجائزة نوبل. وفي حين يفضل بعضهم إنفاق أموالهم لتطوير أبحاثهم، تبرع آخرون بهذه المنح لصالح الجمعيات الخيرية والمحتاجين.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن
جوائز نوبل تعتبر من أهم الأوسمة في مجالات السلام والآداب والطب، فضلا عن الفيزياء والكيمياء. وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجوائز تمنح أصحابها الشهرة، لا سيما وأنهم يحظون بشرف تناول العشاء مع ملك السويد إلى جانب مبلغ لا يستهان به من المال.
وأكدت الصحيفة أن الفائزين بجائزة نوبل هذه السنة، سيتحصل كل فرد منهم على نحو 9 ملايين كرونة سويدية، أي ما يناهز 940 ألف يورو. وفي هذا الصدد، قالت متحدثة باسم مؤسسة نوبل، إن "مؤسسة نوبل لا تقدم أي مقترحات بشأن كيفية صرف أموال الجائزة".
وأشارت الصحيفة إلى أن معظم الحائزين على جائزة نوبل للسلام بادروا بإنفاق أموالهم في الأعمال الخيرية. فعلى سبيل المثال، تبرع الرئيس الكولومبي الحائز على جائزة نوبل للسلام، خوان مانويل سانتوس، بأموال جائزته لفائدة ضحايا الحرب الأهلية التي شهدتها بلاده. من جانبه، ضاعف الاتحاد الأوروبي الأموال التي غنمها من جائزة نوبل للسلام سنة 2012، ليقدمها لمنظمة اليونيسيف. علاوة على ذلك، تبرع الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، بجائزة نوبل للسلام لصالح ضحايا زلزال هايتي.
وأوضحت الصحيفة أن عالم الأحياء الأمريكي، المتحدر من أصول ألمانية، غونتر بلوبل، تبرع بجائزة نوبل للطب التي تحصل عليها في سنة 1999، لإعادة بناء كنيسة النساء ومعبد اليهود بولاية دريسدن. في المقابل، خيرت الكاتبة البيلاروسية، سفيتلانا ألكسييفيتش، تسخير قيمة جائزة نوبل للآداب التي فازت بها لتمويل بقية كتاباتها. من جهتها، وظفت عالمة الفيزياء البولندية الأصل، ماري كوري، أموال الجائزتين التي تحصلت عليهما لتطوير مختبرها.
ومن المثير للاهتمام أن عالم الكيمياء الحيوية البريطاني، بول نيرس، الحائز على جائزة نوبل للطب، استثمر أموال جائزته لشراء دراجة نارية سريعة. فضلا عن ذلك، اقتنى عالم الاقتصاد الإيطالي، فرانكو موديلياني، يختا كبيرا بالأموال التي غنمها من جائزة نوبل للاقتصاد. في المقابل، رفضت الروائية الألمانية، هيرتا مولر، الإفصاح عن مخططاتها عند الفوز بجائزة نوبل للآداب.
وأوردت الصحيفة أن عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي، ريتشارد جون روبرتس، الذي نال شرف الحصول على جائزة نوبل للطب، قد تبرع بجزء من قيمة الجائزة في حين خصص بقية المبلغ لبناء ملعب كروكيه في حديقة بيته. من جهة أخرى، لم يكن الروائي الأمريكي، إرنست همينغوي، متحمسا لفوزه بجائزة نوبل للآداب.
والجدير بالذكر أن مكتشف الديناميت، ألفريد نوبل، كان في آخر حياته من أثرى أثرياء أوروبا. وفي الوقت الراهن، تبلغ قيمة ثروته حوالي 182 مليون يورو. وفي هذا السياق، أوصى نوبل بتقديم جزء من عائدات ممتلكاته إلى الأشخاص الذين يقدمون خدمات إنسانية للبشرية.
وبينت الصحيفة أن قيمة الجائزة، التي تسند إلى ثلاثة أشخاص كحد أقصى، تتحدد وفق نمو عائدات ثروته، علما وأن مؤسسة نوبل قررت التخفيض في قيمة الجائزة سنة 2012، إلى 8 ملايين كرونة سويدية. في المقابل، ارتفعت قيمة الجائزة هذه السنة بحوالي مليون كرونة. وفي هذا الإطار، صرح رئيس مؤسسة نوبل، كارل هنريك هيلدن، أنه "خلال العصر الراهن الذي لا تكتسي فيه العلوم والحقائق أهمية كبرى، أصبحت قيمة الجائزة مهمة أكثر من أي وقت مضى".
وأفادت الصحيفة أن عالم الفيزياء، ألبرت أينشتاين، وعد زوجته وأبناءه بالتمتع بكامل قيمة جائزة نوبل للفيزياء في وثيقة الطلاق، قبل سنتين من الحصول عليها بصفة فعلية.