نيويورك تايمز: كيف وصل يودا حرب النجوم للمقررات السعودية؟

تقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن تلاميذ المدارس السعودية فتحوا هذا الأسبوع مقرر الدراسات الاجتماعية، ليجدوا أن "القوة معكم"، وهي عبارة مأخوذة من سلسلة أفلام حروب النجوم. 

ويشير التقرير، لاذي ترجمته "عربي21"، إلى أن الموضوع كان عن الأمم المتحدة، ويحمل صورة تاريخية للأمير "الملك لاحقا" فيصل، وهو يوقع ميثاق الأمم المتحدة في سان فرنسيسكو في عام 1945، وإلى يمينه على الصورة وقف يودا أحد أساتذة دين وقبيلة "جيداي" في السلسلة المشهورة.

وتبين الصحيفة أن الفرق بين الأمير والأستاذ يودا، أن الملك فيصل حكم السعودية لأحد عشر عاما، وألغى العبودية، ونشر التعليم، وأدخل التلفزيون إلى المملكة، أما يودا فقد كان بارعا في استخدام سيفه المضيء، ودرب سكايوولكر، وهو أحد شخيصات الحلقات، وعاش أكثر من 800 عام.

ويتساءل التقرير: "كيف التقى الملك والأستاذ وفي حفلة توقيع ميثاق الأمم المتحدة؟ وفي مقرر دراسي من المفترض أنه يتعرض لرقابة الدولة، التي لا توجد فيها دور سينما، وحتى الفنان السعودي عبدالله الشهري، الذي عمل المونتاج للصورة، لم يكن يدري أن صورته انتهت في الكتاب المدرسي". 

وتنقل الصحيفة عن الشهري، قوله: "أنا الذي صممتها، لكنني لست من وضعها في الكتاب"، مشيرة إلى أن الصورة هي جزء من سلسلة يمزج فيها الفنان الذي يطلق على نفسه "شاويش" بين صور نجوم الفن والشخصيات التاريخية، حيث يقول إن الفكرة جاءته عندما كان يبحث في الأرشيف "صور حزينة ولاجئين"، ثم وجد صورة للرئيس المصري أنور السادات، الذي اغتيل عام 1981 وهو يلتقي ميكي ماوس في أثناء زيارة له إلى ديزني لاند، وقال إن هذا ما كان يحتاجه الأرشيف "شيئا مفرحا، شيئا يجعله أقل حزنا"، ثم عثر على صورة بالأسود والأبيض وفيها الملك فيصل عندما كان وزيرا للخارجية في حينه، ووقع وثيقة الأمم المتحدة. 

ويقول الشهري عن يودا، إن الشخصية المشهورة في قبيلة الجيداي كانت معروفة، مثل الملك، بالذكاء، ويضيف الشهري عن الملك: "كان حكيما وألقى خطابات قوية، ولهذا وجدت أن يودا هو أقرب شخصية للملك، كما أن يودا وسيفه لونهما أخضر" مثل العلم السعودي. 

ويورد التقرير نقلا عن الشهري، قوله إنه عرض أعماله في دبي وهيوستن وأسبن، وأدت أعماله إلى حوارات مع ناس لا يعرفون الكثير عن السعودية، لافتا إلى أن والدة الشهري، التي تدرس مادة البيولوجيا، حصلت في يوم الأربعاء على نسخة من الكتاب، وأرسلت له رسالة هاتفية تقول فيها: "أليست هذه هي لوحتك؟ هي في الكتاب".

وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن وزير التعليم أحمد العيسى اعتذر في يوم الخميس عن الخطأ غير المقصود، في تغريدة على "تويتر"، وقال إن الوزارة بدأت بطباعة نسخة جديدة من المقرر، وسحبت النسخ السابقة كلها، وشكلت لجنة قانونية لمعرفة مصدر الخطأ.