ماذا بعد فشل اجتماعات المعارضة السورية في "الرياض"؟

أثار فشل اجتماعات المعارضة السورية التي عقدت في الرياض تساؤلات حول الكيفية التي ستتعامل بها الهيئة العليا للمفاوضات لقوى الثورة والمعارضة السورية، وخطوتها المقبلة.

فالهيئة وجدت نفسها بين الضغوط الدولية التي يتعرض لها الائتلاف السوري المعارض، وثوابت الثورة في حال مجاراته لرؤية "منصة موسكو" التي لا ترى في الحديث عن رحيل الأسد مطلبا محقا.

من جهته، جدد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف السوري المعارض، وعضو الهيئة العليا للمفاوضات، بدر جاموس، موقف المعارضة الثابت والمبدئي الرافض لأي دور لبشار الأسد في المرحلة الانتقالية. 

وألمح في تصريحاته لـ"عربي21"، إلى إمكانية تشكيل وفد مشترك بين "العليا للمفاوضات، ومنصة القاهرة"، وذلك في حال عدم التوصل إلى رؤية واحدة مع منصة موسكو.

وأكد أن التوصل لوفد موحد "غير ممكن في الوقت الحالي"، مع وجود رؤى سياسية مختلفة فيما بين الوفود.

وقال جاموس، إن الهدف الأساسي من تشكيل الهيئة العليا للمفاوضات هو "قيادة العملية التفاوضية من أجل البدء بمرحلة انتقالية"، ولكن بعد العراقيل الناجمة عن وجود ثلاثة وفود في جنيف، بادرت الهيئة للاجتماع بهذه الوفود على أمل تشكيل وفد واحد.

وأضاف أنه في أثناء اللقاء الأخير الذي جرى في الرياض، كان لمنصة القاهرة رؤية متطابقة مع رؤيتنا في الهيئة العليا، لكن لمنصة موسكو رؤية مختلفة تماما، موضحا أن "المسافة فيما بيننا لا زالت بعيدة".

وأشار إلى أن ذلك أدى إلى عدم خروج الاجتماعات التي استمرت على مدار يومي الاثنين والثلاثاء بأي نتيجة تذكر، مشيرة إلى اتفاق الأطراف على استمرار التشاور إلى حين التوصل إلى حل.

وقال جاموس، إن وفد منصة القاهرة طرح فكرة الاتفاق على فكرة رحيل الأسد، لكن دون الإعلان عن ذلك، لكي لا يحسب ذلك على أنه شرط مسبق.

اقرأ أيضا: الائتلاف السوري: لن تنجح أي مرحلة انتقالية إلا بهذا الشرط

بدوره، أكد رئيس منصة القاهرة للمعارضة، فراس الخالدي، أن منصته طرحت مقترحا على الهيئة العليا وعلى منصة موسكو، مشيرا إلى تطلع منصته للموافقة عليه، دون توضيح تفاصيل هذا الاقتراح.

ولكنه رفض اعتبار ما جرى في الرياض "فشلا"، واصفا المباحثات التي جرت بأنها "إيجابية ومفيدة جدا".

وقال الخالدي لـ"عربي21": "بدأت مرحلة المصارحة والمكاشفة والتفاهم بين المعارضة، لكن الاجتماع كان تقني الطابع"، مضيفا: "يحسب للاجتماع نقاط إيجابية عدة، من بينها الاتفاق على المرجعيات التفاوضية التي كانت محط خلاف سابق".

وحول إصرار منصة موسكو على رفض الإقرار بنص يشير إلى مستقبل الأسد، رأى الخالدي أن رفض منصة موسكو لذلك ليس من قبيل الحرص على بقاء الأسد، وإنما حرصا على عدم عرقلة المفاوضات، لأن النظام سيعتبر ذلك شرطا مسبقا.

وزاد في هذا الصدد أن "منصة موسكو لم تعارض وضع رحيل الأسد شرطا للمفاوضات التي تسبق المرحلة الانتقالية".

وعزا الخالدي عدم موافقة الهيئة العليا على ذلك إلى "الحرج الذي يمكن أن تتعرض له من الشارع المعارض في حال وافقت على عدم اشتراط رحيل الأسد قبل الدخول في وفد موحد".

وقال إن "بعض وسائل الإعلام تضغط على الهيئة، وتجعل من اتخاذ قرار عقلاني أمرا صعبا جدا، ونحن نقدر ذلك".

من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، سامر خليوي، إن "الفشل الذي خرجت به اجتماعات الرياض كان متوقعا، ومن الطبيعي أن ترفض الهيئة العليا الالتقاء مع منصات مكانها الطبيعي إلى جانب وفد الأسد".

وأضاف خليوي لـ"عربي21": "كما هو معروف، فإن منصة موسكو لا تعترف بالثورة ولا بمبادئ الثورة أساسا، على العكس من الهيئة العليا التي تمثل قوى الثورة".

ولم يستبعد خليوي أن تستمر وفود المعارضة على ما كانت عليه، أي الذهاب إلى جنيف بوفود متفرقة، الأمر الذي يصب في مصلحة النظام، وفق قوله.

واختتم بالقول: "إن ما جرى هو تثبيت للواقع الذي يريده النظام".