بدأ الأردنيون بنشر مقاطع من أغانيهم الوطنية التي طالما صدحت من مكبرات الصوت في المناسبات الوطنية، وفي سياراتهم، بل وحتى في الأفراح وإن كانت كلماتها لم تكتب لذلك، استنكارا لطريقة إسدال حكومتهم الستار على مشهد مقتل أردنيين اثنين في حادث السفارة
الإسرائيلية.
"
حيطنا مش واطي" كتبت بكثافة على جدران مواقع التواصل الاجتماعي، استنكارا أحيانا، وسخرية أحيانا أخرى، إلى جانب جمل أخرى من
الأغاني الوطنية الأردنية التي ترفع من شأن الأردني في مقابل أعداء الوطن.
وعن "دق الخشوم" يبدو أنها أصبحت تستخدم في المباريات الرياضية بين أبناء الوطن الواحد، بحسب معلقين.
يشار إلى أن حارسا أمنيا في سفارة تل أبيب في العاصمة الأردنية عمّان، قتل أردنيين، الأحد الماضي، في حادثة قالت السلطات الأردنية إنها جنائية.
وقال جهاز الأمن العام الأردني إن التحقيقات الأولية في حادثة مقتل مواطنيين أردنيين على يد موظف في
السفارة الإسرائيلية بعمان انتهت وأحيلت للجهات القضائية.
الكاتب الأردني الساخر، أحمد حسن الزعبي، قال لـ"
عربي21" إن خيبة الأمل الكبيرة في الشارع الأردني تحولت إلى سخرية من كل شيء بدءا من الأغاني "الوطنية" وحتى تصريحات المسؤولين.
وفضل أن يطلق على الأغاني وصف "مباراتية" بدلا من "وطنية".
ولفت إلى أن الأردنيين يعبرون بذلك عن حجم الغضب للحركة التي رآها الشعب "مذلة"، بالطريقة التي غادر بها الحارس الإسرائيلي وبالسرعة التي أغلق فيها ملف التحقيق.
وأوضح أن السخرية أيضا تعود إلى تأخر الموقف الرسمي الأردني، وتأخر المؤتمر الصحفي، في حين كان الإعلام الإسرائيلي يتفاخر بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بأن الحارس سيعود سالما إلى إسرائيل.
ولفت إلى أن الإعلام الأردني الرسمي لم يكن على مستوى الحدث، ولم يرتق المؤتمر الصحفي إلى مستوى الندية التي تتعامل بها إسرائيل.
وما زاد الأمور احتقانا في الأردن التعهد الإسرائيلي بعودة الحارس سالما، إذ أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي مساء الاثنين، أن طاقم السفارة الإسرائيلية في الأردن عاد إلى إسرائيل، ومن بينهم حارس الأمن الضالع في حادث إطلاق النار.
وكان نتنياهو جزم في وقت سابق بأنه سيتم تطويق تداعيات القضية وأن حارس الأمن سيعود إلى إسرائيل دون تأخير.
وقال وزير الدولة الأردني للشؤون القانونية بشر الخصاونة إن الأردن يتعامل مع حادثة السفارة الإسرائيلية وفق القانون الدولي.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بدار رئاسة الوزراء اليوم الثلاثاء إلى جانب وزير الخارجية، أيمن الصفدي للحديث حول حادثة السفارة الإسرائيلية حيث أوضح الأخير تمسكه بعدم مغادرة الدبلوماسي الإسرائيلي قبل أخذ إفادته، رغم تمتعه بالحصانة الدبلوماسية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وأكد الصفدي أنه لا صفقات ولا مفاوضات في التعامل مع حادثة السفارة الإسرائيلية لدى المملكة.