للمرة الثالثة، من المقرر أن يلتقي رئيس حكومة الوفاق الليبية فائز
السراج بقائد القوات التابعة للبرلمان الليبي خليفة
حفتر، في العاصمة الفرنسية باريس، الأسبوع المقبل، وسط توقعات بحضور المبعوث الأممي الجديد إلى
ليبيا، غسان سلامة، بحسب وكالة (آكي) الإيطالية.
والتقى السراج بحفتر مرتين من قبل؛ الأولى في مقر الأخير في الشرق الليبي في بداية تولي السراج منصب رئيس الحكومة، والثانية في أبو ظبي بتنسيق إماراتي مصري.
وطرح اللقاء المزمع عقده برعاية فرنسية عدة تساؤلات، حول: ما الجديد في هذا اللقاء؟ وهل سيتفق الطرفان على تقسيم "الكعكة" بينهما وقطع الطريق على الأطراف المناوئة لهما؟ وهل ستطرح فكرة مجلس رئاسي للبلاد يضم حفتر والسراج وعقيلة صالح؟ وما تأثير اللقاء على خارطة الطريق التي أطلقها السراج منذ أيام؟
تسوية سلطوية
من جهته، أكد المحلل السياسي الليبي، وليد ماضي، أن "اللقاء المزمع هو محاولة من الإدارة الفرنسية لخطف المبادرة من أطراف إقليمية ودولية أخرى والاستفراد بالشأن الليبي، خصوصا بعد لقاء ماكرون وترامب مؤخرا".
وأوضح في تصريحات خاصة لـ"
عربي21" أن "التسوية بين حفتر والسراج لا تعبر عن تسوية بين قطاعات أو فئات من الشعب الليبي، بل هي تسوية ستكون بين مشاريع سلطوية، أما بالنسبة للقبول بمخرجات هذا اللقاء بين الطرفين، فاعتقد بأن الحضور والرعاية الفرنسية سيكون عاملا قويا ضاغط لقبول ما سيتم التوصل إليه في هذا الاجتماع"، وفق تقديره.
ورأى الناشط الليبي، أسامة كعبار، أن "الكل يبحث عن دور له في المشهد الليبي القادم، وأن
فرنسا تعمل مع مصر للتأثير على الترتيبات القادمة، وهذه الخطوة لعقد اللقاء بين حفتر والسراج تعدّ أحادية من فرنسا؛ لأن إيطاليا وبريطانيا معترضتين على هذا الاجتماع، وكذلك الجزائر"، حسب كلامه.
وأضاف لـ"
عربي21": "من الواضح أن هناك صدام مصالح بين الدول المؤثرة، ولا يوجد تنسيق بينهم لضمان الترتيبات القادمة في ليبيا وتقاسم النفوذ، ومهما كانت الترتيبات التي سيتفق عليها في هذا الاجتماع فلن يكون لها مصداقية في ظل التقاطعات الدولية الحالية"، كما قال.
مجلس رئاسي
لكن وزير التخطيط الليبي الأسبق، عيسى تويجر، رأى من جانبه أن "الغرب اقتنع بدور حفتر، ولكن المطلوب غربيا هو خضوع الجيش لسلطة مدنية، فإما أن يتحول حفتر إلى رجل مدني يخضع الجيش لسلطته، أو يتولى الدور المدني رجل يخضع لحفتر مثل رئيس البرلمان الحالي، والنتيجة واحدة في كل الأحوال".
وأشار إلى أن "ما لم يقبله "المشير" بعد هو أن يكون الحاكم غير المباشر ولو شكلا، وهذه الاجتماعات ربما تأتي في إطار بناء الثقة بين الطرفين، وإيجاد صيغة تضمن عدم قيام الجيش بانقلاب مفضوح يحول الحكم إلى حكم عسكري مباشر".
وتابع: "وفكرة مجلس رئاسي يضم المدعومين عالميا حفتر والسراج والمدعوم قبليا عقيلة صالح هو إحدى الصيغ التي قد تحقق الأهداف المشتركة"، وفق قوله لـ"
عربي21".
خارطة السراج
وقال الكاتب الصحفي الليبي، عبدالله الكبير، إن "اللقاء هو محاولة فرنسية لإقناع الطرفين بالمشاركة معا في حكومة واحدة، وبالفعل ستطرح فكرة مجلس رئاسي يضم حفتر مع السراج وعقيلة، لكنها لن تقبل من السراج، خاصة أن حفتر يريد أيضا الاعتراف به قائدا لكل القوات المسلحة".
وأوضح لـ"
عربي21" أنه "يتعين على السراج إذا أراد استمرار حالة التهدئة السائدة حاليا أن يطرح مبادرته بشأن إجراء انتخابات يقول فيها الشعب كلمته، ويسحب البساط من كافة الدول ومشاريعها في ليبيا"، حسب كلامه.
وقال عضو المجلس الأعلى للدولة الليبي ورئيس لجنة تعديل الاتفاق السياسي، موسى فرج، إنه "من الواضح أن فرنسا تريد أن تمسك بالملف الليبي؛ لكي لا تفاجأ بحل قد لا يتماشى مع رؤيتها؛ لذا دعت لهذا اللقاء، الذي لم تعرف تفاصيله بعد".
وقال لـ"
عربي21": "يلاحظ مؤخرا أن التنافس يشتد بين عدة دول ترغب في التأثير في الوضع الليبي، وتوجيه جهود الحل بما يتناسب ورؤيتها ومصالحها، فهناك مصر، والإمارات، وتونس والجزائر وفرنسا، وغيرها، لكن أعتقد بأن الحل يجب أن ينبع من توافقات ليبية، وأن ينحصر دور هذه الدول في تشجيع الليبيين على الوصول إلى حل ليبي داخلي"، وفق قوله.