كشف تقرير لشبكة "سي أن أن" الأمريكية الاثنين، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ستنتهي قريبا من وضع سياسة دبلوماسية وعسكرية جديدة للتعامل مع
ليبيا.
وأوضح التقرير أنه بموجب السياسة الجديدة؛ فقد تنفذ القوات الأمريكية برامج تدريب عسكرية، مع إمكانية إرسال قرابة 50 عنصرا من القوات الخاصة إلى ليبيا بصفة دورية؛ بهدف تبادل المعلومات الاستخباراتية.
ونقلت الشبكة عن مسؤولين أمريكيين تأكيدهم أن "الإدارة الأمريكية تدرس استئناف وجودها في بنغازي، وإنشاء مركز للتنسيق للقوات الأمريكية والمسؤولين الليبيين؛ لتسهيل تبادل المعلومات المخابراتية حول مكافحة "الإرهاب"، دون الإفصاح عن أسماء هؤلاء المسؤولين الليبيين.
وأشارت "سي أن أن" إلى أن فرقا صغيرة من القوات الأمريكية وعناصر استخباراتية، أجروا زيارات متعددة إلى ليبيا خلال السنوات الماضية؛ لمقابلة المسؤولين في ليبيا، وتبادل المعلومات.
مع من سيتواصل ترامب؟
وأثارت هذه المعلومات عدة تساؤلات حول أسماء المسؤولين الليبيين الذين ستتواصل معهم إدارة ترامب، وهل ستنسق سياسيا مع حكومة الوفاق، وعسكريا مع خليفة
حفتر؟ وهل الإعلان عن تواجد دبلوماسي أمريكي في بنغازي له علاقة بما حققه حفتر في الشرق الليبي؟
من جهته؛ رأى المتحدث باسم المؤتمر الوطني العام السابق، عمر حميدان، أن "الاهتمام الأمريكي الأخير بالشأن الليبي؛ ربما ينهي حالة الفتور والتجاذب حول الملف الليبي من قبل بعض القوى الأخرى، ما سيساعد على حسم إنهاء النزاع، وإيجاد حل للأزمة الراهنة".
وقال حميدان لـ"
عربي21": "لا أعتقد أن هذا الدور سيأتي ليغلب طرفا على طرف، وإنما سيتعامل بواقعية، ومن منطلق ثوابت الثورة، ودعم خارطة الطريق الموضحة في الإعلان الدستوري، والتي وافقت عليها جميع قوى الثورة في برامجها المعلنة".
تدخل عسكري وشيك
لكن الخبير الليبي في التنمية المجتمعية، صلاح بوغرارة، أكد أن "التدخل الأمريكي في ليبيا قادم قبل نهاية العام الجاري 2017، وجميع الأطراف ستخضع لأي سيناريو تضعه واشنطن بالتنسيق مع الدول الأوروبية ذات المصلحة".
وأضاف لـ"
عربي21": "أما بخصوص الدول العربية الداعمة لأطراف النزاع في ليبيا؛ فلن يجد ترامب أي مشكلة في ضمها للحل الأمريكي".
وأوضح أن "الولايات المتحدة ستهتم بليبيا بعد التوصل إلى حل في سوريا، فأزمة ليبيا ليست بذات الثقل السوري أو العراقي، والأطراف الليبية المتنازعة على السلطة، بما في ذلك قيادة الجيش (حفتر)، من السهل التعامل معها؛ لهشاشة هذه الأطراف، وعدم وجود ثقل لها في الشارع الليبي".
أما الصحفي الليبي، عبدالله الكبير؛ فرأى أن "واشنطن لم تبتعد عن الملف الليبي حتى تعود إليه، لكن ربما لديها رؤية جديدة لمقاربة الأزمة الليبية، فخبراؤها ورجال مخابراتها موجودون في غرب ليبيا وشرقها".
وقال لـ"
عربي21" إن "تحركات أمريكا الجديدة ستكون في مكافحة التيارات المتشددة، وتعزيز النفوذ الأمريكي في القارة السمراء".
شرق ليبيا
من جانبه؛ قال الناشط الفيدرالي الليبي، أبو بكر القطراني، إن "سياسة الولايات المتحدة الأمريكية ثابتة، وهي تحقيق الأمن القومي لنفسها، والمحافظة على مصالحها في العالم، وهي بالتأكيد ستتعامل مع القوي، أو من يحقق انتصارا على الإرهاب".
وأضاف لـ"
عربي21" أن "دبلوماسية واشنطن لها خبرتها وقدرتها في تحقيق أهدافها في التقرب إلى شرق ليبيا لمحاولة الضغط في الاتجاه الآخر، لعل هذه المغازلة أو إشارات القبول تحدث تغييرا على المستوى السياسي بالنسبة للأزمة الليبية المنغلقه الأبواب والاتجاهات".
ولكن الكاتب والباحث السياسي الليبي، عزالدين عقيل، رأى أن "ترامب شخصية عاجزة ومضطربة، وهو جاهل بالسياسة، ولهذا لا يمكن التعويل عليه في تغيير حتى مصير كشك سجائر في ليبيا".