تتصاعد حالة الغضب التي عمت الأراضي
الفلسطينية المحتلة، عقب الاعتداءات والإجراءات
الإسرائيلية التي تسببت بإفراغ المسجد
الأقصى من المصلين لليوم الخمس على التوالي، وهو ما تسبب بوضع إسرائيل بين خيارات محدودة.
وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي عمر جعارة، أن وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، ووزير التربية والتعليم زعيم "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، ومعهما جهاز الشرطة الإسرائيلية، طالبوا جميعا بـ"الإبقاء على البوابات الإلكترونية الخاصة بالكشف عن المعادن والتي نصبت على ثلاثة أبواب للمسجد الأقصى المبارك".
ونوه المختص في حديثه لـ"
عربي21"، إلى أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك"، طالب بإزالة تلك البوابات حتى لا تتسبب في انفجار الأوضاع الأمنية في مدينة
القدس المحتلة"، موضحا أن جميع الأجهزة الأمنية والعسكرية في "إسرائيل مستنفرة تحسبا لانطلاق موجة مواجهات جديدة، ستكون أكبر وأعنف من سابقتها هذه المرة".
ولفت جعارة، إلى أنه "من المتوقع أن يعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اجتماعا عاجلا فور عودته من رحلته الخارجية، لدراسة القرار الذي يمكن اتخاذه في ظل تصاعد الغضب الفلسطيني من الإجراءات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى المبارك".
ورجح أن تسير الأوضاع نحو "انفجار كبير في حال أقر نتنياهو الإبقاء على تلك البوابات"، منوها إلى أن "الشرطة الإسرائيلية قامت باستدعاء عربات المياه العادمة (النجسة) لاستخدامها ضد المرابطين عند بوابات المسجد الأقصى المبارك لليوم الخامس على التوالي".
وأشار إلى ضرورة "استثمار حالة الغضب الفلسطيني من أجل إزالة كافة كاميرات المراقبة الإسرائيلية وفتح كافة بوابات المسجد الأقصى، إضافة للمطالبة بمنع دخول غير المسلمين لباحات الأقصى".
مخرج آمن
وحول تصاعد الأوضاع في مدينة القدس المحتلة، قال الأكاديمي والخبير في شؤون مدينة القدس المحتلة، جمال عمرو: "ما يجري في مدينة القدس هو كرامة عظيمة جدا، لا يمكن قراءتها في المشهد الخارجي، وهو أقصى مفرغ، بوابات مغلقة، استباحة المستوطنين اليهود لساحات الأقصى وغيرها..".
وأوضح لـ"
عربي21"، أن "الجميع في ميدان تحرير القدس والمسجد الأقصى بمدينة القدس والذي يحتضنه باب الأسباط، على قلب رجل واحد في الدفاع عن أولى القبلتين، ولا يحسبون لقوات الاحتلال أي حساب، وهو ما تسبب بحالة رعب لبعض الأنظمة العربية الساقطة التي بدأت تبحث لنتنياهو عن انسحاب أو مخرج آمن من المأزق الذي وقع فيه".
وأضاف عمرو: "هناك من الزعامات العربية من يفتش الآن عن سلم مناسب لصديقهم نتنياهو من أجل النزول الآمن"، مؤكدا أن الشبان المقدسيين "يتمنون أن لا ينزل، كي يسقطوه بأيدهم بالطريقة التي تليق بوجهه الكالح"، وفق تعبيره.
ورأى في شؤون مدينة القدس، أن "نتنياهو العنيد من الممكن أن يتراجع عن زرع تلك البوابات هربا من البركان المقدسي الثائر، وليس أمامه أي خيار آخر"، موضحا أن "جهاز الشاباك حذر الفاسد نتنياهو، من ارتدادات استمرار الغضب الفلسطيني والذي من الممكن أن يؤثر على علاقات تل أبيب مع الدول العربية؛ من الرياض حتى أبو ظبي".
وكانت صحيفة "الشرق الأوسط" السعودية، قد كشفت عن جهود وضغوطات أمريكية وعربية تمارس على إسرائيل لحل الأزمة التي نشبت بسبب البوابات.
تحطيم البوابات
وكشف القيادي في حركة "فتح" حاتم عبد القادر، وهو المسؤول السابق عن ملف القدس، عن "صفقة تتبلور لإزالة البوابات الإلكترونية"، مؤكدا أن "ضغطا كبيرا مارسته السعودية والأردن، مصحوبا بزخم شعبي متصاعد وضاغط على إسرائيل، أدى إلى تدخل أمريكي مباشر".
وأضاف عبد القادر: "ضغطت السعودية على البيت الأبيض، وضغط الأردن على إسرائيل، وطالبا بإنهاء الأزمة قبل يوم الجمعة"، حيث يجري الاستعداد لـ"جمعة الغضب" والتي يتوقع أن يحطم المصلون فيها البوابات الإلكترونية التي زرعتها الحكومة الإسرائيلية.
ولليوم الخامس على التوالي، يواصل الفلسطينيون وموظفو الأوقاف رباطهم عند بوابات المسجد الأقصى، تنديدا بالإجراءات الإسرائيلية ورفضا لدخول الأقصى عبر البوابات الإلكترونية التي وضعتها إسرائيل على باب السلسلة والأسباط والمجلس، عقب "عملية الأقصى" التي وقعت يوم الجمعة الماضي، وأدت لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين ومقتل جنديين إسرائيليين.
وطالبت حركتا "حماس" و"الجهاد الإسلامي" في بيان مشترك سابق لهما، الفلسطينيين بـ"التأهب وإعلان النفير العام للدفاع عن المسجد الأقصى، وتصعيد انتفاضة القدس".
وتشهد القدس المحتلة حالة من الغليان عقب إجراءات سلطات الاحتلال واعتداءاتها المتكررة بحق المقدسيين والمرابطين بالقرب من المسجد الأقصى، في حين أكد نتنياهو في حديث سابق له أنه لن يتراجع عن تركيب "البوابات الإلكترونية"، وسيعمل على تركيب كاميرات مراقبة، في تحد للفلسطينيين.