أكد خبراء سياسيون في
لبنان أن الأزمة الخليجية ستفرض واقعا جديدا على المشهد اللبناني، خصوصا في
الانتخابات النيابية المقبلة، وتطابقت آراء مراقبين تحدثوا لـ"
عربي21" أن رئيس الحكومة سعد
الحريري لم يعد خيار
السعودية الوحيد في لبنان، وأن تيار
المستقبل يواجه تحديا كبيرا في ظل حديث عن بروز زعامات سنية جديدة بعضها مدعوم من القيادة السعودية.
وتشير معلومات بأن ثمة تحالفات مع
قطر وتركيا حاضرة وبقوة لا سيما في شمال لبنان، ومن بينهم رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي المقرب من قطر وتركيا.
موقف السعودية من الحريري
وأكدت المحللة السياسية هدى رزق أن "الاتفاق بين القوى السياسية هو الذي أفرز قانون الانتخاب"، موضحة في تصريحات لـ"
عربي21" بأن "هناك قوى في شمال لبنان لم تكن راضية عن قانون الانتخاب، كرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي والوزير السابق أشرف ريفي".
وحول اللغط من مواقف الحريري تجاه السعودية، قالت: "الحريري يمثل مع تيار المستقبل السعودية في لبنان، وهو الآن رئيس للحكومة ويحوز على المقعد الأكبر في المجلس النيابي".
وأشارت رزق إلى أن "القوى السياسية الكبرى تعمل بناء على مصالحها وأجنداتها بمعزل عن تحالفاتها، وهو ما ظهر في هذا التوافق على القانون الجديد بين التيار الوطني والقوات اللبنانية، فيما استطاع حزب الله المحافظة على مكانة حليفه سليمان فرنجية".
ولفتت إلى أن "تيار المستقبل يحاول تعزيز نفوذه في الانتخابات القادمة، غير أنه سيواجه خطرا خصوصا في الشمال، في ظل حضور قوي لميقاتي وريفي وتراجع تيار المستقبل في الشمال بفعل غياب الرئيس الحريري لفترة طويلة عن البلاد، حيث لم يعد يتمتع بالشعبية التي كان حاصلا عليها قبل عام 2010" .
وعن نوايا السعودية لتصدير اللواء أشرف ريفي في المشهد السني وإيجاد ثنائية مع الحريري، قالت: "السعودية حاولت أن تعمل على الازدواجية السياسية بالنسبة للتيارات السنية"، مضيفة: "المملكة لم تعد تريد أن تدعم آل الحريري فقط، وهي تسعى لتوسيع دائرة نفوذها، لاسيما من خلال أشرف ريفي الذي يطرح نفسه كقوة سياسية موازية لتيار المستقبل في طرابلس".
وعن الحضور القطري في التحالفات المقبلة في لبنان، قالت: "هناك قوى سياسية تميل إلى القطريين، إضافة إلى الحضور التركي القوي في طرابلس"، لافتة إلى أن "نجيب ميقاتي له مصالح مع القطريين والأتراك".
قوة قطر في لبنان
من جهته قال جهاد ملاح المختص في الشأن الخليلجي لـ"
عربي21": "الترقب في لبنان هو الذي يفرض نفسه حاليا في ظل الأزمة الخليجية الأخيرة ".
وأشار إلى أن "تأجيل الانتخاب هو لصالح تيار المستقبل، في ظل عدم وضوح الرؤية في الشارع السني، وعلى ضوء تحسن العلاقات بين السعودية وتيار المستقبل".
وحول نظرة السعودية إلى تيار المستقبل حاليا، قال: "القضية لم تعد أن تيار المستقبل لم يعد حليف السعودية الأول، وإنما التيار نفسه في مرحلة مخاض غامضة النتائج، وتطرح تساؤلات عن نتائج زيارة الحريري قبل أيام إلى السعودية".
واضاف: "السعودية لم تتخذ موقفا حاسما تجاه تيار المستقبل، وهناك أزمة موظفي شركة أوجيه التي كان يمتلكها الحريري ما زالت تفرض نفسها، مع حضور أسئلة كثيرة عن دور وتأثيرات السعودية حولها".
ولفت إلى أن "من مصلحة تيار المستقبل تأجيل الانتخاب لتهيئة نفسه لها، ومن الواضح أن الحريري يركز في الآونة الأخيرة على الحديث عن التنمية".
وعن الخيارات القطرية في لبنان، قال: "تبحث قطر عن مكان مهم في المشهد اللبناني، خصوصا بعد الأزمة الأخيرة، وهي تعمل على الحصول على مراكز قوى جديدة لاسيما في لبنان، مع الإشارة إلى تراجع الانتقادات بحق قطر من أطراف سياسية في لبنان كحزب الله، إثر وقوف قطر ضد السعودية".
ورأى أن "قطر تعيد ترتيب حساباتها انطلاقا من البوابة الإيرانية والتركية وهي تعمل على تقوية نفسها، مما يرشح أن يكون لبنان مسرحا لصراع سعودي قطري عنوانه الانتخاب".
المفاجآت واردة
وقال النائب السابق الدكتور إسماعيل سرية في تصريحات خاصة لـ"
عربي21": "وضع لبنان متداخل كما الوضع العربي"، معتبرا "أن القانون الانتخابي ولد استنادا على قاعدة النأي بالنفس تجاه التطورات على الساحتين العربية والإقليمية".
وحول حضور الخليج في المشهد اللبناني الانتخابي، قال: "التأثير السعودي هو الأقوى في لبنان، من خلال خبرته السابقة وبفعل تفاعله الكبير مع الإدارة الأمريكية، ومن المبكر الإجابة عن صورة التأثير الخليجي في لبنان".
وعن الاستراتيجية السعودية في لبنان، قال: "منذ أكثر من عام تدأب السعودية عبر سفيرها على استقطاب القوى السنية، تحت شعار توحيد الموقف السني".
وعن قوة التأثير القطري في لبنان، قال: "دخول قطر في اللعبة السياسية في لبنان قد يؤثر بقوة، والتحدي في طرابلس كبير".
واعتبر أن "الحريري والمستقبل يخوضان مرحلة ترميم وضعهم السياسي في طرابلس، وهو ما يرجح حصول مفاجآت إذا استمرت الأزمة الخليجية".