قالت صحيفة "التايمز" إن
دراسة عن التوجهات الشعوبية على المستوى العالمي، كشفت عن أن الناخبين الأمريكيين الذين صوتوا للرئيس الأمريكي دونالد
ترامب، والروس الذين دعموا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والناخبين البريطانيين الذين صوتوا للخروج من الاتحاد الأوروبي، لديهم شيء مشترك.
ويكشف التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، عن أن القاسم المشترك بين هؤلاء الناخبين هو أنهم قلقون على مستقبلهم
الاقتصادي، مشيرا إلى أنه بحسب الدراسة، التي استطلعت بيانات 140 ألف شخص، فإن الناس عادة ما يدعمون الشخصية القوية المصممة، ويفضلونها على الشخصيات المنفتحة.
وتقول الصحيفة إنه من
هتلر إلى انتخاب ناريندرا مودي في الهند، فإنه عادة ما يتم الربط بين الشعوبية القومية والركود الاقتصادي، لافتة إلى أن الدراسة، التي نشرت نتائجها الصحيفة، وجدت دليلا على هذا التوجه.
ويورد التقرير نقلا عن الباحثين في مجلة "مقررات الأكاديمية الوطنية للعلوم"، قولهم: "نشاهد على مستوى العالم قادة شعبويين مستبدين، ممن يقدمون خطابا متعجرفا، ويتسمون بالسلوك العدواني، وعادة ما يتميزون بشخصية ذات ملامح أخلاقية مشكوك فيها".
وتشير الصحيفة إلى أن المجلة الأمريكية اعتمدت على بيانات من 69 دولة، لافتة إلى أن الباحثين وجدوا أن الناس يفضلون في أوقات الشدة الاقتصادية، وارتفاع معدلات البطالة، زعيما قويا، لا يهتم كثيرا بالعودة إلى البرلمان أو يحتكم للانتخابات.
ويفيد التقرير بأن الدراسة توصلت إلى أنه عندما تتحسن الأوضاع الاقتصادية، فإن الناس يفضلون اختيار قادة "محترمين، ومن أصحاب المعرفة الواسعة، ومتسامحين".
وتنقل الصحيفة عن هيرمانت كاكر من مدرسة لندن للاقتصاد، الذي قام بالدراسة بعد انتقاله من الهند، حيث شاهد صعود القومية الهندوسية، قوله إن بلاده صوتت لأكبر حزب هندوسي متطرف، ويضيف: "عندما جئت إلى بريطانيا كانت هناك الحملة للخروج من الاتحاد الأوروبي، حيث صادق الناس على أفكار حزب الاستقلال اليميني المتطرف، بزعامة نايجل فاراج، لماذا نشاهد صعود هؤلاء القادة الشعبويين؟".
ويلفت التقرير إلى أنه عندما بدأ كاكر الدراسة كانت
الانتخابات الأمريكية في البداية، ومن هنا بدأ يراقب طريقة تصويت الناخبين بناء على الظروف الاقتصادية التي تواجهها مناطقهم، فالناس الذين يعيشون في مناطق ذات نسبة عالية من البطالة والبيوت المهملة صوتوا لترامب.
ويقول كاكر إن النتائج تدعمها النظريات النفسية التي تقول إن الناس يواجهون الأوضاع القلقة بتفضيل قادة من أصحاب الشخصية المتسلطة، لا أصحاب الحظوة.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول كاكر: "التسلط الشخصي هو الشيء العام الذي يريده الناس، ويريدون النظام والاستقرار والتحكم"، ويضيف: "عندما تعيش حالة من الشك، فإنك تشعر بالتوتر، ونناقش في هذه الحالة أن هذا هو السبب الذي يدفع الناس لدعم قادة
ديكتاتوريين ممن يحصلون على التفويض للتحكم".