يواصل الأسرى الفلسطينيون في مختلف سجون الاحتلال الإسرائيلي، إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم الـ39 على التوالي، وسط دخول الأسرى في وضع صحي خطير، تطلب نقل عشرات منهم إلى المستشفيات الإسرائيلية نظرا لتدهور حالتهم الصحية.
هبوط حاد والتقيؤ دما
ودخل نحو من 1800 أسير فلسطيني في إضراب مفتوح عن الطعام، وذلك من أجل الحصول على أدنى حقوقهم المشروعة، وتحسين أوضاعهم داخل المعتقلات الإسرائيلية التي تفتقد لأدنى المقومات الإنسانية.
ويأتي هذا الإضراب الجماعي، لرفض إجراءات سلطات الاحتلال التي تفاقم معاناة الأسرى، وإنهاء سياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي ومنع زيارات العائلات وعدم انتظامها، وغير ذلك من المطالب الإنسانية المشروعة والتي منها أيضا إنهاء سياسة الإهمال الطبي.
إقرأ أيضا: نقل عشرات الأسرى للمشافي.. الاحتلال يتعنت والإضراب يتواصل
وعن تطورات الإضراب داخل السجون الإسرائيلية، أوضحت اللجنة الإعلامية المنبثقة عن هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني أن الأسرى المضربين "يعانون من هبوط حاد في الوزن وصعوبة في الحركة، مع تكرر سقوط حالات إغماء، وزيادة أوجاع المفاصل والكلى، والتقيؤ دما".
وأكدت اللجنة في بيان لها وصل "
عربي21" نسخة منه، أن سلطات إدارة السجون الإسرائيلية تفرض "تعتيما على حقيقة الأوضاع الصحية للمضربين، في ظل نقل العشرات منهم للمستشفيات الإسرائيلية بعد دخولهم مرحلة الخطر"، موضحة أنه تم نقل الأسير سامر العيساوي إلى مستشفى "تل هشومير" بوضع صحي حرج".
وذكرت أن الأسرى ومنذ بداية إضرابهم، وهم "يرتدون ملابس الشاباص الخاصة بالسجن، ولا يملكون سوى أغطية قذرة وبالية، بعدما صادرت إدارة السجون مقتنياتهم منذ اليوم الأول للإضراب".
العلاج مقابل فك الإضراب
وأكد الأسير محمد الغول الذي تمكن محامي نادي الأسير من زيارته، أن الحشرات "تنتشر في الزنازين، ومنذ منتصف هذا الشهر تقريبا لم يتمكن الأسرى من تغيير ملابسهم الداخلية".
ونوهت اللجنة إلى أن إدارة سجون الاحتلال مستمرة في عمليات النقل الممنهجة من سجن لآخر بهدف إنهاك الأسرى خاصة بواسطة عربة "البوسطة"، وهي سيارة حديدية يبقى الأسير بداخلها مكبل اليدين والقدمين، وتصل مدة النقل فيها لأيام.
إقرأ أيضا: "إضراب الكرامة" يتواصل والأسرى يدرسون خطوة "حل التنظيم"
وأفاد الأسير محمد أبو سخا المحتجز في سجن "إيشل" والذي تمكنت محامية مؤسسة الضمير من مقابلته، بأن الوضع الصحي للأسرى "سيئ للغاية؛ فأجسادهم منهكة وبعضهم يتقيأ الدم ويتعرضون لحالات إغماء"، مؤكدا أن إدارة السجن "تماطل في نقلهم للعيادات وتضغط عليهم من أجل فك إضرابهم".
وذكر أبو سخا، أن أحد الأسرى المضربين "فقد وعيه وعندما حضرت إدارة السجن طلبت من الأسرى أن يوقفوا إضرابهم مقابل إخراجه إلى العيادة".
من جانبها، أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، أنه "تم نقل نحو 150 أسيرا مضربا عن الطعام، بينهم قائد الإضراب والقيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، خلال اليومين الماضيين الى المستشفيات"، مؤكدة أنه تم إبقاء 15 أسيرا في المستشفى لتلقي العلاج جراء تدهور حالتهم الصحية.
وشرع الأسرى في إضرابهم بتاريخ 17 نيسان/ أبريل 2017، تحت عنوان "الحرية والكرامة"، وذلك من أجل الحصول على أدنى حقوقهم المشروعة، وتحسين أوضاعهم داخل المعتقلات الإسرائيلية.
ويعتقل الاحتلال أكثر من 6500 فلسطيني، بينهم 57 امرأة و300 طفل، في 24 سجنا ومركز توقيف تفتقد لأدنى المقومات الإنسانية، بحسب إحصائية هيئة شؤون الأسرى، التي أكدت وجود نحو 1200 أسير مريض، بينهم 12 مصابا بمرض السرطان، و17 يعانون من أمراض في القلب.